دلالة زوال المسجد الأقصى وظهور الهيكل
كثير من المسلمين لا زالوا يشكون ويشككون في أن دولة إسرائيل تحاربهم بعقيدة بالرغم من فسادها وانحرافها كما شهد بذلك الوحي. وبموجب هذه العقيدة تعمل إسرائيل جاهدة ومنذ عقود لتقويض المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان مكانه ؛ وقد توالت ما يسمى لجنة أمناء الهيكل الإشراف على العملية منذ ما قبل نكسة 67 . ولعل كل الاعتداءات التي تعرض لها المسجد الأقصى سواء كانت إحراقا أم تدميرا تروم نفس الهدف . والقضية عقدية بحتة ؛ فعودة الهيكل معناها عودة الملك والوطن الممتد من الفرات إلى النيل. وفي الوقت الذي يبدو هذا الفكر الديني المتعصب لعقيدة منحرفة واقعا ملموسا نجد فينا فئة العلمانيين الذين يديرون ظهورهم لعقيدة الإسلام الصحيحة المحفوظة بما حفظ به الذكر الحكيم. وفي الوقت الذي يقتنع فيه اليهود بهيكل مزعوم بناء على كتاب محرف يوجد فينا من يتنكر لمسجد موجود في الواقع بناء على كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. قد يتساءل الشكاك والمشككون ما هي دلالة إقامة هيكل مكان مسجد ؟؟؟؟ والجواب أن القضية أعمق من استبدال بناية بأخرى؛ فهي استبدال عقيدة بأخرى. إن وجود المسجد الأقصى له دلالة خاصة عند اليهود ؛ ذلك أن ذكره مرتبط بالقرآن فهدمه وزواله معناه شطب سورة كاملة من سور القرآن الكريم هي سورة الإسراء التي تعد من أعظم السور لأنها أفتتحت بتسبيح وكل سورة افتتحت بتسبيح أو بتبريك يكون بعدها أمر جلل ؛ والأمر الجلل في هذه السورة هو حادثة الإسراء والمعراج التي تمثل لقاء عالم الغيب بعالم الشهادة في نقطة معينة على سطح هذا الكوكب وهي مكان المسجد الأقصى . وهذا اللقاء دمج بين إبعاد التاريخ فاختلط الماضي البعيد بالحاضر و بالمستقبل المجهول ذلك أن الحادث شهد بعثة الأنبياء عليهم السلام من أولهم إلى ما قبل آخرهم حيث اصطفوا جميعا للصلاة خلف آخر نبي علي السلام اعترافا بوحدة المعبود ووحدة العقيدة وختامية الرسالة وهيمنتها على باقي الرسالات التي كانت محدودة الحيز والزمن.فإمامة النبي عليه السلام لكل الرسل معناها انتهاء الأمر إليه ونهايته عند غيره ؛ حيث اكتمل الدين وصار عالميا بعدما كان محدود البيئة زمانا ومكانا. وما كان لرسول أو نبي صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمح باستمرار دعوته ؛ وعليه فلا مبرر لليهود باستعادة ملك سليمان ولا باستعادة هيكله ؛ ومن فكر في ذلك ظن به الجنون لأن السابق لا يهمن على لاحق لا عقلا ولا نقلا ولا عرفا ولا عادة. ولعل انتهار النبي عليه السلام للفاروق عمر وهو ينظر في صحف موسى عليه له هذه الدلالة فقوله عليه السلام : ( والله لو وجد أخي موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي) وبالفعل لما عادت الحياة إلى موسى عليه السلام والى إخوانه الأنبياء لم يسعهم جميعا إلا الوقوف خلفه معترفين بإمامته وفضله وسيادته وهيمنة أمره على كل أمر كان قبله. هذه الحقيقة لا ترضي اليهود ولا النصارى الذين يريدون استمرارية لعقيدتهم؛ وما عرض عقيدتهم للتحريف سوى الخوف من الإذعان لدعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ومحاولة هدم الأقصى تدخل ضمن التنكر لقضية هيمنة الإسلام من جهة ؛ ومن جهة أخرى هي محاولة تعطيل نص قرآني ارتبط بذكر المسجد الأقصى وفيه نبوة تستشرف الغيب وتخبر بحتمية زوال دولة اليهود بعد زوال أول شهده التاريخ. فكل عقيدة تحمل التبشير بزوال دولة إسرائيل هي ألد أعداء إسرائيل؛ ووجود المسجد الأقصى هو تهديد لوجود إسرائيل لهذا تم احتلاله لتهويده ولإزالة فكرة زوال إسرائيل. وزوال المسجد الأقصى معناه تعطيل سورة من القرآن ومعناه تعطيل القرآن كله بعد ذلك. فلو فرضنا جدلا أن المسجد الأقصى زال لا سمح الله ولا قدر؛ فمع مرور الزمن سيسأل المسلمون عن شيء لا وجود له تماما كما يفعل اليوم اليهود عندما يسألون عن هيكل لا وجود له ؛ وهذا من شأنه أن يسرب الشكوك إلى النفوس بخصوص مصداقية قرآن يتحدث عن مسجد لا وجود له ؛ تماما كما يشك في التوراة التي تتحدث عن هيكل لا وجود لهمن يثير قضية التحريف وفساد الاعتقاد. ولعل اليهود من خلال محاولتهم هدم المسجد الأقصى يدركون دلالة ذلك وهي تكذيب الوحي وتعطيل القرآن في البداية من خلال سورة ليسهل تعطيل الكل بعد ذلك. ولهذا السبب يشترطون في كل محاور أن يعترف بهم بمعنى من كان يعتقد بالفكر القرآني الداعي لزوالهم لا يصلح شريكا ولا مفاوضا ؛ ولهذا السبب يدعون الأقطار الإسلامية إلى شطب ما يسمونه النصوص الدينية المعادية لليهود الداعية لزوالهم ؛ وقد همت بعض الجهات بالفعل بعملية مراجعة نصوص التفسير تحت ضغوطات النظام الطاغوتي الأمريكي الراعي للمصالح اليهودية. وعداوة اليهود للمسلمين مصدرها الحقد على القرآن الحامل لفكرة زوالهم والوحي يشهد على ذلك إذ يقول الله عز وجل في محكم التنزيل المحفوظ : ( وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ). لقد صور الوحي طبيعة الشخصية اليهودية التي يراد تزيينها من خلال إعادة كتابة النصوص وتأويلها حسب أهوائهم ؛ إنها شخصية يزيدها القرآن طغيانا وكفرا ؛ ويجعلها عدوة مبغضة له وللمؤمنين به إلى يوم القيامة ؛ وهو ما يدفعهم إلى إشعال الحروب والسعي بالفساد في الأرض وهو ما جعل الله عز وجل يكرههم والله لا يحب المفسدين. لقد أشعلوا الفتنة في العراق لتسهيل تقسيمه لأنه يدخل ضمن مشروع مملكة سليمان الممتدة من الفرات إلى النيل فوجود المؤمنين با
2 Comments
أستاذي الفاضل محمد الشركي
ازف لكم بشرى تفعيل مدونتكم الجديدة وهذا هو الرابط لزيارتها
link to maktoobblog.com?
ارجوا الإتصال بي كي ازودكم بالرقم السري من اجل
تتمة النشر كذلك بعض التعديلات
اتمنى ان اكون وفقت وعند حسن ظنكم بي
تقبلوا سيدي فائق التقدير والإحترام
link to mohammedchergui.maktoobblog.com
هذا هو الرابط الصحيح، معذرة على الغلط