الذنب لا ينسى والقضية ليست منتهية

من العبارات التي يتكرر ذكرها على ألسنة البعض قولهم : لماذا الحفر في ماض عمره خمسة عشر قرنا من الزمن خصوصا إذا ماكان النبش في هذا الماضي يثير نعرات ؛ ويحرك ضغائن ؛ ويوقظ الفتنة النائمة؟ يطرح هذا السؤال في صيغة استنكار على وجه الدقة منذ بدأت الأزمة بين الرافضة وأهل السنة في العراق بسبب موالاة المحتل ؛ والانتقام من الرئيس صدام حسين المجيد رحمه الله تعالى بالطرقة التي أصابت الأمة في كرامتها فجر يوم عيد الأضحى إمعانا في الاهانة التي اشترك فيها المحتل الكافر والرافضة الضالة . ومنهم من يقول لماذا النفخ في الخلاف الرافضي السني في هذا الظرف ؛ وهو خلاف تاريخي لا يوجد له حل ؟؟ والجواب صحيح أن عمر الخلاف طويل ؛ والتفاهم بين الطائفتين مستحيل لاختلاف المعتقدات والطريق في هذا المضمار مسدود ؛ والتعويل عليه محض وهم وخيال ؛ إلا أن الذي جعل الخلاف يعود إلى الواجهة ؛ وهو لم يتوقف عبر التاريخ حتى وان هدأ في أمصار وأعصر بعينها هو انتقال المعتقد الرافضي الفاسد مما هو نظري إلى ما هو إجرائي وعملي ؛ بمعنى الانتقال من الاعتقاد ببعض البدع المستحدثة في دين الإسلام إلى جلب الاحتلال إلى بلاد الإسلام وتكريسه . فلو اقتصر أمر الروافض على البكاء والعويل ولطم الخدود وشق الجيوب عند الأضرحة والقبور ؛ وانتظار الذي يعود ولن يعود من أمثال زوج التي نقضت غزلها عند العرب أو أمثال جودو عند الإفرنج؛ واعتبار الولاية والإمامة أهم من النبوة إلى درجة إقحام اسم الإمام في الآذان والصلوات مع اعتبار النبوة محدودة زمنا بينما لا يحد الولاية والإمامة زمن ؛ وهي الكفيلة بكمال الدين وتمامه وزاوج المتعة وباقي الخلافات في العبادات والمعاملات لهان الأمر ؛ ولكن لما تحول الأمر من النظري في الضلال إلى العملي بحيث وجد المحتل الكافر ضالته في عقيدة الضلال كان لا بد أن يظهر الخلاف من جديد وبحدة لأن الأمة مهددة بخطر الكفر المسوق على ظهر المطية الرافضية. لم تكن في يوم من الأيام عقيدة الرافضة على توافق وانسجام مع عقيدة أهل السنة ؛ ومن يزعم ذلك فهو إما جاهل أو كاذب أو مخادع. أجل المجاملة الكاذبة بين الطرفين لم تختف عبر التاريخ ؛ كما أن تربص هذا الطرف بالآخر لم ينعدم ؛ وكان الصراع يحتد بين الطرفين من حين لآخركما تهيأت الظروف. لقد ظهر الخلاف بحدة إبان حرب السنوات الثمانية بين العراق وإيران ولا ينكر ذلك إلا جاحد ؛ وظهر إبان الحرب الأهلية في لبنان ؛ وظهر بعد الغزو الأطلسي للعراق. والصراع تحديدا تقوده الفئة الرافضة المعروفة بالامامية ذات المعتقدات السبئية والتي تعتبر إيران موطنها الأيديولوجي حيث يوجد الفقيه الولي فقيه السوء ومثير الفتنة. انه لمن السذاجة ومخادعة النفس والغير من خلال القول بالتقارب الرافضي السني ؛ فهو تقارب حاصل إن حصل ولوج الحبل في سم الخياط ؛ وكيف يتقارب من ينكر الولاية والإمامة مع من يقرها ؟؟ وهل من المعقول أن يظل الرافضي يؤمن نظريا بالإمامة والولاية ولا يسعى إلى أجرأة ما يؤمن به وترجمته إلى واقع؟؟ وهل يعقل أن يظل السني يؤمن نظريا بالخلافة ولا يسعى إلى جعلها واقعا معيشا ؟؟ أقول هذا الكلام لمن يبسطون الأمر ويحاولون التهوين من خلاف لا يوجد أخطر منه ؟ كيف سيتعايش رافضي يشتم مقدسات أهل السنة المتمثلة في الصحابة الأجلاء خصوصا أبا بكر وعمر وعائشة مع سني ؛ وان كان السني ليس من عقيدته سب آل البيت كما يحلم بذلك الرافضة لإقامة الدليل والحجة عليه ؛ وإنما يسبب الدجالين الذي يرفعون أقدارهم فوق أقدار المؤمنين ويزكون أنفسهم فيتسمون السماحات وآيات الله العظمى استكبارا وهم المذنبون المخطئون لأن كل ابن آدم خطاء كما جاء في الحديث؛ فهم آيات لاعقاد الرافضة بعصمتهم وهي عصمة اختص بها الله عز وجل الأنبياء لأنهم القدوة والأسوة ؛ وما دونهم مهما كان فهو معرض للخطأ إلا من تداركه الله بلطفه. ولو كانوا أكياسا وعقالا لأدانوا أنفسهم وعملوا لما بعد الموت ولكنهم عجزة أتبعوا أنفسهم أهوائهم وتمنوا على الله الأماني كما جاء في الحديث . وأي عاقل لبيب يقبل الألقاب من قبيل السماحة والآية العظمى ولا يحثو التراب على رأسه ؛ ولا يبكي بكاء حارا ؛ ولا يخجل من نفسه وهو الذي يختلي بعد أكل الطعام وتخرج منه الرائحة الكريهة ؟ أم إن الروافض سيقولون بأن فضلاتهم أيضا تبلعها الأرض على غرار صفة الرسول الأكرم ؟ إن الخطورة كامنة في الاعتقاد بعصمة الولي ومن يسد مسده من فقهاء ؛ ذلك أن الفقيه الولي هو الذي أفتى بحرب استمرت ثمان سنوات وأكلت الأخضر واليابس ؛ وهو الذي وزع مفاتيح الجنة الوهمية على بسطاء المقاتلين من الرافضة الذين يسيرون كما تسير السائمة لأن العقول معطلة أما الذهول الحاصل بسبب الخوارق التي لا نهاية لها والمعششة في أدمغة مختومة ختما لا فكاك منه لهذا لا يمكنها أن تفهم مثل قوله تعالى : ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ) فإذا قيل مثل هذا للرسول المعصوم الأكرم فماذا يقال لمن هو دونه ؟؛ ومع ذلك لا يقبل إلا بعبارة سماحة وآية عظمى. إن قول الرسول الأعظم الذنب لا ينسى هو تأكيد لقوله: ( من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) فالذي أدخل البدعة السبئية التي لا يمكن أن تنكر كما يكذب بذلك الرافضة له وزرها ووزر من أخذ بها بعده إلى قيام الساعة لهذا لا يمكن أن ينسى ذنبه أبد ا والحالة أن ميزان يوم القيامة مثقاله الذر. إن فساد عقيدة الرافضة جر على الأمة الويلات فلا يمكن السكوت عنه ولا يحسن السكوت عليه كما يقول النحاة لأنه يفيد
نهاية الأمة حسب تعبير الرسول الأكرم الذي صور انحراف طائفة من المسلمين بأهل سفينة فيها طابق علوي وآخر سفلي ووقع على ظهرها خلاف حول سقي الماء ؛ وفكرت طائفة من الطائفتين في إحداث ثقب في أسفل السفينة لجلب الماء ؛ وفكرت الطائفة الأخرى في الأخذ بيدها طلبا لنجاة الجميع. هذا حال الرافضة في العراق أحدثوا شرخا في جسم الأمة وتولوا المحتل الكافر بل قبلوا أقدامه لبقائه على أرضهم لتحقيق حلمهم ؛ وقد بدأت سفينة الأمة في الغرق لأن الطائفة الكبرى من الأمة في سبات عميق ؛ والطائفة الآخذة بيد الرافضة تواجه عدوين شرسين إذ لا يقل الرافضة شراسة عن المحتل؛ وقد أضحى كل وصول إلى المحتل رهينا بتجاوز الرافضة التي تمثل درعا واقية له. ما أشد غفلة الذين مازلوا يظنون بوحدة بين رافضة وسنة ؛ وما أتفه القائلين بأن هذا الكلام يثير الفتنة ؛ والفتنة كانت قبل هذا الكلام وستظل بعده لخلاف مستحكم ؛ أما إذا كان القصد هو المجاملة الكاذبة فالوحدة الكاذبة ممكنة . إن القضية قضية عقيدة هل يقبل هذا الطرف أو ذاك بعقيدة الآخر ؛ والقبول بها لا بد أن يتبعه عمل يترجم المعتقد وإلا فكبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. إن ذر الرماد في العيون والتضليل من قبيل الترويج لفكرة الاعتدال والتطرف دائرة الرافضة محض هراء فلا يوجد قنفذ ناعم ولا يصير لحم الذئب لحم ضأن لأن الذئب ذئب ولو طبخ بالزبدة والزبيب كما يقول المثل العامي المغربي.




1 Comment
هدا هروب من واقع البلاد.هل حلت كل مشاكلنا في الغرب الاسلامي حتى نخوض في مشاكل المشرق؟؟؟؟