Home»Régional»الـمـراة والـدعــوة.

الـمـراة والـدعــوة.

0
Shares
PinterestGoogle+

إن المرأة التي رباها الإسلام وحافظ على حقوقها ورفع منزلتها وكرمها جعل منها مخلوقا رائعا ومثالا يحتذي بها .. تقوم بواجباتها كأم ومربية أجيال خير قيام وتساهم بعلمها وجهدها في سبيل رفع راية الإسلام وتنوير بنات جنسها بما يعود عليهن بالفائدة المثمرة هي كالرجل عليها الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالآداب الشرعية المنوطة بها كامرأة وعليها تنظيم وقتها بين واجباتها، وترتيب أولوياتها بين الارتقاء بنفسها إيمانيًّا وتزكيتها بالعبادات، ورعاية زوجها وبيتها، وتربية أولادها، والتواصل معهم في ظل ظروف العصر، وصولاً لتحقيق التوازن بين رسالتها في بيتها، وبين ما يحيط بأسرتها في المجتمع الخارجي، وتغيير عاداتها وعليها ألا تغفل نصيبها من العلوم والمعارف والأخذ بكل ما هو نافع ومفيد فهي تتعلم وتعلم وتقوم بالدعوة إلى الله بالوسائل والطرق التي تتناسب مع طبيعتها كامرأة .
ولو تتبعنا تاريخ المرأة الإسلامي نجد أن المرأة المسلمة ضربت أكبر المثل والقدوة لبنات جنسها في علمها وأدبها وحرصها على تلقي العلم من منابعه الأصيلة والعمل به ، وقد ضربت لنا عائشة رضي الله عنها أروع المثل في إقبال المرأة المسلمة على التعلم فقد كانت رضي الله عنها تمتاز بعلمها الغزير الواسع في مختلف نواحي العلوم كالحديث، والطب، والشعر، والفقه والفرائض . كما أنها تعد من رواة الحديث المكثرين وبقيت بعد وفاة الرسول صلى الله غليه وسلم نموذجا رائعا لبيت النبوة تفتي وتعلم وتنشر دين الله .. حتى كانت عضدا للخلفاء والأمراء من بعده صلى الله عليه وسلم.
فالمرأة عليها عبء كبير، وهي قد لا تشعر بأهمية دورها الدعوى ولذا يجب عليها ألا تنتظر الأجر إلا من الله ، ولا تستصغر أي عمل ولو كان بسيطًا، وقد تكون داعية في بيتها وبين بنات جنسها بمعاملتها الحسنة وأخلاقها الفاضلة وسلوكها بحيث تحث أولادها ليكون لهم دورا في الدعوة وتشجعهم على ذلك بكل الوسائل والطرق الممكنة بل أن تكون دعوتها أشمل من ذلك وأعم بحيث تشمل الطالبات والمعلمات والأمهات وأن تضع نصب عينيها أن أمامها طريق ليس بالسهل فهو يحتاج إلى همة عالية وعزيمة صادقة ونية خالصة وجد واجتهاد واغتنام للأوقات واستغلا ل للفرص ولتمضي ولا تستعجل النتائج والثمار ولتبشر بالنصر بإذن الله وكلٍ على حسب اجتهاده .
وهذا يتطلب منها أن يكون لديها فهم بأهداف دعوتها والوسائل الشرعية التي ينبغي لها أن تنهجها لتحقيق تلك الأهداف والإلمام بالمشكلات التي تواجه المرأة في طريق الالتزام ليساعدها ذلك على تخطيها
والابتعاد عن العنف والتشدد، فتبسط الأمور، وتبرز مرونة الإسلام وسماحته، ورفق الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانب عرضها للإسلام كدين موافق للفطرة السليمة دين الوسطية والعدل بعيدا عن التنفير والتعقيد .
كما عليها أن تحرص على الإخلاص في القول والعمل لأن إخلاص النية لله تعالى فيما تقوم به من إصلاح وتربية وتعليم له أثر كبير وفعال في النفوس فكلما أخلصت في دعوتها وجدت آذانا صاغية وقلوبا صافية تستنير وتتقبل.
وعلى الداعية أن تتزود بالعلم الشرعي وتنهل من ماعونه الصافي حتى تدعو إلى الله على بصيرة قال تعالى :{ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ..} ولأن صاحب العلم يكون ذا مكانة لدى الناس ويؤخذ منه ويستجاب له أكثر من غيره ففاقد الشيء لا يعطيه .
الـمـعـرفـة والـمـبـادرة :
وأعني بالمعرفة معرفة الأوضاع النسائية على وجه التفصيل والدقة، لا ينبغي للمرأة الداعية أن تكون بعيدة غير مختلطة ولا عارفة بما يجري في مجتمعات النساء والمصلطحات التي يتداولنها والمسميات التي يستخدمنها أي الأمور والعادات التي تجري بينهن، فإن علمها بهذا من أعظم أسباب قدرتها على التوجيه والإصلاح، ولا بد أن يكون عندها روح المبادئة والمبادرة؛ فإن الطبيعية التي تغلب على بعض النساء من الحياء أو الإحراج أو غير ذلك قد تمنعها أن تؤدي دورها وأن تقوم بواجبها في الدعوة، ولا يعني ذلك طبعاً أن تكون مندفعة أو متهورة لكن أيضاً ينبغي ألا يكون عندها ذلك التحسس والإحراج الذي يمنع كثيراً من النساء من العمل الدعوي والقيام بواجب الدعوة .
الـقــدوة الـحـسـنـة :
ولا يخفى على أحد أن من مكارم الأخلاق التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلّم، ذلك الخلق الكريم، خلق الحياء الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلّم من الإيمان، وشعبة من شعبه، ولا ينكر أحد أن من الحياء المأمور به شرعاً وعُرفاً احتشام المرأة وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتن ومواضع الريب. واحتجاب المرأة وتغطية مفاتنها هي أكبر احتشام تفعله وتتحلى به لما فيه من صونها وإبعادها عن الفتنة، فالالتزام بالحجاب الشرعي والابتعاد عن الاختلاط بكل ألوانه وأشكاله من سمات المرأة الداعية التي تكون قدوة للأخريات.

إذن هذه هي المرأة في شريعة الإسلام صاحبة رسالة زاهرة ، ومنهجية كاملة باهرة ، فهي منشئة الأجيال ومربية الرجال ومعدة الأبطال ومؤهلة الأمة إلى خير المآل ، والإسلام لم يحرم على المرأة أن تعمل خارج منزلها في تدريس بنات جنسها أو في مكان يضمن لها الستر والعفاف ولا يسبب لها الأذى ولا الفتنة، فالمرأة لها عقل وتفكير ومواهب يجب أن تنميها ونستفيد منها مثل الرجل وتكون بذلك داعية لربها مطبقة لأحكامها على الوجه المطلوب يقول تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) صدق الله العظيم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. محمد شركي
    26/02/2007 at 16:39

    كما عهدناك أيتها الأخت الفاضلة أنت دائما بمثابة نبراس يضيق طريق المراة المسلمة في زمن الاغراءات والاستلاب ومحاولات طمس معالم شخصية المرأة المسلمة وفقك الله للمزيد ودام قلمك المصلح حياك الله

  2. شهرزاد الاندلسي
    26/02/2007 at 20:38

    تحياتي لك استادي الجليل فقرائتك لمقالي زاده شرفا …وما نحن عليه الان هو من فضل الله سبحانه وتعالى ومن تشجيعك لي … تحياتي لك وشكرا .

  3. أخوكم في الله
    27/02/2007 at 19:15

    أرجو من الله -عز و جل- أن لايضيق هدا النبراس طريق المرأة المسلمة .تحياتي لك أيها الاخ محمد و الاخت شهرزاد.
    تقبلا مني النكتة. والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

  4. شهرزاد الاندلسي
    27/02/2007 at 21:51

    اجل ارجو من الله عز وجل ان لا تضيق صدور قرائي بمقالاتي واشكرك اخي = اخوكم في الله= لهذه الالفاتة الجميلة..فالاستاد محمد شركي قد سقطت منه سهوا كلمة يضيق بدلا من يضيء ..اشكرك اخي ودمت قارئا وفيا …

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *