Home»Régional»التخويف من الفتنة حق أريد به باطل

التخويف من الفتنة حق أريد به باطل

0
Shares
PinterestGoogle+

كلما سنحت فرصة لكاتب ما بفضح وتعرية مظاهر الخيانة في وطننا العربي والإسلامي إلا وضجت حناجر مأجورة بالويل والثبور ؛ ظاهر ضجيجها الخوف على الأمة من الفتنة بمعنى الخلاف والتفرقة ؛ وباطنه المناورة للتغطية على الخيانة والصفقات المبرمة في الكواليس مع العدو ؛ وقد بلغت هذه الخيانة على وجه التمثيل لا على وجه الحصر أوجها في العراق إذ لم يسجل التاريخ من قبل ما سجله عن الرافضة العميلة من خيانة غير مسبوقة هناك والتي كانت سببا وراء انهيار دولة مستقرة قوية كانت تخطو بخطوات حثيثة نحو التطور الذي كان مصدر قلق للغرب البغيض؛ و الذي تذرع بذريعة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل لغزوه وتدميره ؛ وكانت وسيلته في ذلك خيانة الطابور الشيعي المتربص.
وكلمة فتنة مشتقة من الفتن بسكون التاء وهي الإحراق بالنار والشاهد على ذلك قوله تعالى :( يوم هم على النار يفتنون ) أي يحرقون بها . ويقال فتنت الفضة والذهب أذا أذبتهما في النار لتمييز الرديء من الجيد؛ ولهذا يقال دينار مفتون. وعندما تستعمل الكلمة معنويا يقصد بها الامتحان والاختبار لمعرفة الخير من الشر والصدق من الكذب ؛ والشاهد على ذلك قول الله تعالى ( الم احسب الناس إن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين). وقد تكون الفتنة بالدنيا مالا ونساء وأولادا وغير ذلك مما يضعف التدين ويفسده؛ وهي شر الفتن إذا ما قورنت بغيرها من الفتن.
والسؤال الملح على الذين يزعمون التحذير من الفتنة في العراق ؛ وفي غير العراق حيث تقف طائفة مع العدو ضد طائفة مناهضة له : هل توجد فتنة أشد من ابتلاء الأمة بخونة عملاء يتخذون العدو وليا ويرضون بمهمة ووظيفة الآلة التي تنفد مخططات المحتل؟ إن وجود الخيانة في الأمة وهي تقاس بمدى التقرب من العدو والرضوخ له والعمل على إرضائه ومعاداة من يعاديه هو فتنة من شر الفتن. وماذا ستخسر الأمة إذا خسرت الخونة في العراق وفي غير العراق؟ خصوصا إذا ما كانوا على عقيدة فاسدة مفسدة تبهرج الباطل للبسطاء والعوام من الرعاع لتكثير الهشيم الذي يصلح وقودا لنار الاحتلال؟؟ لقد علم الرافضة للبسطاء الطاعة العمياء لرجال الدين باسم الدين ؛ واستغفلوهم كأشد ما تكون الغفلة فزينوا لهم الاحتلال ؛ وعوض الإفتاء بالجهاد ومقاتلة العدو وطرده أفتوهم بقتل بني جلدتهم بعدما وصفوهم بأبشع الأوصاف ؛وهي نفس الوصاف التي ينعتهم بها العدو؛ فتحول البسطاء المغفلين من مقاتلة العدو إلى مقاتلة المجاهدين لإرضاء العمائم واللحى الشيطانية ؛ فتكررت مأساة الأمة كما كانت في بداية العصر الراشد حيث تغلغلت السبئية اليهودية وتحت عباءة الدين إلى عقول البسطاء فتحولوا إلى غوغاء يسفكون دماء الصالحين دون وجه حق ظنا منهم أن من يفتيهم على صواب ؛ وأن ما يقومون به من صميم التدين الصحيح وهي شر الفتنة .
فإلى كل الناعقين الذي يركبون مقولة التخويف من الفتنة نقول إن الفتنة وقعت يوم جاءت عمائم السوء على ظهر دبابات العدو لتدمر بلدا آمنا تدميرا شاملا ؛ وليست الفتنة هي الحديث عنها وفضحها بل فضحها هو محاربة للفتنة وتنبيه الغافلين الذين يسهل خداعهم باسم الدين لتكريس الاحتلال طلبا للدنيا الزائلة وللمناصب وللثأر بسبب الحقد الأعمى على أبناء البلد الذين ينكرون التدين المغشوش المحرف والذي كان هو السبب الرئيس في كارثة الاحتلال؛وأولى بالناعقين أن يفضحوا الخيانة والعمالة وإلا فهم متسترون عليها يتباكون على أخوة زائفة مع الخونة والله يقول : ( ولا تكن للخائنين خصيما)؛ وأنى يتآخى صحيح العقيدة مع فاسدها ؟ ولقد علم الله وعلم الناس الكاذبين والذين صدقوا من خلال تجربة العراق وتجربة غير العراق ؛ وإذن فلا مجال للتباكي والتخويف من الفتنة ؛ والفتنة قائمة وسببها معروف والذرائع مردودة على أصحابها ؛ والساكت على الحق شيطان أخرس؛وهو الفتان. والله عز وجل نبهنا إلى الفتنة وأمرنا بمحاربتها بكل ما أوتينا من قوة ليكون الدين له لا ليكون مطية يركبها الخونة والعدو للإفساد في الأرض وفرض الأمر الواقع على المسلمين باسم الأخوة المغشوشة والمجاملة الكاذبة وذلك واضح في قوله تعالى : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) صدق الله العظيم والمجد والخلود للشهداء والموت والذل والهوان للأعداء وللخونة والعملاء.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *