Home»Régional»عودة إلى أهل الكهف

عودة إلى أهل الكهف

0
Shares
PinterestGoogle+

قال أحد الشعراء في أهل الكهف :
(حياة ٌوموتٌ وبعثُ الورى*** وقطميرُ لم يدر ماذا جرى؟)
(بكهف الرقيم قرونٌ مضت*** فسبحان باعـــثهم من ثرى )
( فعودي إليه مع الآخرين *** وحــــــبك باق بقاء السّـرَى)*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يعرف العرب قديما فن المسرح بمفهومه الغربي، وبعد انحسار المذهب الرومانسي الذي عرف بأنه مذهب شخصي يغوص في أغوار العواطف الإنسانية الجامحة،أخذ المذهب الواقعي في التشكل،كما ظهر علم التحليل النفسي الذي هيمن على المسرح الغربي لفترة تلت سنوات الحرب العالمية الأولى، ثم عاد المسرح إلى خياله المعهود في تشكيل الأحداث والتغني بالمشاعر الإنسانية والعواطف الجياشة وعواطف الحب والهيام ،والمسرحيات أنواع تراجيدبا( ذات منحى مأساوي) وكوميديا (ذات طابع هزلي) ،وكان من الطبيعي أن يطلع توفيق الحكيم على المذاهب الأدبية السائدة في تلك الفترة الشي الذي جعله أكثر استفادة عند تناوله لمأساة الحياة الإنسانية والصراع من أجل البقاء وغلبة الزمان وتفوقه على هذا الكائن الحي ، ويتجلى ذلك واضحا في مسرحيته (أهل الكهف )و في معالجته كذلك موضوع الحب لدى بعض شخوص المسرحية إلى درجة دفعها إلى الإنتحار (بريسكا نموذجا) .
قال توفيق الحكيم ( إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن ، وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز، لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ، ولم أجد( قنطرة ) تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة! . . لقد تساءل البعض أوَلا يمكن لهذه الأعمال أن تظهر على المسرح الحقيقي؟ أما أنا فأعترف بأني لم أفكر في ذلك عند كتابة روايات مثل أهل الكهف و شهرزاد ووبيجماليون ولقد نشرتها جميعا ولم أرض حتى أن أسميها مسرحيات ) أما عن سبب كتابة هذه المسرحية فقد كفانا صاحبها معا ناة البحث والتنقيب إذ يقول ( كنت أشعر دائما أنني أعيش خلف قضبان ولم أكن ادري سبب هذا الشعور حتى خرجت من الشعور الخاص بي كفرد إلى الشعور العام بالنسبة للإنسانية كلها، واكتشفت عندئذ أن هذا السجن هو الزمن…وكان هذا هو السبب في أنني كتبت أهل الكهف.)
ويقول أيضا عن شخوصها ( ومن الغريب أن الأشخاص تكونت، وتلونت وكأنها تخلق ذاتها)
لا شك أن عنوان المسرحية مستمد من سورة ( أهل الكهف) وهي قصة كاملة أوردها الله سبحانه وتعالى في كتابه المحكم ، تحمل من الدروس والعبر الشيء الكثير، وتدفع الناس إلى الإيمان بالرسالة المحمدية، قال تعالى ( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا* إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشدا*
فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا* ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا* نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى* وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا* هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا* وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووآ إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقا* وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا* وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا* وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ،قالوا ربكم أعلم بما لبثتم…..) صدق الله العظيم .
أما عن سبب نزول هذه الآيات المباركة من سورة الكهف حسب ما يروي لنا الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره جامع البيان في تأويل القرآن ،أن قريشا بعثت النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة، ليسألوهم عن محمد(ص) فقالوا لهما ( سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ، وإن لم يفعل فالرجل متقول فروا فيه رأيكم! سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان من أمرهم، فإنه قد كان لهم حديث عجيب ) ص174ج 8 . ط1.
لاشك أن صاحبنا توفيق الحكيم كان يستمع إلى القرآن الكريم ، وإلى سورة الكهف التي أوحت إليه مسرحيته( أهل الكهف) ويرى الدكتور مصطفى رمضاني ( أن مصادر الحكيم التراثية متنوعة بين ما هو شعبي وإسلامي وعربي وفرعوني وإغريقي، وتناول قضايا فكرية خطيرة من خلال الخلفية التراثية نحو الصراع بين الزمن والواقع والقدرة والحكمة والعقل واللذة وغيرها من القضايا التي ينظرلها من خلال مايسميه بالتعادلية) محاضرات في المسرح العربي المعاصر*05/06.
ترى من هو توفيق الحكيم ؟ يقول عنه ابن عباس مصطفى رسام رحمه الله صاحب تراجم الشعراء والأدباء مايلي: (هو توفيق بن إسماعيل الحكيم، أبوه مصري وأمه تركية ، ولد في منهور، وهو يعد من أشهر الأ دباء المعاصرين، كتب في شتى المواضيع ، وكتابته وصف دقيق لطبقات المجتمع المختلفة، ويعده النقاد بذلك أنه خدم الأدب الحديث خدمة جليلة.
شهرته ابتدأت بأهل الكهف التي صدرت سنة1933، وإنتاجه يفوق أربعين كتابا ومسرحية من مؤلفاته (يوميات نائب في الأرياف) و(الأيادي الناعمة)و(عصفور من الشرق)و( شهرزاد) و( رصاصة في القلب) و (فن الأدب) مكانته الممتازة في الأدب جعلت الدولة المصرية تمنحه عدة جوائز وأكبرها وسام للفنون والآداب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر)ص94.ط2002.
وتتلخص وقائع أحداث مسرحية الحكيم في كون أن وزيرين من قصر الملك دقيانوس الذي كان ملحدا وحاكما للأمبراطورية الرومانية، قررا الفرار، فالتقيا براع أرشدهما إلى الكهف مصطحبا كلبه قطمير، فنام الجميع ولما استيقظوا، استغربوا لما حصل من تغير أحوالهم فبعثوا واحدا منهم إلى المدينة للتبضع ورغم أن القرآن الكريم لم يحدد عددهم كما أشارإلى أن عامل الزمن لم ينل منهم إلا أن توفيق الحكيم عينهم وجعلهم يحسون بعامل الزمن الذي أثر على أجسادهم وأظافرهم وشعورهم كل ذلك لخلق واقع درامي يساير ما خطط له ، وبعد عودة المتبضع أخبرهم بما شاهد من تغير أحوال الناس ، والمدينة ، وتم استدعاؤهم بعد اكتشاف أمرهم إلى قصر الملك تيزوسيس المؤمن حيث لقوا معاملة طيبة فالتقى مرنوش ببريسكا ابنة دقيانوس التي كان يحبها ، وسرعان ما تبين له أن من كان يحبها توفيت منذ مدة تزيد على300 سنة ، وتبادله بريسكا الحب حتى بعد اكتشافها حقيقته ، أما قطمير ومرنوش ويمليخا، فلم يستطيعوا الاندماج في مجتمع غريب الأهل واليد واللسان كما قال المتنبي فقرروا العودة إلى الكهف.
أما ميشلنيا فظل يقاوم الزمن بما أوتي من حب وعزيمة ، وإرادة قوية دفعت ببريسكا إلى أن تكون بجانبه ، وتغادر القصر معه إلى الكهف كي تبقى إلى جانبه ، وينتصر الموت على الحياة . ويرقد الجميع في أمن وسلام داخل الكهف.

وهكذا فإن أحداث الفصل الأول تجري داخل الكهف وسط الظلام الدامس،إلى أن يلج النور الكهف حيث تبدأ أحداث الفصل الثاني داخل قصر الملك في بهو الأعمدة ،وفي مساء داخل نفس البهو تدور أحداث الفصل الثالث أما الفصل الأخيرتدور أحداثه في الكهف حيث يسود الصمت ، ويتغلب الزمان على الإنسان رغم الصراع العنيف بينهما . وحول معمار مسرحية أهل الكهف يقول الدكتور جميل حمداوي :

(قسمت المسرحية إلى أربعة فصول دون أن يقسمها الكاتب إلى مناظر ومشاهد، وهذه الفصول قائمة على التوازي والتقابل على المستوى الكمي، إذ الفصل الأول/ المقدمة/ يتوازى من حيث عدد الصفحات مع الفصل الأخير/ الخاتمة/ أما الفصلان الثالث والرابع اللذان يشكلان حوار العرض فيتماثلان معا من حيث الصفحات كذلك، ونخطط معمارالمسرحية بهذه الكيفية:
الفصول الصفحات الشخصيات المكان الزمان الحدث
الفصل الأول 33صفحة مشلينيا ومرنوش ويمليخا والناس. ومع أهل الكهف الكلب قطميريحرسهم الكهف بالرقيم ظلام لا يتبين فيه غير الأطياف يقظة أهل الكهف من رقادهم الطويل وشرحهم للأسباب التي أودت بهم إلى هذا المكان المظلم
الفصل الثاني 57 صفحة الأميرة بريسكا-غالياس- الملك- مشلينيا – يمليخا- مرنوش القصر النهار وصول أهل الكهف إلى القصر واندهاش غالياس والملك وبريسكا من هؤلاء القديسين الثلاثة
الفصل الثالث 57 صفحة مشلينيا- غالياس-مرنوش- الأميرة القصر الليل تغيير مشلينيا ومرنوش لمظهرهما الخارجي وفشلهما في العثور على بغيتهما بفعل عامل الزمن
الفصل الرابع 34 صفحة مشلينيا-مرنوش- يمليخا- بريسكا – غالياس- الراهبان- الملك الكهف بالرقيم النهار عودة أهل الكهف إلى مرقدهم وتذكر مارأوه في طرسوس من تغيرات بفعل الزمن وعزم بريكسا الموت مع هؤلاء القديسين بسبب الحب الذي تكنه لميشلينيا عشيق جدتها ) راجع الرابط www.masrahioun.com
تشترك كما تلاحظ القصة مع المسرحية الذهنية في الحدث والشخصية والزمان والمكان والعقدة والحل إلا أنهما يختلفان اختلافا بينا حيث تعتمد المسرحية على الصراع وأسلوب الحوارلتصوير الأحداث يقول د.عز الدين اسماعيل في كتابه الأدب وفنونه(فالحوار والصراع إذن هما الخاصتان الفنيتان اللتان تميزان فن المسرحية ، ولابد أن يرتبط هذان العنصران بطبيعة الحال في العمل المسرحي، فلا يكفينا من الحوار أن يأخذ صورة سؤال وجواب بين شخص وآخر، ولكنا ننظر في المسرحية الحوار الذي ينقلنا إلى الحياة، الحوار الذي يجعلنا نتمثل الأشخاص في أزماتهم وصراعهم كما تتمثل الأفكار، الحوار كما يقع في الحياة مع الناس.) ص240ط6
حينما قدمت هذه المسرحية على خشبة المسرح القومي سنة 1935م فشلت فشلا ذريعا في استقطاب الجمهور، وأعيد تقديمها من جديد سنة1958فلاقت نفس المصير الذي لقته في السابق لأن هذا النوع من المسرح الذهني أنتج من أجل القراءة .على غرار مسرحية ( ياطالع الشجرة)و (بجماليون). فقد قال عنه مؤلفوا دراسات حديثة في أدب الباكالوريا المغربية ( (تعددت الإشكالات الفلسفية التي أثارها مسرح الحكيم وهي على أي حال إشكالات يمكن النظر إليها على أنها ترف فكري لاغير، ذلك أنها تتناول قضايا سرمدية ، وهي بذلك لاصلة لها تقريبا بطبيعة المرحلة الحضارية التي يمر بها العالم العربي ففي مسرحية أهل الكهف عالج الحكيم حقيقة الحياة الأزلية وحاول أن يوضح أن الحياة في نهاية المطاف مجموعة من العلاقات إذا انتفت لم يبق من معنى للوجود الإنساني : فأهل الكهف لم يعودوا يرغبون في الحياة بعد أن ثبت لديهم أن زمانهم ولى ,وأنهم بذلك لم تعد لهم أي صلة بالزمان الحالي )ص318 مطبعة دار أمل طنجة

أما عن لغة الحكيم فهي لغة خالية من التعقيد اللفظي والمعنوي ، من السهل الممتنع ،لغة بعيدة عن الزخارف والتنميقاتاللفظية. لكونه من دعاة اللغة الثالثة ،القريبة من الفصحى والبعيدة عن الأسلوب الدارج في التواصل.بينه وبين القارىء أوالسامع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*من شعر عكاشة البخيت

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. نبيل بن سيف بن محمد الزكواني
    02/04/2008 at 23:03

    السلام عليكم شباب الثانوية العامة
    هذا شرح ( كم لبثنا في الكهف لتوفيق الحكيم) قسمت المسرحية إلى أربعة فصول دون أن يقسمها الكاتب إلى مناظر ومشاهد، وهذه الفصول قائمة على التوازي والتقابل على المستوى الكمي، إذ الفصل الأول/ المقدمة/ يتوازى من حيث عدد الصفحات مع الفصل الأخير/ الخاتمة/ أما الفصلان الثالث والرابع اللذان يشكلان حوار العرض فيتماثلان معا من حيث الصفحات كذلك، ونخطط معمار المسرحية بهذه الكيفية:
    الفصول الصفحات الشخصيات المكان الزمان الحدث
    الفصل الأول 33صفحة مشلينيا ومرنوش ويمليخا والناس. ومع أهل الكهف الكلب قطميريحرسهم الكهف بالرقيم ظلام لا يتبين فيه غير الأطياف يقظة أهل الكهف من رقادهم الطويل وشرحهم للأسباب التي أودت بهم إلى هذا المكان المظلم
    الفصل الثاني 57 صفحة الأميرة بريسكا-غالياس- الملك- مشلينيا – يمليخا- مرنوش القصر النهار وصول أهل الكهف إلى القصر واندهاش غالياس والملك وبريسكا من هؤلاء القديسين الثلاثة
    الفصل الثالث 57 صفحة مشلينيا- غالياس-مرنوش- الأميرة القصر الليل تغيير مشلينيا ومرنوش لمظهرهما الخارجي وفشلهما في العثور على بغيتهما بفعل عامل الزمن
    الفصل الرابع 34 صفحة مشلينيا-مرنوش- يمليخا- بريسكا – غالياس- الراهبان- الملك الكهف بالرقيم النهار عودة أهل الكهف إلى مرقدهم وتذكر مارأوه في طرسوس من تغيرات بفعل الزمن وعزم بريكسا الموت مع هؤلاء القديسين بسبب الحب الذي تكنه لميشلينيا عشيق جدتها
    متن المسرحية:
    تستوحي مسرحية أهل الكهف القصة القرآنية الواردة في سورة الكهف، والتي ذهب المفسرون في شرحها وتأويلها عدة مذاهب وخاصة في عدد الهاربين إلى الكهف زمن الملك دقيانوس المتغطرس الذي كان يقتل المسيحيين ويجبرهم على الضلال والكفر.
    تبدأ المسرحية بتحرك الشخصيات مرنوش وميشلينا ويمليخا والكلب قطميرداخل الكهف بعد رقود هؤلاء لمدة طويلة تقدر بثلاثمائة سنة، بيد أنهم كانوا يعتقدون أنهم ناموا يوما أو بعض يوم.وبعد ذلك بدأ يستحضر الكاتب في هذا البرولوج الاستهلالي سبب وجودهم داخل الكهف الذي يتمثل في الهروب من ملك دقيانوس عدو المسيحية بعد أن ترك ميشلينيا حبيبته بريكسا تنتظر رجوعه ليلتئم شملهما، وخاصة أنها قديسة مسيحية طاهرة مثله تؤمن بالكتاب المقدس وتقرأه بنية وإخلاص. وما الصليب الذي أهداه مشلينيا إليها إلا دليل على الإخلاص وحب الأميرة لهذا الوزير الذي كان في خدمة أبيها الطاغية المتجبر. كما أن مرنوش هرب بعقيدته ودينه خوفا من وعيد الملك المستبد وغطرسته وترك زوجته وابنه الصغير في عذاب القلق وسط هوجاء المذبحة التي شنها الطاغية لإبادة أتباع المسيح.أما الراعي يمليخا فقد ترك قطيعه من الأغنام ليلتحق بهذين الوزيرين قصد الاحتماء بالكهف للحفاظ على دينه .وقد قرر الثلاثة العودة إلى طرسوس لمتابعة حياتهم من جديد، ولكنهم خافوا من بطش دقيانوس وعزمه الشديد على الفتك بهم.
    ويشير الديالوغ أو الحوار إلى بداية الصراع الدرامي حيث طلب مشلينيا ومرنوش من الراعي يمليخا أن يأتيهم بالطعام لأنهم أحسوا بالجوع ينهش أمعاءهم، والتعب الشديد يمس ظهورهم بسبب كثرة الرقود والتمايل يمنة ويسرة. ولما خرج يمليخا ليشتري الطعام صادف صيادا، فأراد أن يبتاع صيده ولكن الصياد اندهش لحال يمليخا وغرابته غير المعهودة بسبب لحيته وأظافره الطويلة ونقوده الفضية التي تعود إلى عهد دقيانوس؛ حتى ظن الصياد أن الرجل حصل على كنز كبير. ولما عاد الراعي إلى الكهف وحكى لأصدقائه ما جرى بينه وبين الصياد حتى استغربوا وضعهم وشكلهم العجيب. وبعد ذلك، سمعوا ضجيج الناس عند مخرج الكهف يبحثون عن صاحب الكنز.
    ولقد انتشر خبر أهل الكهف في مدينة طرسوس التي أصبحت مسيحية بفضل ملك مؤمن معتنق لديانة المسيح يكثر من قراءة الكتاب المقدس ويحترم الرهبان والقديسين. وكانت بنته بريسكا الأميرة الجميلة الشابة مؤمنة مثل أبيها على دين المسيح. تتلقى دروسها من مؤدبها غالياس الحكيم الذي أخبرها عن جدتها القديسة بريسكا والقديسين الهاربين من سطوة دقيانوس المتجبر.
    ولقد اندهش الجميع في القصر وفي طرسوس لما شاهدوا القديسين الثلاثة، وأحسوا بالخوف والرعب والتقزز من منظرهم الغريب. ولما حاول الثلاثة التأقلم مع الوضع الجديد والبحث عن سعادتهم الدنيوية وماكان يسعون إليه وذلك بتغيير شكلهم ومنظرهم الخارجي، إلا أنهم وجدوا عدة عقبات وحواجز وأهمها مشكلة الزمن. فلقد فقد مرنوش أهله منذ زمن طويل إذ توفي ابنه وقد تجاوز الستين بينما هو لم يتجاوز الأربعين، كما أن الراعي يمليخا لم يجد قطيعه في الغابة التي كان يرعى فيها كما أن مشلينيا اعتقد أن القصر هو قصردقيانوس وأن بريسكا بصليبها الذهبي وكتابها المقدس هي حبيبته التي تنتظره؛ لكنه سيصاب بخيبة أمل عندما يكتشف أنها ليست هي بريسكا بنت دقيانوس بل هي حفيدتها سميت باسمها بعد أن تنبأ لها العراف أن تكون مثل

  2. عادل محمد الطاهر شقليلة - ليبيا
    24/10/2012 at 11:10

    يسرني أنا السيد عادل محمدالطاهرشقليلة-من ليبيا أن أفيد علما بأن قد إقتنيت أو إشتريت كتاب تراجم الشعراءوالادباءالخلافاءالراشدين مع تراجم الائمة ورواةالحديث -الطبعة الحديثة -للمؤلف إ بن عباس مصطفى رسام- في يوم23-10-2010م عندما كمت في زيارة في الدار البيضاءوقد قامت بتوزيع هذا الكتاب المكتبة الحمدية الكائنةفي الشارع الملكي في الاحباس رقم34-الهاتف70-20–30 وثمن الكتاب42درهماوقد صدرالكتاب في ربيع الثاني1415هجرية الموافق أكتوبر1994م و ينكون الكتاب من 386صفحةوالمطلوب إنني أرسلت مشروع كتاب أو بحث على العنوان الموجودفي الكتاب وقد وصل المشروع الذي أرسلته بكل تأكيد حيث إنني عادل زرت المكتبةا لمحمدية وأفادوني بسلامة وصوله–الخدمة المطلوبة إنني أنا السيد عادل أريد الرد الرسمي من طرف المكتبة المحمدية عن مستقبل المشروع الذي أستلمتموه على العنوان البريدي الاتي :بريد طرابلس المركزي-شارع الزاوية-ص-ب 81046 طرابلس – ليبيا -السيد-عادل محمد الطاهر شقليلة -الاربعاء24-10-2011م.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *