أساليب النظام الطائفي لتقسيم العراق
بعد أسلوب الاستئصال العرقي وفق قانون ما يسمى باجتثاث العناصر البعثية والذي طال كل المسلمين السنة خصوصا في شتى مناطق العراق وبالضبط في المناطق الشيعية أو المتاخمة لها وعن طريق المذابح الرهيبة التي تحدث يوميا والتي تفصل فيها الرؤوس عن الأجساد بعد التعذيب والتي شملت عربا غيرعراقيين أيضا خصوصا من الفلسطينيين والسوريين؛ جاء قانون طرد العرب من كركوك مقابل إغراءات مادية سميت تعويضات.
فإذا ماكان قانون المواطنة في كل قطر من أقطار العالم يضمن لكل مواطن حق السكن حيث شاء ؛ وحق امتلاك العقار حيث شاء فان النظام الطائفي في العراق ابتدع قانونا جديدا للمواطنة بموجبه تسلم أموال لطائفة لتترك منطقة من المناطق لفائدة طائفة أخرى. ولا يخفى على احد الحلم الكردي منذ سنين والذي يتمثل في تكوين ما يسمى بالوطن القومي الكردي الذي يجمع بين أجزاء من الأراضي العراقية والسورية والإيرانية والتركية من أجل تحقيق نعرة من النعرات الطائفية التي تجعل العرق فوق كل اعتبار.
لقد ظهر مسئول طائفي حتى لا أقول عراقي على شاشة إحدى الفضائيات يحاول تكذيب تهجير العرب من المناطق التي تسمى كردية خصوصا كركوك ؛ وزعم أن النظام الطائفي يريد تصحيح التوزيع السكاني الذي كان إبان النظام السابق عن طريق التعويضات المزعومة وهي أموال أمريكية لتحقيق مشروع التقسيم المعروف بالشرق الأوسط الجديد. إن التوزيع السكاني زمن النظام السابق كان على أساس حق المواطن في السكن حيث شاء لأن العراق كان موحدا ولم يكن طائفيا وكان يجمع بين مختلف الأعراق والطوائف لهذا تساكن الكرد مع الآشور و مع التركمان ومع العرب في كركوك وغير كركوك ؛ وتساكن السنة مع الشيعة ومع المسيحيين. أما اليوم وبعد ما دخل الاحتلال فقد ظهرت النعرات ووضع التقسيم وبدأ التنفيذ بالقوة والإرهاب وبالإغراء.
وإذا ماكان العرب سيحصلون على ما سميت تعويضات لترك كركوك فلماذا لا تعطى هذه التعويضات لكل عراقي يريد استبدال منطقة بأخرى بكل حرية ودون إكراه ؟؟؟؟ إن القول بأن كركوك هي موطن أصلي للأكراد مغالطة تاريخية فكركوك دار إسلام منذ فتحها المسلمون وهي مدينة عراقية ومن حق كل عراقي أن يسكنها مهما كان أصله كما كانت دائما ؛ وما ينسحب على كركوك ينسحب على كل المدن والمناطق. فالمواطنة هي المعتبرة وليس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدم ؛ والإسلام قد ضمن لغير المسلمين العيش بأمان وسلام بين المسلمين في عهود مكتوبة منذ فجر الإسلام.
إن الانجرار وراء فكرة التفتيت والتقسيم تنفخ في النعرات من قبيل الكردية والآشورية والبابلية والتركمانية في العراق لتمتد إلى نعرات أخرى في كل الوطن العربي والإسلامي من فينيقية وكنعانية وأرمنية ودرزية وسبئية وحميرية وفرعونية وبريرية وطوارقية إلى غير ذلك من حفريات في الماضي البعيد لتفتيت ما جمعه الإسلام من أعراق وأجناس. وهذا يفعل في بلاد المسلمين بينما تجمع أجناس كانت بالأمس متفرقة في بلاد الغرب .
إن الله عز وجل ينادي بوم القيامة ويقول في حديث قدسي : ( يا عبادي لقد جعلت لكم نسبا وجعلتم لأنفسكم أنسابا فرفعتم أنسابكم ووضعتم نسبي فأين اليوم المتقون ؟ ) إن الله تعالى حدد الكرامة في التقوى فقال : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)ولا كرامة في عرقية وطائفية يستخدمها العدو الغاشم لتفتيت ما جمعه الله عز وجل.
ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل طائفية وتبرأ منها فقال : ( ليس منا من دعا إلى عصبية)
إن الأمة العربية والإسلامية مهددة اليوم في كيانها المتراص من خلال العناصر العميلة الخائنة المسخرة لتنفيذ مشروع التقسيم الرهيب الذي يريد شرق أوسط على المقاس الصهيوني الأمريكي يضمن بقاء إسرائيل وبقاء المصالح الأمريكية ؛ والأمة مدعوة للتنديد بالمشروع في كل أشكاله سواء تعلق الأمر بالإبادة الجماعية أم بالترحيل القسري أم بالإغراءات المادية.
Aucun commentaire