Home»Régional»دمـــــوع الوفــــــــــــــــــــاء

دمـــــوع الوفــــــــــــــــــــاء

0
Shares
PinterestGoogle+

قال تعالى في محكم كتابه( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) صدق الله العظيم.
قد يموت الإنسان ويسدل التراب عليه، وتمضى الأيام والشهور، لكن يبقى حيا يرزق في أعين محبيه وأصدقائه يتذكرونه بين الفينة والأخرى لأسباب عديدة و متنوعة،
إن المقال الذي كتبه محمد المقدم في جريدة وجدة سيتي الإلكترونية، عن صديقه المرحوم محمد راشد الكاتب العام السابف لنقابة مفتشي التعليم ، ينم عن صداقة وحب خالصين ، وعاطفة صافية لا تشوبها شائبة،
أكرم بهذا الصديق الوفي ، ورحم الله الفقيد وجعل صداقتنا لأصدقائنا خالصة لوجه الله تعالى وصدق من قال (رُبّ أخ لك لم تلده أمّك) ، لقد تأثرت كثيرا بعد قراءتي لمقالك أيها الأخ الكريم الصبرَ الصبرَ وجعل الله (كما قال المعري) كل حرف منه أي مقالك شبح نور لا يمتزج بمقال الزور يستغفر لمن أنشأه إلى يوم الدين . ولا تيأس من روح الله ،فإن لكل أجل كتاب. فهذا الشاعر بمدينة وجدة محمد السعدي يخاطب هذه الفئة من رجال التربية الذين نذروا أنفسهم لخدمة الأجيال في سلك التعليم صدقا وعدلا. في قصيدته العمودية بعنوان دليل الفردوس المأخوذة من ديوانه الصـــوار الطبعة الأولى 2004 ، والتي يقول فيها :
إن المربيَ في الأعلام كالعَــلم Â والمصطفى بشـّـر الراعين بالشمم )
نفسي تباهت بأستاذي على أمم Â إفرنجة من ديار العُــرب والعجـم )
هذا الذي قادني دوما إلى همم Â أهفــو إلى مدحه والشكر بالكــلم )
يا صاح من فاز منا فاز بالشيم Â والإعتقاد الذي يشفي من السقم )
جعلك الله ذخرا أيها الشاعر الفاضل المعترف بالجميل، وطوبى لرجال التربية الذين استطاعوا أن يغرسوا في النفوس قيما ذهبية لم تستطع تقلبات الزمان أن تنال منها اللهم ارحمنا وارحم من علمنا إنك سميع مجيب.
وتشاء الأقدار أن اطلع على كتاب أصدره أحد رجال التربية بمدينة وجدة تحت عنوان من مفاخر مالي يتحدث فيه بصدق عن عواطفه الجياشة الصادقة تجاه أحد أساتذته من دولة مالي الشقيقة والذي مات غريبا عن أهله ووطنه في مدينة وجدة حيث ذكرني بيت من الشعر أوصى صاحبه أن يكتب على قبره وكان له ماأراد:
( زرْ غريبا بمغرب Â نازحا ما له وليّ )
والشاعر محمد السعدي يتحدث عن صاحب الكتاب قائلا ( ولقد سرني أن لكاتبه آباء بارين، سرى صيتهم بين الغادين والرائحين…..وللرجل خصال كثيرة سل منها الوفاء كي لايتنكر لشيوخه الكرام : (وإذا تنكر للبلاد رجالها Â صاروا أضرّ لها من الأعداء).
(فلا شيء أعز من الوفاء ، وما أنبل الأوفياء ! ورحم الله محمود سامي البارودي القائل :
( ومن شيمي حب الوفاء سجية Â وما خير قلب لايدوم له عهد).ص5
الأستاذ العلامة الأديب محمد بن علي الأنصاري حسب ما يروي صاحب الكتاب من مواليد تمبكتو سافر إلى القاهرة ومنها إلى المغرب حيث أسندت إليه مهمة التدريس بمدينة وجدة بثانوية عبد المومن ، ومدرسة ابن خلدون للمعلمين،والمعهد الإسلامي في أواخر الستينيات من القرن الماضي وأصيب بمرض عضال لم ينفع معه علاج ووافته المنية يوم 13/4/1969 ودفن في مقبرة السيد المختار بقلب مدينة وجدة غريبا عن أهله ووطنه.
ويحكي صاحب الكتاب أن صديقه الكريم الأستاذ محمد الكحودي عضو المجلس العلمي ببركان لازال يحتفظ بتلك الدروس التي كان يلقيها الأستاذ الراحل ..ويضيف قائلا (وقد تأثر تلامذته بأخلاقه العالية، كما كان يحث التلاميذ على الجد والتضحية في طلب العلم ويضرب الأمثال بمشاهير الرجال الذين كانوا فقراء ولم يحل الفقر والحاجة بينهم وبين العلم ). كما أورد الكاتب محمد الخضر الزروقي الحسيني مجموعة من دروسه التي كان يلقيها في الأدب رحمه الله على طلبته في المعهد الإسلامي بوجدة.وهي مختارات شعرية لبعض الشعراء الذين قام بتعريفهم وشرح مااستعصى من لغتهم على الفهم والإدراك، والتطرق إلى المعنى الإجمالي للنص المستهدف. وهذه قائمة بأسماء الشعراء المختارين من قبل الأستاذ الراحل:
1/ دعبل الخزاعي 2/ الحسين بن الضحاك 3/ مسلم بن الوليد 4/ معروف الرصافي 5/ الشريف الرضي 6/ أبو تمام 7/ صفي الدين الحلي 8/ الشماخ 9/ بشار بن برد 10/ الفرزدق 11/ الشاب الظريف.
إنها عودة إلى الذاكرة ، وإلى القلب والنبش في أعماقه واستخراج كنوز الرجال الذين تركوا بصماتهم ورحلوا في صمت لكن الله يجعل في هذه الأمة من يمحو التراب على الأسماء ويظهرها للآخرين كي يترحموا عليهم ويعيدوا إليهم الحياة وقد تمكن الأستاذ من الوصول إلى الكنز المطمور وأظنه عانى معاناة كبيرة في سبيل الحصول على المراد فجزاه الله أحسن الجزاء ورحم الله عبدا سعى في نشر قيم الخير.قال تعالى ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا..) صدق الله العظيم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. محمد المقدم
    26/02/2007 at 16:36

    يا أخي الكريم السيد الفاضل عكاشة البخيت.ان مقالك نبش الجرح من جديد لأخ فاضل عاشرته وعاشره الكثيرون ,ترك بصمات ووصلات ,ثم انتقل الى جوار ربه وتركنا نتخبط ونميل يمينا وشمالا بحثا عن طريق لم نجد له مسلكا ,والله يا أخي الكريم انني يوميا ادعو له بعد كل صلاة وأترحم عليه في الصباح والمساء ,لأنه وكما قلت كان يملأ فراغا في حياتي حيث كل اخوتي في الخارج وصداقتي كانت محدودة فتعرفت عليه وغير الكثير من المعالم في حياتي ثم رحل وتركني من جديد أتخبط لوحدي أحاول الاستئناس بشيء ما لكن اثره لازال يسيطر على مخيلتي ويعيق كل خطوة احاول تخطيها .أخي العزيز عندما قرأت مقالك بكيت لأنك عبرت باسلوب لا أملكه وتعابير لم أستطع الجود بها ,أكثر الله من أمثالك ,الناس الطيبون الذين يقرءون الجوارح من الصور المكتوبة ويصدقون العواطف من العبارات ولو كانت غير معبرة جازاك الله خيرا وفعلا صدقت ان هذا الصديق يستحق كل الوفاء والدعاء.

  2. عكاشـــــــة البخيت
    27/02/2007 at 11:59

    لا مــــرد لقضاء الله وقدره، فصبرا جميلا ، وهذا ابتلاء من الله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا نملك بعد رحيل الأحبة غير الدعاء ، اللهم ارحمنا وارحم أموات المسلمين، وارحم من علمنا ومن له الفضل علينا ، إنك سميع مجيب الدعوات آمين.

  3. عبد القادر بنهار
    29/04/2007 at 22:17

    كان رشيد ، المشمول بعفو الله الكريم ان شاء الله ، قليل الكلام ، صافي البسمة والفؤاد ، على وجهه مسحة من الضياء . كان يجلس معنا قليلا كلما جاء لعمل . فيتخدث بهدوء تام ، وبمنطق سلس صادق المرامي . صادق البسمات . لم يكن مجرد موظف او نقابي يقيده الادبيات والمجاملات التي عادة ما تكون قبيحة . كان مثقفا محبوبا .
    الرحمة لك يا اخي يارشيد .. انت الذي كنت مثل شمعة فاجأها وهب عليها نسم فانطفأت الى رضوان الله الكريم ان شاء الله ..

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *