Home»Régional»الحياة والموت بين العلم والاسلام والتحليل النفسي

الحياة والموت بين العلم والاسلام والتحليل النفسي

0
Shares
PinterestGoogle+

الحياة والموت بين العلم والإسلام والتحليل النفسي

تقديم :عزيز باكوش

عن دار انفوبرانت للطباعة والنشر بفاس , صدر حديثا كتاب موسوم ب"الحياة والموت بين العلم والإسلام والتحليل النفسي."للباحث في علوم التربية الأستاذ محمد الصدوقي..

الاصدار في ملخصه ,تأملات في الحياة والموت, انطلاقا من قراءات متعددة للباحث ,وهو يعتبر الثاني في ريبيرطوار الأستاذ الباحث بعد" المفيد في التربية" الصادر سنة 2006 عن نفس الدار .

يقع الكتاب في 90 صفحة من الحجم المتوسط , ويشتمل على مقدمة وأربعة فصول. إضافة إلى خاتمة وبيبلوغرافيا وفهرست المواضيع.

جاء في المقدمة" يمكننا ان نعتقد بأننا قد اقتنعنا طبيعيا بأن الموت هو"الضريبة" الضرورية لكل حياة. و ان كل فرد منا عليه دين اتجاه الطبيعة, لا يمكن رده إلا بواسطة الموت. فما علينا ا لا أن نكون مستعدين لرد هدا الدين . دلك أن الموت ظاهرة طبيعية لا تقاوم, و لا يمكن لأحد ان يتهرب منها.

ولكننا في الواقع يضيف الباحث " متعودون على فعل سلوك العكس, نحاول بكل قوانا إبعاد الموت وتغييبه من حياتنا(…) لهدا, فان مدرسة التحليل النفسي أعلنت, بان في العمق لا أحد يعتقد في موته(أي) في لاشعور كل فرد اعتقاد راسخ في لاموته/خلوده.

و" الحياة تضعف وتفقد معناها مند اللحظة التي لانستطيع فيها ان نتقبل اللعبة ", أي الحياة نفسها, أنها تصبح فارغة وجوفاء, حيث نعرف مسبقا أنها لا تعني شيئا".

هكذا يرصد الكاتب تصور فرويد عن إشكالية الموت و الحياة عبر ثلاث مقاربات ثابتة: فسواء عبر ظاهرة الحياة , أو انطلاقا من تصور الإسلام للظاهرة , أو كما شرحها التحليل النفسي عند المدرسة الفرويدية ,يكشف الباحث مدى أهمية الحياة والموت في حياة الإنسان , حتى يخلص , أنها غدت " بين أكثر المواضيع المعرفية إقلاقا للإنسان, دلك لكونهما : ملتصقان بكينونته ووجوده نفسه. لدا هاهو يحاول كإنسان ومازال ,عبر الأمكنة و العصور معرفة أسرار هاتين الظاهرتين…… لكن هل باستطاعته ذلك؟؟؟

حاول الكاتب أيضا إبراز التعددية في المعنى عبر البداية في الغوص انطلاقا من تصور علماء الفيزياء والبيولوجيا..ثم عرج على البعد الثقافي لمفهومي الحياة والموت في الإسلام الذي يشكل نموذجنا الثقافي.حيث الهدف من الحياة اختبار الإنسان عبر تطبيق جيد للعبادة التي تمهد له طريقا نحو الحياة الثانية الخالدة . الموت أي لحظة" افتراق الروح عن الجسد" .

بعد ذلك حاول تحديد المفهومين حسب فرويد انطلاقا من نظرية الدوافع أو الدافعية حيث الجهاز النفسي للكائن البشري محدد موقعي في اللاشعور, وما قبل الشعور, والشعور. حيث الصراع النفسي قائما فقط على التعارض بين الدوافع التي تخدم الجنس وتسعى نحو تحقيق اللذة الجنسية , ودوافع الأنا التي يكون هدفها الحفاظ على ذات الفرد. لينهي بحثه ناقدا ومقيما ومتسائلا في محاولة لإضفاء طابع المنهجية كإجراء أساسي لتحديد المفهوم.

في الفصل الرابع من الكتاب يناقش الصدوقي مفهوم فرويد للموت والحياة انطلاقا من افتراضات نظرية تأملية , فيبسط مفهوم الدافع,ومبدأ السكون, وما اسماه بالتمثل الكلي والجزئي للحياة أو الموت,وذلك بهدف إثارة بعض القضايا الإشكالية للتحليل والتساؤل.

فهل المفاهيم والمعاني بصفة عامة الأنساق المعرفية التي أنتجها هذا الشكل الحالي للمتعضي الإنساني ‘الكائن الفكري هي معارف واقعية وحقيقية لظواهر الإنسان والعالم بما أنها ليست سوى شكلا ممكنا؟؟؟

إلا يكون هذا الشكل البيولوجي الحالي اقل ضعفا في إنتاج الفعل المعرفي الحقيقي؟؟؟

فما الميكروسكوب مثلا وبصفة عامة تكنولوجيا المعرفة سوى تعبير عن نقص فيزيزلوجي معين

هل المعرفة الحقيقية هي ما يقوله لنا هذا الشكل البيولوجي لوحده؟؟؟

هل يمكن ان تصبح البيولوجيا تلوينا للمعرفة مثلا معرفة البكتيريا التي هي الأصل الأول للإنسان كما يذهب إلى ذلك العلماء لينتهي نفسها معرفة الإنسان في شكلها الحالي.

جملة تساؤلات تقود إلى خلاصات يحاول الكاتب من خلال إبحاره في تصورات الحياة والموت لدى الإنسان من خلال أشكال متعددة للمقاربة والتصور. إلى ان يجزم" بان المعرفة الحقيقية بمعناها المطلق ما هي إلا وهم مرتبط ببيولوجيا معينة للإنسان أي ان هذه المعرفة هي أحادية ومركزية في معناها التطوري البيولوجي".

عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

13 Comments

  1. ادريس الواغيش
    31/03/2007 at 23:33

    الأخ باكوش
    شكرا لك على تتبعك وللأخ الصدوقي على هذا الإبحار بين دروب الحياة والموت، بين منطق العلم وفلسفة الإسلام.
    أرجو للأخ الصدوقي المزيد من الإبداع في جميع تخصصاته المرتبطة بمجال التربية والفلسفة

  2. azziz
    01/04/2007 at 18:29

    شكرا لك استادي الفاضل
    دمت متوهجا

  3. محمد الصدوقي
    01/04/2007 at 18:29

    شكرا لك اخي عزيز على مبادرتك الفاضلة للتعريف بالكتاب.
    مودتي الأخوية

  4. محمد الزعماري
    01/04/2007 at 18:30

    الموت هو الامر الوحيد الذي يحاول كل كائن تجاهله وهو تعبير عن رفضه لذلك ياتي على حين غرة،فغريزة حب البقاء عامل مشترك بين كل الكائنات ومن تعامل مع الموت بانه امر حتمي وتجاهله وراح يعمل كانه يعيش ابدا مساهما هي البناء حسب استطاعته عاش مرتاحا الى ان يغادر الحياة وقد ترك فيها بصماته ومن ظل ينتظر الموت فانه سيشل قدراته ويعيش مشلولا معاقا ويقال ليس من مات واستراح بميت انما الميت ميت الاحياء.والموت انواع متعددة ..واقساها الموت على قيد الحياة

  5. كريم/معلم
    02/04/2007 at 14:30

    الاستاذ عزيز قل لي من أين لك كل هذا الوقت الوافر لكتابة جملة من المقالات دفعة واحدة؟ فإما أنت لا تقوم بواجبك أو مهنة مدير ابتدائي توفر كل هذا الوقت ومن هنا فعلى الوزارة تدبير هذا الوقت المهدور كأن تكلف مديرا واحدا بإدارة ثلاثة مدارس أو أكثر، وشكرا لفيق التشجيع المحيط بك بقيادة المسمى الواغيش الذي لاشغل له أيضا غير التبخير

  6. الزعماري/ايت ملول
    02/04/2007 at 17:42

    الى كريم:
    تعمدت كتابة المدينة التي اتواجد بها ولااعرف عزيز باكوش للا من خلال كتاباته وجوابا عن سؤالك حول خزارة الكتابة وربطك اياها بالعمل اقول لك اخي ان الكتابة فعل جميل لايعرف قيمته الا من كان كثير القراءة والاطلاع ومهنة التعليم توفر لنا هدا الوقت الذي تخدثت عن غيابه فقط يحتاج من يرغب في توفيره الى شيء من الارادة والتنطيم هذا الاخير هو اساس مهنة التعليم من التحضير الى التصحيح لكن عيب العديد من تطفل على هذه المهنة هو « الخوا الخاوي والكلاس في القهاوي »

  7. كريم
    03/04/2007 at 19:15

    شكرا مجمد .المفتشون والمعطلون هم من يجلسون في المقاهي طيلة فترة الدراسة أليس كذلك؟

  8. عزيز باكوش
    04/04/2007 at 19:10

    الاخ الفاضل كريم/الاستاد
    تحية اخوية وشكري لك يتجدد على المتابعة والتواصل
    بخصوص ملاحظتك اخي كريم وددت لو اهمس في ادنك انني كنت مند طفولتي احلم بمهنة كاتب وصحفي ومع مرور الوقت تجدر هدا الحلم وهو تعب على كل حال…
    العزيز كريم الاستاد…وددت لو اسالك من اين لك كل هدا الوقت على المتابعة والقراءة والتنقيب انك ايضا دون شك محموم بالقراءة وحب الاستطلاع وهو عمل اشكرك على الاكتواء به بدل الاكتواء بحاجات واشياء غير مفيدة
    شكرا لك رجاء امدادي ببريدك الالكتروني من اجل الاتصال والتواصل شكري لك يتجدد اخي كريم
    عزيز باكوش

  9. عزيز باكوش
    04/04/2007 at 19:10

    الاستاد الفاضل محمد الزعماري
    شكري لك يتجدد ومنتهى املي ان اقرا لك على منبرنا الرائع وجدة اليس كدلك يسعدني التواصل معك سارسل اليك في القريب العاجل رسالة على عنوانك الالكتروني تحياتي القلبية
    عزيز؟؟

  10. محمد الزعماري /معلم
    05/04/2007 at 13:11

    الاخ كريم:
    ليس كل المغتشين ولا كل المعطلين هم من يقضي الاوقات في « القهاوي » وليس الجلوس في المقاهي سبة .انما ان ضد من يقضي الساعات تلو الساعات جالسا في النمينة والكلام الفارغ والنقاشات العقيمة وشكوى العاجز دون مردودية تعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع .

  11. محمد الزعماري
    05/04/2007 at 13:11

    الاخ :عزيزباكوش
    اسعدني كثيرا اقتراحك،انتظر بريدك بشوق،ويسرني التعرف عليك اكثر.ان شاء الله ستقرا مقالاتي في منبرنا هدا قريبا ،فقط انا « شوي معكاز » وثقيل الكتابة على « الكومبيوتر » . تحياتي

  12. محمد الزعماري
    05/04/2007 at 13:11

    الاخ :عزيزباكوش
    اسعدني كثيرا اقتراحك،انتظر بريدك بشوق،ويسرني التعرف عليك اكثر.ان شاء الله ستقرا مقالاتي في منبرنا هدا قريبا ،فقط انا « شوي معكاز » وثقيل الكتابة على « الكومبيوتر » . تحياتي

  13. ادريس الواغيش
    06/04/2007 at 00:35

    أخي كريم
    أود بداية أن أشكر لك متابعتك، وأفول لك أنك أستاذا للتعليم الأساسي إن كنت فعلا ، رغم أن الأمور في ظاهرها تثبت العكس. أما (المعلم) كمسمى فلم يعد له وجود حسب الميثاق، ولو أنني أفضله على الأستاذ. لأن أفلاطون كان معلما أول. والرسول الكريم أيضا كان معلما وبشيرا ونذيرا. ولو طلبت شهادة العمل ،فلن تجد أمام مهنتك معلما ولكن شيئا آخر.
    مهمتنا في التعليم علمتنا أن نشجع كل المبادرات . أن نبني لا أن نهدم، وأن لا نحشر أنفسنا فينا لا يعنينا. وأن نقتدي بالرسول الكريم (فنقول خيرا أو نصمت) وهنا كان عليك أن تتابع وتصمت أحسن من تكتب أو تتكلم. لن أفعل كما الأستاذ عزيز وأطلب منك بريدك، فهو لن يفيدني في شيء بالنظر للعقلية التي بها تصرفت مع الموضوع. لقد كان حري بك أن تبحث في المكتبات عن الكتاب لتقرأه طلبا لمزيد من العلم والاستفادة. أما إذا كنت مصابا بالعقم الفكري وهذا ما يتضح جليا، فيلزمك تبخيرة بالجاوي، قد تخفف عليك ما نزل بك.أخيرا أخبرك أن متابعتك لأخبار الناس وليس للثقافة لم تفدك في شيء بدليل أن باكوش ليس مديرا كما في علمك المتهالكوالقديم. وبذلك لن تصلح لأن تكون لا صحفيا ولا مخبرا. فأدعود لتجديد معلوماتك وتصحيح القديم منها.
    أخيرا قبل أن أودعك أقول لك متأسفا على حال رجال التعليم ( إن كنت منهم) ما مهمتهم إن لم تكن الكتابةغايتهم، غزيزةكانت أو قليلة، كل حسب طاقته وحمولته المعرفية؟. أشكرك على متابعتك وأدعودك لتغيير منهجيتك في تعاملك مع الأشياء. اكتب وابدع سأكون أول من يقرألك …

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *