Home»Régional»الخطة الأمريكية لإقصاء الإسلاميين من السلطة في العالمين العربي والإسلامي

الخطة الأمريكية لإقصاء الإسلاميين من السلطة في العالمين العربي والإسلامي

0
Shares
PinterestGoogle+

من المعلوم أن جوهر الخلاف بين المسلمين على اختلاف اتجاهاتهم وبين الغرب على اختلاف ألوانه وان كانت ملة الكفر واحدة ؛ وملة الإيمان واحدة أيضا هو القضية الفلسطينية. فمنذ ظهر الصراع بين المسلمين من جهة وبين اليهود المؤيدين بالغرب المسيحي من جهة ثانية حول أرض فلسطين بدأ تفكير الغرب في صرف المسلمين عن فكرة استئصال وطرد اليهود من هذه الأرض التي تم توطينهم فيها قسرا أثناء ظروف تاريخية معروفة. ولعل الجهة التي تحمل فكرة طرد اليهود من أرض فلسطين هي طائفة ما أصبح يسمى بالإسلاميين بعد ما وجد التقسيم والتفيىء طريقة إلى بلاد المسلمين حيث عد البعض مسلما فقط والبعض إسلاميا إشارة إلى البعد السياسي الرافض للاحتلال والتغريب.
لقد كان الصراع الاسرائلي الإسلامي ـ دونما حيف على العروبة التي هي في الواجهة وفيها غير المسلمين من المخلصين ـ سببا في العداء الذي وصل إلى حد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وغزو أفغانستان والعراق ؛ فلولا وجود هذا الصراع ما كان الأمر يصل إلى هذا الحد.
ولما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتزعم الغرب المسيحي إيديولوجيا فإنها تبحث جادة عن فكرة استئصال البعد الديني من القضية الفلسطينية. فالدين يقتضي زوال دولة إسرائيل بكل وضوح ؛ وغيره من الطروحات قد يقبل بنوع ما من وجود هذه الدولة ؛ وهو ما تريده أمريكا والغرب لهذا يصنف المسلمون إلى أصدقاء وهم المحتمل قبولهم بوجود إسرائيل كقدر محتوم والى أعداء وهم الذين لا يساومون في قضية زوال إسرائيل جملة وتفصيلا. ولقد نجح الأمريكان في جعل الهوة تتسع بين القابل لفكرة وجود إسرائيل والرافض لها ؛ ولقد صار من المعروف أن الأنظمة في البلدان الإسلامية تميل إلى فكرة القبول بوجود الدولة اليهودية ؛ وأن الشعوب مع فكرة استئصالها ؛ وهي فكرة تحملها التنظيمات الإسلامية المعروفة بالراديكالية والتي يوجد خلاف بينها وبين أنظمتها .وقد تنجح بعض الأنظمة في إقناع بعض شرائح المجتمع فيها بفكرة قبول وجود إسرائيل حرصا على تحقيق مصالح تكون مهددة من طرف أمريكا والغرب في حال تبني الطرح الآخر ؛ وهو طرح استئصال اليهود علما بأن هذا الطرح ديني في صميمه إذ يخبر القرآن والسنة معا بزوال دولة اليهود وهو جزء من الاعتقاد ؛ وقد تنجح الجهات الإسلامية غير الرسمية بإقناع شرائح أكبر بهذا الطرح وهنا يظهر خطر الخلاف والصراع بين الأنظمة وبين التنظيمات الإسلامية إلى حد المواجهة ؛ وهي مواجهة غير مباشرة بين أمريكا والغرب من جهة وبين الإسلاميين من جهة أخرى.
ولما كان الأمر كذلك فرض على الغرب وعلى أمريكا موضوع الشرق الوسط الجديد ؛ وقوامه تساكن المسلمين المعتدلين مع اليهود وذلك باحتفاظ هؤلاء اليهود بامتيازات القوة النووية الرادعة والقوة الاقتصادية المهيمنة ؛ وفي المقابل يقدم كل دعم لاستئصال الطرح الإسلامي المتطرف حسب وجهة نظر الغرب وأمريكا.
والخطة الأمريكية واسعة وشاملة وتنسحب على كل بلاد الإسلام حسب ظروف كل بلد خصوصا بعد دخول ما يسمى بالإسلاميين المجال السياسي وقبول اللعبة الديمقراطية في الانتخابات ؛ وهو ما لا يقبله الغرب وأمريكا طالما كانت النتيجة واحدة وهي رفض وجود إسرائيل. فإذا ما أخذنا نموذج فلسطين السباقة إلى وصول الإسلاميين للحكم نلاحظ ما حل بهم بالرغم من مشروعية وصولهم للحكم ؛ وما وقع لهم من حصار ورفض هو رسالة واضحة لكل تيار إسلامي وصل إلى الحكم وهو لا يعترف بوجود إسرائيل ولا يقبل التعامل معها كشريك قوي. وأما نموذج مصر فانه يعرف التطورات المتلاحقة يوميا فالضغوطات كبيرة على النظام لإجراء تعديلات دستورية كفيلة بمنع وصول الإسلاميين للحكم ديمقراطيا حتى لا تتكرر تجربة فلسطين ؛ ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل لقد أصبحت المواجهة مباشرة بين الإسلاميين وبين السلطة التي لم تجد بدا من أساليب القمع والإقصاء إلى غاية مرور الاستحقاقات الانتخابية التي ستجد بديلا عن قيادة لا بد أن تحال على معاش ولكن ليس قبل التوطيد لقيادة مثيلة تمثل استمرارية لها حتى ولو تعلق الأمر بوراثة الرئاسة. وأما نموذج العراق والذي يتمثل في إعطاء السلطة لتيار ديني داخل البيت الإسلامي على حساب تيار آخر لأن التيار المقرب لا يتناول موضوع إسرائيل بالحديث ؛ ومن ثم لا يقول بفكرة زوالها ؛ ولا يقول حتى برحيل المحتل لأن مصالحه مرتبطة بمصالح المحتل؛ لهذا سلط المحتل التيار العميل على التيار المقاوم ؛ وآخر طبخة هي ما يسمى بالخطة الأمنية وهي مجرد عملية استئصال فكرة المقاومة ؛ ولقد أكدت الأخبار أن الخطة الأمنية عبارة عن اقتحامات للأحياء السنية من أجل إجهاض المقاومة فيها. وأما نموذج أفغانستان فأكثر وضوحا إذ اتضح أمر الصراع فهو بين المحتل تحت غطاء الحلف الأطلسي وبين الإسلاميين من خلال نموذج طالبان. ولعل محاولة التقاء الدبلوماسية الأمريكية مع المحاكم الإسلامية بعد الغزو الأثيوبي الأخير هو من أجل إدخال تيار المحاكم إلى قفص الصفقة التي قوامها الاعتدال مقابل الاعتراف والمشروعية.
إن الخطة الأمريكية ستطال كل الأقطار الإسلامية حسب الظروف ؛ وسنسمع العجب عند حلول الاستحقاقات الانتخابية ؛ وربما ستستبق بعض الأنظمة هذه الاستحقاقات لتجرب القمع مع المساومة العصا والجزر حتى يتبين الاعتدال من التطرف بخصوص رفض أو قبول وجود إسرائيل كقدر محتوم لا يناقش؛ والخطة باتت مكشوفة إما القبول بإسرائيل وإما الويل والثبور وعواقب الأمور.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *