Home»Régional»صديقي الرئيس بوتفليقة : هل تنكرت كليا لساحة سيدي ادريس ؟؟؟ – (صحيفة )

صديقي الرئيس بوتفليقة : هل تنكرت كليا لساحة سيدي ادريس ؟؟؟ – (صحيفة )

0
Shares
PinterestGoogle+

محمد العرابي

ما انفك الرئيس الجزائري بوتفليقة يغتنم كل مناسبة ، وفي كل تصريح ، ليتعرض لقضية الصحراء المغربية . من ذلك زيارته مؤخرا للبرتغال ، فهو ـ تصريحا أو تلميحا ـ ينفخ في حفنة من المرتزقة ، ليعتبرهم شعبا له ما للشعوب من المقومات ، ويدعو إلى تحريره من الاستعمار

.

الأكثر من هذا أن المرء يدرك أحيانا أن بوتفليقة يخلق هاته المناسبات ، وينظم الأسفار والزيارات قصد إقحام موضوع الصحراء في رسمياته وخطبه ، وكأن القضية قضية جزائرية بالدرجة الأولى ، في الوقت الذي يقول إن قضية الصحراء لا تعني الجزائر في شيء ، إلا من حيث المبدأ ، ومن حيث المواقف التي التزمت بها الجزائر لنصرة الشعوب المستضعفة والمستعمرة

.

وهو كلام مردود ، أصبح في نظر العديد لا يخضع لا للواقع ولا للمنطق . بل إن موقف بوتفليقة ومعه عدد من المسؤولين الجزائريين من قضية المغرب ، ومن قضيته الوطنية العادلة ، له دواع أخرى ، وله خلفيات أصبحت لا تخفى على أحد

.

إذا كان ما يقوم به بوتفليقة صحيحا من قضسة الصحراء ، ونصرته للمضطهدين ، والتزامه بالشرعية الدولية كما يقول ، فأين مثلا موقفه من جزيرة تايوان التي تنازعها الصين ، وترفض انفصالها واستقلاليتها ، للدفاع عنها بنفس الحماس ، وبنفس القوة والاهتمام والإلحاح ، وإثارة موضوعها في كل اللقاءات والمنتديات والمناسبات ؟ هذا في الوقت الذي وجدت جزيرة ليلى المغربية انحيازا سافرا من القادة الجزائريين للأسبان المعتدين ، حيث أنكروا « القادة الجزائريون « علينا مغربيتها ، وهي التي تقع في مياهنا الإقليمية ، ولا تبعد عن شواطئنا بأكثر من مائتي متر . هل يدخل هدا أيضا في مناصرة الشرعية الدولية ، والدفاع عن حق الشعوب ، والوقوف إلى جانبها ؟

قرأت مؤخرا لأحد المهتمين من ليبيا : « لو اهتم بوتفليقة بالجزائر اهتمامه بمشكل الصحراء لكان الشعب الجزائري أسعد شعوب المنطقة « والواقع أن الشعب الجزائري ـ كعدد من الشعوب المتخلفة أو النامية ، لا علينا ـ ما زال يعاني في عدة ميادين ومجالات . البارحة فقط أصغيت السمع للإذاعة الجزائرية ، القناة الثالثة ، فاستمعت إلى المواطنين الجزائريين يعرضون مشاكلهم في قطاع التعليم ، ويتحدثون عن الاكتظااظ الذي تعاني منه الأقسام في كثير من الولايات ، ويستنكرون نتائج الامتحانات المتدنية نتيجة لهدا الوضع

.

ما ذا يضير بوتفليقة لو أنفق ما يدره البترول على خزينة الدولة من مداخيل مهمة ، على بناء المؤسسات التعليمية ، وتكوين رجال التعليم بالعدد الكافي لمواجهة هذا المشكل . إن ذلك بالتأكيد يعطي للجزائر مدارس وحجرات كافية ، وأطرا وكفاءات تخرجها من دائرة التخلف ، وترقى بها إلى مستوى الدول والشعوب التي لم تعد تلهيها مشاكل الغير عن نفسها

.

لقد اتجه بوتفليقة ومعه المسؤولون الجزائريون اتجاها آخر ، صرفهم عن الاهتمام بشؤون مواطنيهم الاهتمام الجاد ، وحل المشاكل ذات الأولوية التي تؤرق الشعب الجزائري الشقيق . شغلوا أنفسهم بخلق مشاكل لجيران لهم لم يسعوا إلا في تقديم يد العون لهم في ظروف كانت قاسية وصعبة ، وهم يخوضون معركة التحرير ضد الاستعمار البغيض ، وذلك بخلق كيان مصطنع ، وإعطائه كل الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي والإعلامي .. ثم شغلوا أنفسهم بالاتجاه نحو التسلح ، بصرف الأموال الطائلة على شراء العتاد الحربي الثقيل ، دون أن نعرف من يهدد الجزائر في أمنها واستقرارها من الجيران وغير الجيران ، اللهم إلا إذا كانت جماعة البوليساريو نفسها في حالة اتخاد موقف لا يرضيها من القادة الجزائريين ، ما داموا يعتبرونها شعبا ذا شأن ، له قوته ومكانته . أما الجماعات التي تمارس القتل والاغتيالات داخل أرض الوطن ، في إطار حرب العصابات ، والتي لم يستطع المسؤولون وضع حد لها ولنشاطها ، فهي لا تحتاج إلى كل هات الترسانة ، وهدا العتاد الثقيل

.

حاولت ما أمكن ألا أتحدث عما قدمه المغرب والمغاربة من دعم ومساعدة للإخوة الجزائريين طيلة فترة كفاحهم ، ولا الأهوال والمآسي التي قاستها القرى والمدن المغربية القريبة من الحدود ، ومعها السكان ، لأننا نعلم أن القادة الجزائريين يستهينون بذلك ، ولا يعجبهم أن نتطرق إليه . وحتى عندما نريد أن نذكر به ـ فقط من أجل التذكير ـ يعتبرون ذلك من باب المن والتباهي وترديد الأقوال . ولكن لا بد أن أشير أن هؤلاء الذين يرهبوننا اليوم بما يكدسون من سلاح ، عندما حاولوا أن يستعرضوا عضلاتهم لما هاجمونا واجتازوا حدودنا في حرب الرمال سنة 1963 وفي معركة أمكالا سنة 1976 وجدوا مالم يكونوا يتوقعونه ، وهم وحدهم يعرفون ما لحق بهم من خسائر . ولعل هذا « التأديب « الذي لقوه هنا وهناك ، هو واحد مما جعلهم يحقدون على المغاربة ، ويتحينون الفرص للكيد لهم ، والإساءة إليهم ولو أدى دلك إلى زرع الكيانات المصطنعة ودعمها بكل الوسائل والإمكانيات

.

وحتى قبل ذلك ، كان المسؤولون الجزائريون ، هم وجاليتهم يعيشون بيننا في هاته الربوع قبل تحرير وطنهم ، يبثون روح التفرقة والضغينة والشقاق بين المغاربة والجزائريين ، وذلك بدعوة أفراد جاليتهم داخل الخلايا السرية ، إلى مقاطعة المغاربة تجاريا وحرفيا ، والاقتصار على التعامل فيما بينهم . كان ذلك والمغرب يحتضنهم ، ويقدم لهم المساعدات

.

عشت تلك الفترة ، وواكبت تلك الظروف . وتفسيري أن المسؤولين الجزائريين في ذلك الوقت ، كانوا يرغبون في خلق دويلة لهم في قلب الدولة المغربية ، أرادوا أن يتصرفوا كيفما يحلو لهم ، يقتلون ويعدمون من شاءوا ممن كانوا يعتبرونهم خونة مارقين ولوكانوا مغاربة ، ويتحركون بالبدلات العسكرية داخل المدن والقرى وفي الأرياف ، ويمتشقون السلاح علانية ، ويفعلون ما يشاءون دون أن يقبلوا التدخل من أحد .. الأمر الذي لم يكن مقبولا ، إذ كان يخلق إحراجا للمسؤولين المغاربة ، خاصة وأن استقلال البلاد كان ما زال فتيا ، وأن المرحلة صعبة تقتضي استتباب الأمن ، في وقت التجأ فيه البعض إلى الانتقام وتصفية الحسابات ، وإحداث القلاقل والاضطرابات

.

فلم يعجب مسؤولي الجبهة أن يساعدونا على العودة بالوطن إلى الاستقرار ، ونشر الأمن ، وإشاعة الهدوء والطمأنينة ، بعد معركتنا نحن ضد الاستعمار ، وتعود المواطنين على حمل السلاح واستعماله ، وعدم الانضباط ، وخلق المتاعب بأي شكل من الأشكال لإدارة الاستعمار

.

وهاته أخرى ، مما جعل هؤلاء المسؤولين يحقدون علينا أيضا ، ولا ينظرون إلينا بعين الرضا ، لأنهم اعتبروا ذلك تضييقا عليهم ، وخنقا لتحركاتهم

.

ويرفض القادة الجزائريون استحضار المواقف المخزية والباعثة على الخذلان التي وقفوها من المغرب والمغاربة . فقد وقف المسؤولون المغاربة موقفا يتسم بالنبل والشهامة والروح العالية ، عندما رفضوا الحسم في قضية الحدود مع المستعمر ، والجزائر ما زالت ترزح تحت قيود المحتلين ، وأبوا إلا أن يتم ذلك مع الأشقاء الجزائريين ، عندما يسترجعون حريتهم واستقلال بلادهم . كان هذا بالاتفاق مع مسؤولي جبهة التحرير الوطنية التي تحملت مسؤولية تسيير شؤون البلاد فيما بعد ، والكل يعلم أن فرنسا اقتطعت من وطننا : كلا من القنادسة وتوات وكلوم يشار وتندوف وغيرها من الأراضي في الصحراء الشرقية ، وألحقتها بالقطر الجزائري . لكن زعماء الجزائر قلبوا ظهر المجن للمغاربة ، عندما أنعم الله عليهم بنعمة الحرية والاستقلال ، ورفضوا أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات ، لطرح قضية الحدود وتصفيتها كما كان الاتفاق ، معتبرين ذلك إرثا من بقايا الاستعمار ، لا يطرح ولا يناقش بالمرة ، وهو موقف لا ينم عن كرامة النفس واحترام التعهدات

.

وعلى ذكر الحدود ، صرح مؤخرا أحد المسؤولين الجزائريين السابقين ، بأن عملية فتح الحدود بين القطرين يستفيد منها المغرب وحده ، ومعناه : لتبق الحدود مغلقة حتى لا يستفيد المغرب من فتحها . وهو قول يعطي الدليل دائما على ما تنطوي عليه نوايا هؤلاء من حقد دفين ، وكراهية سافرة تجاه المغاربة ، ومن قصور في التفكير ، وانحسار في بعد النظر . فهاته الغشاوة التي أصابت الأبصار لم تسمح لهم بالنظر إلى المسألة من أي زاوية من الزوايا ، حتى من جانبها الإنساني . فالعلاقات العائلية وراء الحدود في كلا الجانبين ، وأواصر المصاهرة ، قوية ومتينة ، وعندما تكون هنا أو هناك مناسبات تكتنفها الأحزان ، أو تتخللها الأفراح ، نجد الأشواق تشتد ، والحرقة تتقوى للالتحاق بالأهل والأقارب لمشاركتهم أفراحهم وأتراحهم . لكن كيف التواصل ؟ الرئيس بوتفليقة سبق له أن أعلن في إحدى خطبه أنه لا يغيب عنه هذا ، ويعرف أن هناك كثيرا من الأفراد والعائلات يجتازون الحدود ، والحدود رسميا مغلقة ، من أجل تبادل الزيارات والتواصل بين الأقارب في مثل هات المناسبات . وأنا أعتبر تصريح بوتفليقة تصريحا خطيرا له تبعاته ، باعتباره رئيس دولة يقر هنا بخروقات قانونية من هذا الحجم ، ويؤكد علمه واطلاعه على معاناة أناس يتحرقون شوقا وألما ، سواء كانت المناسبات حزينة ، تجرعت فيها العائلات مرارة الموت ، أو مناسبات أخرى تقتضي لم شمل أفراد العائلة من أبناء وإخوة وأخوات

.

كنت أعرف الرئيس بوتفليقة أيام الشباب ، عندما كان يؤويه منزل والده بطريق ندرومة ، وعندما كان يحلو له أن يخرج إلى ساحة سيدي إدريس ، ويعجبه أن يولي ظهره لعمود كهربائي من الحديد في زاوية من الساحة ، ويستعرض المارة في غدوهم ورواحهم . وكنت أحييه ويحييني وأنا ذاهب أو راجع من المدرسة . أحيانا أقف أتجاذب الحديث وإياه لبعض الوقت ، في بعض المواضيع . وأشهد بأنه كان مثال اللطف والوداعة وحسن الخلق . كان ودودا منسجما مع رفاق له من المغاربة انسجامه مع أصدقاء آخرين من الجزائريين ، ولو أنه كان يميل إلى الانطواء والعزلة

.

لقد احتفظ لي أخي في البومه بصورة لبوتفليقة ، وسط مجموعة من الأهل والأقارب والأصدقاء ، يوم خرجت من السجن في شهر يناير من سنة 1956 . لقد كانت زيارته لي بهاته المناسبة ، وهو ما يدل على طيبوبته ، والمحافظة على علاقاته مع أصدقائه ورفاقه . ويوم استدعته جبهة التحرير الوطني للالتحاق بجيش التحرير صحبة عدد من الرفاق كان لهذا الفراق وقع في نفوس محبيهم وعشرائهم ، لأن كل من «يطلع لجبل « كما كنا نقول ، ويلتحق بالجيش مصيره يبقى معلقا ، هل يعود ونلقاه مرة أخرى أم تحصده آلة الحرب كما حصدت كثيرا من خيرة الشباب الجزائريين

.

هذ ا الرجل الذي كان في مثل هاته الأخلاق وهاته الوداعة والطيبوبة ، وكانت له هاته العلاقات الطيبة والحميمة مع عارفيه في وجدة التي ولد فيها وترعرع ، واغترف من حياض معارفها وعلومها في المدرسة الابتدائية ثم في الثانوية ، ودرج في أزقتها وشوارعها ، لا أدري كيف تحول إلى شخص آخر ، وتنكر لكل ما كان يربطه بهاته المدينة من ذكريات وأصدقاء وأقارب . للعلم ، فبوتفليقة كانت له أخت متزوجة بمغربي من العائلات الوجدية وتوفيت رحمها الله ، زوجها ما زال حيا يرزق مع الأبناء الذين خلفتهم منه

.

بوتفليقة يتشدق اليوم بأنه صاحب مبادئ وقيم وأخلاق عندما يكون الموضوع يتعلق بالصحراء المغربية ، ولكنه ينسى أنه فوق الأرض التي اغتصبت منا ، ويديرها ويؤوي فيها جماعة الانفصاليين ما زال هناك مغاربة معتقلين مند أزيد من عقدين ، يعيشون تحت نيران العسف والاضطهاد ، وهي فترة تجاوزت الأرقام القياسية لمعتقلي الحرب ، في الوقت الذي حرر المغرب نحو ألف ومائتين من رجاله ما بين جندي وضابط ، هاجمونا في عقر دارنا واعتدوا علينا في أمكالا . أطلقهم المغرب بتدخل من بعض قادة الدول الصديقة والشقيقة ، في حين لم تنفع معه هو ، لا النداءات المتكررة من طرف منظمات عالمية وشخصيات لها وزنها ، ولم تستيقظ في جنبيه عاطفة نحو هؤلاء الذين يقاسون داخل سجون البوليزاريو

.

ويظهر أن اليأس داخل كثيرا من نفوس المتتبعين في إقامة اتحاد لدول المغرب العربي ، مع مسؤولين بالجزائر هاته أخلاقهم ، وهاته تصرفاتهم ، وهاته عقلياتهم . والواقع أنه لا يمكن أن ننتظر ممن يدفعون بمواطنين من قطر شقيق لاقتطاع أراض من وطنهم ، ويشجعونهم على الانفصال بكل وسائل الدعم ، ويعملون على تجزئة الأوطان وخلق الكيانات ، لا يمكن أن ننتظر من هؤلاء لم شمل الشعوب ، والسعي إلى اتحادها وتوحيدها . لقد اختار بوتفليقة ليلة انعقاد القمة المغاربية لينسف الجمع بالرسالة التي وجهها إلى البوليزاريو ، وضمنها العبارات الحاقدة والناقمة . إن ذلك ومن غير شك يدخل في استراتيجية مضبوطة ومدروسة

.

يبقى على المسؤولين المغاربة أن يراجعوا أنفسهم من قادة الجوار ، الذين برهنت الأيام أن حساباتهم تجاه المغرب والمغاربة لا تخلو من خلفيات ، ومواقف غير بريئة ، كما أن على مسؤولينا أن يعملوا كل ما فيه تقوية للجبهة الداخلية ، وتعزيز لوحدة الصف الوطني ، باتحاذ التدابير التي تعيد الثقة للمواطن ، وترفع من شأنه ماديا ومعنويا . وحتى المدن والقرى المتاخمة للحدود ، علينا أن نعيد النظر بجد في الأوضاع التي تعيشها ، فتجارة التهريب التي يستفيد منها البعض وتضر البعض الآخر، وتعمل على تخريب الاقتصاد الوطني ليست بالتجارة المعول عليها ، ما دامت قائمة على أسس هشة ، وبإمكان الجزائريين في إطار استراتيجيتهم للإساءة إلى المغرب أن يجندوا كل طاقاتهم في أي وقت من الأوقات ولو لبعض الأيام والشهور ، بتشديد الحراسة بالحدود ، ومنع المواد المهربة ، قصد خلق مشاكل واضطرابات بالأسواق ، ولدى المتعاملين في هذا المجال

.

ثم لا ينبغي ـ وهذا مهم أيضا ـ أن نمني النفس دائما بفتح الحدود ، فالقادة الجزائريون ـ كما قلت ـ يعتبرون أننا وحدنا المستفيدون من فتحها ، لذا يريدون أن تبقى على حالها نكاية فينا ، وحرمانا لنا ، وتأزيما لأوضاعنا التجارية والاقتصاية كما يتصورون

.

فهل نعطي الأمر ما يستحق من عناية ، ونضع المناطق الحدودية في دائرة الاهتمام ، بإعطائها شيئا من الامتياز والتفضيل ، وإخراجها من هاته الأوضاع التي أصبحت فيها تجارة التهريب هي السائدة . أملي ألا يعتبرني الرئيس الصديق بوتفليقة قاسيا أو متشائما مغاليا ، فهو يعرفني ، ويعرف صراحتي ومحبتي للمغرب الكبير

.

عن جريدة العلم

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *