يجري مجرى المثل في المغرب الاقتباس من كتاب الله عز وجل ؛ ومن ذلك قولهم: ما هي وما لونها ؟؟ إشارة إلى كل قضية يكتنفها الغموض وتتميز بالتعقيد. والعبارة مقتبسة من كتاب الله عز وجل وهي لسان حال اليهود الذين أمرهم الله تعالى بذبح بقرة معلومة ؛ فجعلوها مجهولة غامضة مستعصية متذرعين بالذرائع الواهية خشية افتضاح أمر قاتلهم بعد ذبح البقرة. وصار هذا السلوك الذي ذمه الوحي وسيلة كل من يتهرب من الحقيقة ويريد طمسها خشية أن يفتضح أمره. ولما كانت علاقة الرافضة وثيقة الصلة بالسبئية اليهودية فإنهم ورثوا عنهم عقدة ما هي وما لونها . فما أن تكشف للرافضة فساد ا في عقائدهم حتى يلجئوا إلى اللف والدوران والسؤال عما يقابل فساد عقائدهم عند غيرهم مما يؤكد اعترافهم الضمني بفسادهم ويصير همهم هو إيجاد ما يقابله عند غيرهم ولو كذبا لأن الكذب من عقائدهم حتى اشتهروا بأكذب من رافضي ؛ فمن كذب على آل البيت لم يتورع عن الكذب عما دونهم.
لما اشارنا إلى فساد نكاحهم اعتمادا على نص الحديث المحرم لزواج المتعة عمدوا إلى السؤال عن زواج المسيار لمجرد أن الذي أفتى بالمسيار محسوب على أهل السنة ؛ وكأن التاريخ انقلب مساره فصار الشيخ الزنداني حجة على من سبق من الأئمة وليس العكس ؛ وفي هذه الحال يصدق على الرافضة المثل القائل : ( أريها السهى وتريني القمر ) وهو مثل يضرب لمن يغالط فيما لا يخفى ؛ والمسيار لا يلزم إلا من أفتى به وقد قال فيه العلماء قولهم ؛ ولا يمكن أن يصرف الرافضة الأنظار عن فساد نكاح المتعة بمقايضته بالمسيارليسكت الناس عن فساد ما يأتون من محرم. فزواج المتعة هو الزواج المؤقت أو المنقطع والذي يعقد بموجبه الرجل على المرأة يوما أو أسبوعا أو شهرا ….وسمي متعة لأن الرجل ينتفع ويتبلغ بالزواج إلى أجل يوقته. وهو زواج اتفق أئمة المذاهب على تحريمه وقالوا ببطلانه إذا انعقد. وهو زواج لا تتعلق به الأحكام الواردة في كتاب الله عز وجل. وقد حرم بعد أن كان حلا لمدة وجيزة لم تتعد ظرف فتح مكة. فعن سبرة الجهني أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأذن لهم رسول الله في متعة النساء ؛ وقال : ( ولم يخرج منها حتى حرمها أي المتعة ). وفي لفظ ابن ماجه قال عليه الصلاة والسلام : ( يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع ؛ ألا وان الله قد حرمها إلى يوم القيامة) . وقد روي عن الإمام علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن لحوم الحمر الأهلية. وعملا بعقدة ما هي وما لونها المتأصلة في الرافضة يجادلون في زمن التحريم أهو زمن فتح مكة أم زمن خيبر؟ وكأن القضية عويصة عسيرة على الفهم علما بأن المتعة حرمت يوم فتح مكة ولما فكر فيها البعض يوم خيبر تم التذكير بتحريمها إلى جانب تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية ؛ وينتهي الإشكال المفتعل من أجل نفي التحريم ؛ وخبر تحريم المتعة ثابت في صحيح مسلم الذي تأخذ منه الرافضة ما تريد وترد ما تريد وكأنه يتضمن ما يصح وما لا يصح علما بأنه صحيح من الصحاح. والغريب في أمر الرافضة هو الرغبة في إسقاط أدلة تحريم المتعة اعتمادا على مقولة ظرف التحريم ؛ فما دامت الأدلة اختلفت في التحريم يوم الفتح ويوم خيبر ويضيفون يوم اوطاس أيضا ؛ فإنها ساقطة ليثبتوا الفساد وكأن الأمر لا يحرم أولا في مكان بعينه ويذكر بتحريمه بعد ذلك في أكثر من مكان وموطن. ويلجأ الرافضة إلى قضية خبر الآحاد لنفي التحريم ؛ وحتى على افتراض ثبوت روايات التحريم تواترا فهم لا يقبلون كلمة النهي عن المتعة لعدم وجود قرائن حسب زعمهم قياسا على قضايا منها قضية النهي عن البول قياما ؛ ويعتبرون هذه مثلا كراهة تنزيه لا كراهة تحريم ؛ والأمر لا يعدو عقدة ما هي وما لونها كما أسلفنا.
والغريب في أمرهم قبولهم لقول علي رضي الله عنه: ( لولا تحريم عمر للمتعة ما زنا إلا شقي ) ورفضهم روايته لتحريم المتعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن قول علي عندهم سابق على الحديث. والمتأمل للقول المنسوب لعلي كذبا يشم رائحة الرافضة إذ ينسب التحريم لعمر علما بأنه للنبي صاحب التشريع ؛ كما أن القول ( ما زنا إلا شقي ) يفيد أن تحريم المتعة يسبب زنا غير الشقي وهذا يوحي بإدانة ضمنية لعمر رضي الله عنه وماذا يضير الرافضة العاشقة للفسق لو تركت المتعة وقد شرع الله ما هو خير من المتعة زواج الدوام في الدنيا والآخرة بين الصالحين والصالحات ؟.والرافضة يحقدون على عمر ومن سبقه ولحقه من الخلفاء لاعتقادهم بأنه اغتصب الخلافة هو وأبو بكر وعثمان من علي . ولجهل الرافضة وبلادتهم فهم يعتقدون أنهم أحرص على الآخرة من أبي بكر وعمر وعثمان ؛ وكأن عمر كان يستفيد من امتيازات علما بأنه رضي الله عنه كان يلبس المرقعات وقد دخل بيت المقدس بها وهو راجل يمسك بخطام دابة يركبها أحد جنده والذي كان يشاركه المطية في السفر. وهو المعروف بعبارة : لا أشبع الله بطنك يا عمر . وقبره اليوم كقبوركل الناس أو أقل ؛ لا قبب ولا ذهب ولا فضة ولا سجاد مما ابتدعه الرافضة لقبور آل البيت وهم براء من كل فعل الرافضة بقبورهم وأخبارهم. والرافضة لبلادتهم يشتمون عمر والصديق وعثمان وغيرهم من الصاحبة ظنا منهم و لغبائهم أن السنة سيردون على ذلك بشتم آل البيت؛ وهو أمر لم يحصل ولن يحصل أبدا فآل البيت مكن الله لهم في قلوب أهل السنة وحبهم من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حب لا يأخذ شكل بناء المقابر والقبب عليها وتزينها بالذهب والسجاد والبكاء والعويل عندها واللطم وضرب الخدود والصدور وجرح الأجساد . شتان بين حب الاقتداء والحب المكذوب حب التظاهر والرياء. لقد ربط الله تعالى بين حبه وبين الاقتداء برسوله فقال : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فمن كان محبا لرسول الله وآله كان مقتديا بهم وليس مبتدعا بعدهم كاذبا عليهم حاقدا على من أحبهم دون اعتقاد ألوهية فيهم أو عصمة لأن الألوهية لله عز وجل والعصمة لرسوله دون سواه .
إن عمر والصديق لم يكن يطمع فيما يطمع فيه السماحات والآيات من قصور ومراكب فخمة وعروش وكراسي الحكم مما يطلبه الخامنىء والسيستاني والصدر والحكيم …. ليبيع آخرته بدنياه. إن أهل السنة يميزون بين آل البيت وسماسرة الرافضة كما يميزون بين التبر والتراب . فآل البيت في قلوب أهل السنة وفوق رؤوسهم إجلالا وتقديرا ولكن الآيات والسماحات والحجج وما هم إلا أباطيل وأوثان في القمامة والزبالة عندهم.
وأخيرا والى كل رافضي نقول لن تغير عقدة ماهي وما لونها ؟ فيك أصلك وقد ولدت من سفاح المتعة لقيطا في شرع الله مخالفا له معاندا لا تقبل نصحا ولو علم الله فيك خيرا لأسمعك ولكنك من شر الدواب.