وأخيرا خرجت مدينة وجدة من الجمود الثقافي والفني الذي استحوذ على المدينة لعدة سنوات ، وهاهي ذي مدينة الألفية مرة أخرى تعبر عن حدث تاريخي انها المدينة التي كانت سواء في الماضي او الحاضر رمزا لوحدة شعوب المغرب العربي ، هذه الشعوب التي فرقتها السياسة لعقود من الزمن ، وكهربت العلاقة بينها ، ها هي ذي مدينة وجدة تعبر مرة أخرى بحدث تاريخي ان مصير الشعوب المغاربية مصير مشترك احب من احب وكره من كره …واذا عجزت السياسة عن توحيد الشعوب المغاربية فهاهو ذا الفن السابع استطاع ان يوحد هذه الشعوب في مدينة زيري بن عطية مدينة الألفية من خلال المهرجان الأول للفيلم المغاربي الذي ينظم ابتداء من 18/07/2005 والى غاية 23/07/2005وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس …

على الساعة السادسة نظم حفل الأفتتاح بسينما باريز وذلك بحضور العديد من الشخصيات السياسية والفنية والأجتماعية على رأسهم السيد والي ولاية وعمالة وجدة انكاد ، والسيد الكاتب العام لوزارة الأتصال والسيد رئيس مجلس الجهة والسيد رئيس مجلس المدينة هذا بالأضافة الى العديد من الممثلين السينمائيين والمخرجين من مختلف الدول المغاربية الخمس . بالأضافة الى سنمائيين من اسبانيا وبلجيكا..حيث افتتح المهرجان بمجموعة من كلمات الترحيب لكل من السيد الطيب غافس رئيس مجلس الجهة الشرقية ، وكلمة السيد لخضر حدوش رئيس مجلس مدينة وجدة ، وكلمة السيد وزير الأتصال والتي تلاها بالنيابة السيد الكاتب العام لوزارة الاتصال …هذا بالضافة الى كلمات العديد من المشاركين السينمائيين …

والكلمة التي لفتت الأنتباه وصفق لها الجمهور بحرارة هي كلمة جد مقتضبة للمخرج الجزائري  » جون بيير ديدو  » الذي قال :  » انني من تلمسان التي لا تبعد كثيرا عن مدينة وجدة ،ولقد حضرت من مدينة باريز الى وجدة وأريد الذهاب الى تلمسان ، فمن الغرابة انه علي ان اذهب الى الدار البيضاء ومن الدار البيضاء علي ان اسافر بواسطة الطائرة الى تلمسان …فبدلا من ان تستغرق الرحلة من وجدة الى تلمسان بالسيارة بضع ساعات ، فانها عن طريق الدارالبيضاء ستستغرق يومين …فهذا وضع شاذ…كما التمس من الصحافيين في البلدين المغرب والجزائر ألتخلي عن خطاب الكراهية وعليهم ان يلجأوا الى نوع آخر من الخطاب هو خطاب الأخاء والمحبة مثل الخطاب الذي انتجناه اليوم نحن السينمائيين في هذا المهرجان حيث عبرنا عن وحدتنا ووحدة شعوبنا …انه من غير المنطقي ان يستمر هذا الوضع بهذا الشكل بين البلدين … »وصفق الحاضرون بحرارة لهذه الكلمات القليلة لهذا الفنان ولكنها كلمات جد معبرة عن الواقع السياسي المغاربي الفاشل لحد الآن في تحقيق الوحدة المغاربية

هذا وكانت رئاسة المهرجان قد عقدت بألأمس ندوة صحافية بملحق ولاية وجدة ترأسها السيد جمال الدين الدخيسي والسيد بنبراهيم نوقشت خلالها مختلف الصعوبات والمشاكل التي واجهتها اللجنة المنظمة للمهرجان وطرق تغلب اللجنة على كل المعوقات وتذليلها لأنجاح المهرجان …الا ان هذا النقاش لم يخل في الكثير من الأحيان من مناقشات وانتقادات حادة للجنة المنظمة …نتيجة سقوطها في العديد من الهفوات التي كان يمكن تفاديها بنوع من التنظيم الدقيق والضبط الصارم …ورغم كل ذلك فان المهرجان يعتبر نجاحا استطاعت مدينة وجدة تحقيقه ، ورهانا ناجحا استطاعت كسبه …ليس على المستوى المغربي فحسب وانما على المستوى المغاربي بصفة عامة ابرزت من خلاله مدينة وجدة انها مدينة الوحة والتعايش فربطت بذلك ماضيها بحاضرها.

وكان اول فيلم تم عرضه هو » فوق الدار البيضاءالملائكةلاتحلق » لمحمد العسلي وهو فيلم احرز على العديد من الجوائز سواء على المستوى الوطني او الدولي