Home»Régional»تحصين العقول لمواجهة إجرام الغول

تحصين العقول لمواجهة إجرام الغول

0
Shares
PinterestGoogle+

تحصين العقول لمواجهة إجرام الغول

التفجيرات الإجرامية بالدار البيضاء قديمها وحديثها فرضت علي اختيارها موضوعا لهذا المقال.
فمنذ وقوع أحداث 16ماي2003 لم أتوقف عن التفكير والتساؤل عن الأسباب التي تدفع شبابا في عز العطاء يقدم نفسه حياته قربانا وضحية لهدف غير واضح ولمصلحة من؟
هل الفقر والفوارق الاجتماعية؟أم التهميش والإقصاء؟ أسباب حقيقية لهذه الأفعال؟ ومنذ متى اقتنع المغاربة أن تغيير الأوضاع يأتي عن طريق التفجيرات الإجرامية؟اهو الغزو الثقافي؟فعلا إنها ثقافة غريبة عن مجتمعنا الذي يشجب القتل والإجرام ويستنكر فعلهما ويدين مرتكبهما لأنها أفعال محرمة في الشريعة الإسلامية الحاثة على التسامح واحترام الديانات.والمغرب كان ومازال بلد التعايش السلمي بين الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية تشهد على ذلك تواجد المسجد إلى جانب الكنيسة والمعبد ليؤدي كل مغربي طقوسه الدينية وفق معتقده بكامل الاحترام ،ليعود كل واحد منهم لممارسة حياته بشكل طبيعي متعاملا مع إخوانه المغاربة غاضا نظره عن عقيدتهم.بوصلة المسلم في ذلك إيمانه العميق بان أكرم الناس اتقاهم مصداقا لقوله تعالى : »ياءيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم » الآية13 سورة الحجرات والعلم بالتقوى من اختصاص الله سبحانه وتعالى:’فلا تزكوا أنفسكم وهو اعلم بمن اتقى » والله هو الذي يحاسب عباده عن أفعالهم يوم الحساب.
كما آمن الشعب المغربي بقيم الإسلام السمحة والدعوة إليها بالموعظة الحسنة رافضا ومعارضا كل دعوات لفرض الرأي بالإرهاب والتخويف والتفجير. والتاريخ يشهد أن المغاربة الأحرار رفضوا وما زالوا يرفضون الخضوع لأي سلطة استبدادية وان لبست لبوس الدين…ومقاومتهم اتسمت دوما بعدم التعرض لأرواح وممتلكات الأبرياء.وما يثلج الصدر هو أن شعب المغرب عظيم جدا بمواقفه التي يستفتي فيها قلبه فيدله على الطريق الصحيح،فينسى غي اللحظات الحرجة كل خلافاته وانتماءاته المذهبية والسياسية والعرقية ليتوحد في مواجهة التهديدات التي تستهدف أمنه واستقراره…فمن ثورة الشعب والملك لطرد الاستعمار إلى تنظيم المسيرة الخضراء لاستكمال الوحدة الترابية بشكل حضاري دون إراقة الدماء..ولعبت الروح الوطنية العالية للمواطنين الدور الحاسم في كل المحطات لإفشال مخططات أعداء الوطن وإنقاذه من الكوارث التي سعوا إلى إلحاقها به..وما تصرف محمد الفايز البطولي في التصدي للمجرمين سوى نموذج لروح كل المغاربة الأحرار الذين يؤمنون بالقيم السامية للإنسانية التي تحترم الحياة وتعمل على ترسيخ روح التعاون والتآزر والإخاء ،وتنبذ كل الأفعال والأفكار الداعية إلى التخريب والتدمير،وهم بذلك ماضون إلى بناء مشروعهم الوطني الذي اخرطوا فيه جميعا وهو المشروع الوطني الديمقراطي الحر المؤمن بحق الاختلاف الذي لا يفسد الود القائم بين أفراده في ظل التعددية الفكرية والسياسية والعرقية والدينية،مجتمع يؤمن بالنسبية وعدم امتلاك الحقيقة التي تدعي بعض الدعوات أنها تمتلكها باسم الدين الإسلامي وهو بريء من خزعبلاتهم…وما ثبت قط أن احد الأئمة الأربعة ادعى امتلاك الحقيقة وكانوا يختمون دائما كلامهم ب : G (الله اعلم) حتى لا يفهم احد الجهلة كلامهم خطا فيقوم على أساسه بعمل يسيء للقيم الإسلامية السمحة.
إن أمننا القومي مهدد بالغزو الثقافي المتخلف وأنجع السبل لمواجهته هو التحصين الفكري للمجتمع عبر مواجهة أشباه الوعاظ والأئمة الدين يستحوذون على الكلمة باسم الدين في البيوت أثناء إحياء المناسبات لينشروا فكرا لا علاقة له بديننا الحنيف مزكين أنفسهم بأنهم اطهر الحاضرين…ولا بد من تدريب عقول النشء والشباب على التحليل والنقاش وفهم ما يجري وذلك بتكوين يعتمد العقل لا النقل…وتفعيل قول صاحب الجلالة في خطابه بعد أحداث 16ماي2003( لقد دقت ساعة الحقيقة معلنة نهاية زمن التساهل في مواجهة من يستغلون الديمقراطية للنيل من سلطة الدولة، أو من يروجون أفكارا تشكل تربة خصبة لزرع أشواك الانغلاق والتزمت والفتنة، أو يعرقلون قيام السلطات العمومية والقضائية، بما يفرضه عليها القانون من وجوب الحزم في حماية حرمة وأمن الأشخاص والممتلكات.)إن مجتمعنا انطلق نحو الأمام ولن ينال منه الخصوم مادام متماسكا وعازما على بناء مغرب الوحدة والديمقراطية والتقدم ، وراء ملكه الذي قال: (إن الإرهاب لن ينال منا. وسيظل المغرب وفيا لالتزاماته الدولية، مواصلا، بقيادتنا، مسيرة إنجاز مشروعنا المجتمعي الديمقراطي الحداثي، بإيمان وثبات وإصرار. وسيجد خديمه الأول في مقدمة المتصدين لكل من يريد الرجوع به إلى الوراء، وفي طليعة السائرين به إلى الأمام، لكسب معركتنا الحقيقية ضد التخلف والجهل والانغلاق. وهذا ضمن استراتيجيتنا الشمولية المتكاملة الأبعاد، بما فيها الجانب السياسي والمؤسسي والأمني، المتسم بالفعالية والحزم، في إطار الديمقراطية وسيادة القانون. والجانب الاقتصادي والاجتماعي، الذي يتوخى تحرير المبادرات وتعبئة كل الطاقات، لخدمة التنمية والتضامن. والجانب الديني والتربوي والثقافي والإعلامي، لتكوين وتربية المواطن، على فضائل الانفتاح والحداثة والعقلانية، والجد في العمل والاستقامة، والاعتدال والتسامح. وسنظل حريصين، أشد ما يكون من الحرص على نهج السياسات اللازمة، لتفعيل هذه الاستراتيجية، هدفنا الأسمى في ذلك تعزيز كرامة المواطن، وتحصين الوطن وضمان إشعاعه الدولي، بعون الله وتوفيقه.)من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالرباط يوم 29/05/2003.والى أن نحصن العقول لمواجهة إجرام الغول الإرهابي استودعكم الله.
وتصبحون على وطن كريم.
إمضاء:محمد الزعماري ezzaamarimed@yahoo.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

8 Comments

  1. kh
    31/03/2007 at 18:30

    مقال ضعيف لايقنع حتى الجدات

  2. عزيز باكوش
    31/03/2007 at 18:30

    موضوع يستحق القراءة والتامل
    لنا عودة
    شكرا

  3. محمد الزعماري
    01/04/2007 at 00:12

    لمن قال انه مقال ضعيف لايقنع حتى الجدات اقول:الاختلاف رحمة ورايي صواب يحتمل الخطا ورايك خطا يحتمل الصواب على راي الشافعي.وشكرا

  4. محمد الوعماري /معلم
    01/04/2007 at 00:12

    شكرا عزيزي باكوش مع كامل التقدير والاحترام لارائك وافكارك التي اشاركك اياها

  5. younes
    01/04/2007 at 11:06

    puor KH.
    je pense que tu n a rien compris de l article et le sujet que
    monsieur Ezzaamari nous a presnte. comme je pense que tu es plus au courant des consequents du terrorisme de toute ses formes. merci

    YOUNES de Holland

  6. محمد الزعماري
    01/04/2007 at 13:34

    الاخ :يونس شطذكرا على قرائتك الموضوع واظن انكم انتم المتواجدين غي ديارالغربة اطثر شعورا واحساسا بخطر التغجيرات الاجرامية التي لا تعرف هدفها وللاسف فمنفذوها مغرر بهم وليسوا على دراية بما يقومون به.فالمافيا الدينية تستغلهم لتراكم هي الثروات على حسابهم .كيف حال الجالية بهولندا بعد كل خبر من هذا النوع .كان الله غي عونكم..

  7. haijoub fatima
    15/04/2007 at 21:40

    مقال جيد يشخص مرضا اجثماعيا خطيرا يحتاج من الجميع ثكثيف الجهود لإستاصاله من الجذور. مشكور الأستاذ محمد زعماري على هذا المقال المفيد.ومزيدا من العطاء.

  8. محمد الزعماري
    16/04/2007 at 18:08

    شكرا الاخت فاطمة على تشجيعك واتمنى ان اقرا لك قريبا على صفحات جريدتنا وجدة ست.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *