Home»Régional»يــوم الــمـــســــك …!!

يــوم الــمـــســــك …!!

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد انعم الله على الإنسان بنعم كثيرة ومن هذه النعم نعمة العلاقة الزوجية لقوله تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) صدق الله العظيم وفي آية أخرى ذكر بأنها الميثاق الغليظ وصفة غليظ تدل على متانة هذه العلاقة ودوامها ومعلوم أن العلاقة الزوجية الغالب عليها السعادة بين الزوجين ولكن هذه السعادة بين الحين والآخر تشوبها الشوائب وهذه الشوائب معروفة في كل حياة زوجية وهي عبارة عن لحظات لا نقول يفتر فيها الميثاق الغليظ وإنما نقول هي فترات وضعها الله تبارك وتعالى من اجل أن تعيد لهذا الميثاق متانته .
وأسباب الخلافات الزوجية كثيرة منها : الغيرة ،عدم التكافؤ الفكري ،و نكران الجميل وهذا ما سأنفرد به في موضوعي هذا فمن نماذج نكران جميل الزوجة لزوجها نموذج تاريخي معروف عن الملك الأندلسي المعتمد بن عباد الشاعر المعروف بملك اشبيلية حيث كانت له زوجة وكانت محببة عنده كثيرا وفي يوم من الأيام فوجئ بطلب غريب منها حيث كانت تطل من شرفة غرفتها على واد قريب من القصر فلفت انتباهها فتيات قرويات يحملن الجرار على أكتافهن ويمشين حافيات ..فاشتهت على زوجها أن تسقي مثلهن فاستغرب الملك لطلبها وإلحاحها ومن اجل إرضائها ونزولا عند رغبتها قرر أن يكون يوم خروجها لجلب الماء يوم عيد فأمر بان يدق المسك وينشر على جنبات الوادي ويوضع في ا لنهر حتى سمي ذلك اليوم بيوم المسك ، فقضت زوجة الملك يومها في الوادي تمرح وتلعب وتستحم ثم رجعت إلى قصرها في قمة سعادتها … وفي يوم من الأيام وقع خلاف بين الملك وزوجته كأي خلاف بين الأزواج فثارت ثائرتها وقالت للملك إنني لم أر يوما جميلا في حياتي معك ..!! فتعجب الملك من قول زوجته ومن شدة حبه لها لم يشأ أن يعدد محاسنه وأفضاله عليها ولكن اكتفى بقوله ولا حتى يوم المسك ..؟؟ فأجابته قائلة : ولا حتى يوم المسك .
من خلال هذه القصة القصيرة يمكن أن نستشف أن زوجة الملك قد تنكرت لجميل زوجها رغم حبه الشديد لها ولا يمكن أيضا أن نتجاهل نكران جميل الرجل فالزوج أيضا ناكر للجميل رغم ما تقدمه الزوجة له من خدمات وسعادة وترفيه فلو أن الملك هو من ثارت ثائرته وأرادت زوجته أن تذكره بأجمل لحظات مرت عليه لتنكر لذلك .
لذلك يجب أن نأخذ من هذه القصة الكثير من العبر منها:
1- أن العلاقة الزوجية ترتكز بالأساس على حب كلا الطرفين لبعضهما حبا خالصا لوجه الله
2- عدم نكران جميل الطرف الآخر مهما اشتدت الخلافات بينهما
3- إيثار الزوج لزوجته على نفسه والعكس أيضا .
فإذا التزمنا بهذه الصفات فليتأكد الأزواج أن علاقتهما ستبقى متينة ورباطهما سيبقى غليظا كما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. يوسف الوجدي
    10/04/2007 at 22:36

    مقال رائع ما اكثر قصص المسك في حياتنا الزوجية دام قلمك المبدع أيتها الكاتب الراقية

  2. محمد الزعماري
    15/04/2007 at 21:34

    احسنت في اختيارك لحكاية المسك فلخصت كلاما كثيرا حبذا لو يطلع عليها الازواج ليتذكروا الجميل المتبادل بينهما كلما شابت علاقتهما شائبة فيتعقلان ولايتصرفا تصرفا يسيء لهما.
    العلاقة الزوجية اسمى العلاقات واروعها وعلى طرفيها السهر دوما على تمتينها وتقويتها كلما سمحت الفرص بذلك وما اكثرها. ولقدسيتها جعل الله انحلال ميثاقها ابغض الحلال عنده.
    هدى الله الازواج ومتن علاقتهما وادام نعمتها عليهم ،ونعمة الزواج كالصحة لايعرف قيمتها الا من فقدها باي شكل كان. وما القلب الا للحبيب الاول…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *