الدعوة إلى شطب عقوبة الإعدام حق أريد به باطل

تعالت الأصوات مؤخرا هنا وهناك مطالبة الدول التي تتبنى عقوبة الإعدام بإلغائها وشطبها من الدساتير ؛ وآخر الدعوات مؤتمر عقد لهذا الغرض ؛ ويرجو أصحابه أن تثمر جهودهم لإيقاف إعدام الممرضات البلغاريات المحكوم عليهن بالإعدام في ليبيا ليس غير ؛ وكأني بالمؤتمر لا يستهدف غيرهن علما بأنه ركب قضية شنق الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله فجر العيد لذر الرماد في العيون العربية الإسلامية المستنكرة لهذا الإعدام بطرقة بشعة ومهينة لمشاعر المسلمين بما تضمنته من التشفي والنكاية والشماتة من خلال تنفيذ الحكم الأمريكي الجائر على يد العمالة والخيانة الشيعية. وكلامي هذا قد لا يرضي طائفة من إخواننا الذين ما زالوا يحسنون الظن بالغرب البغيض ؛ وما زالوا لا يفرقون بين التظاهرات الشعبية المحدودة العدد في الغرب التي تدين الحضارة الغربية في بعض ممارساتها وبين تزكية أغلبية الغربيين لحضارتهم على علاتها. إن خروج بضع عشرات من الناس في الغرب وبينهم عرب ومسلمون لإدانة ممارسات لا إنسانية كممارسات معتقلات أمريكا من قبيل كوانتنامو وأبي غريب وقندهار ومراكز التعذيب والاستنطاق والاختطاف التابعة لأجهزة المخابرات…إلى آخر الممارسات الوحشية الهمجية لا يحسب للغرب وإنما يحسب عليه ؛ ويعتبر خروج هؤلاء بمثابة حيلة لاستغفال العرب والمسلمين ولإظهار الوجه الحضاري المقنع الذي يخفي الوجه البربري الهمجي الذي لم يعد خافيا إلا على مغفل أو غافل أو ضحية سذاجة لا تغتفر في هذا الزمان.
قد يهش إخواننا لقرار مؤتمر إسقاط عقوبة الإعدام نظرا لفرط عاطفة جبل عليها العرب والمسلمون خصوصا عندما تصدر من الغرب الذي ما عهدنا فيه غير القسوة في استعماره السابق والحالي ؛ وقد ينسى هؤلا ء ازدواجية المعايير التي تطبع الحضارة الغربية ؛ فتجعل نفس القرار يأخذ قيمتين متناقضتين باعتبار الجغرافية العربية الإسلامية والجغرافية الغربية إذ يحل للإنسان الغربي ما يحرم على الإنسان العربي المسلم.
إن عقوبة الإعدام عبارة عن موروث أنساني حضاري بغض الطرف عن ظروف وملابسات تنفيذها من حيث استغلالها من طرف فئات معينة ؛ فهي القضية التي تجوز تسميتها بالحق الذي يراد به باطل بامتياز. ولعل الإشكال الذي تثيره هذه القضية يبدأ أولا بالتسمية ؛ ذلك أن كلمة عقوبة تختلف من حقل ثقافي لآخر ؛ فهي عند البعض توحي بسيادة روح الانتقام بين البشر ؛ وعند البعض الآخر هي وسيلة لصيانة أرواح البشر.
والأديان تقف موقفين متضاربين من هذه القضية حسب طبيعة هذه الأديان من حيث كونها وضعية أو سماوية . والذي يهمنا كمسلمين هو وجهة النظر الشرعية الإسلامية في القضية .
إن الإسلام لا يستعمل كلمة إعدام لأنها تفيد الزوال الذي لا رجعة بعده وهذا يوحي بظلال عقدية ليست من ظلال الإسلام ؛ والكلمة من العدم وهي تقابل الوجود ؛ ولعل أصحاب الديانات التي لا تقر بالعدم الذي تقر به الدهرية صاحبة شعار : ( نموت وما يهلكنا إلا الدهر) تودع الخاضع للإعدام بطقوس وعبارات تبعث في نفسه الأمل على الاستمرار في حياة أخرى أفضل من حياته التي توقفت ؛ وكان الاستثناء الوحيد والذي سيبقى يتيما في التاريخ هو توديع الشيعة الروافض للشهيد صدام حسين الذي لا نزكيه على الله عز وجل بعبارة إلى جهنم بمعنى صودرت منه الحياة عاجلا وآجلا حسب عبارة الشيعة ؛ والحمد لله أن الأمر بيد الله ؛ إذ لو كان بيدهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن.
لقد سمى الإسلام عملية الإعدام تسمية شرعية توحي بالعدالة عندما جاء في الذكر الحكيم : ( النفس بالنفس) بمعنى إزهاق النفس ظلما يواجه بإزهاقها قصاصا لأن شريعة الإسلام هي : ( ولكم في القصاص حياة) فالحرص على حياة الناس هو تخويف المتجاسرين على إزهاق الأرواح بإزهاق أرواحهم مقابل ذلك لردعهم ؛ ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتدخل الله عز وجل لإدانة القتل باعتباره جريمة ضد الإنسانية قاطبة :(من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) لهذا لا تغتفر هذه الجريمة في دين الله عز وجل لقوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما).
إن القتل في الإسلام والكلمة تعني نهاية الحياة الأولى ولا تعني النهاية الأبدية كما توحي بذلك كلمة إعدام لايكون إلا بالحق لقوله تعالى : ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) فالأصل في القتل في الإسلام التحريم وهو بذلك استثناء مشروط لا يجوز إلا بحق ؛ والحق هو شريعة القصاص التي وضعت لصيانة الأرواح ؛ وحتى في حالة الحرب يكون القتل حقا ومشروعا في حال المواجهة لأنه يتوخى رد إزهاق الأرواح التي هي نية الطرفين المتقاتلين والذي يرى كل واحد منهما أن الحق إلى جانبه.ولهذا كان شرع الله عندما يكون القتال بين المسلمين أن القاتل والمقتول في النار ؛ وقد استغرب الصحابة أمر دخول المقتول النار فشرح لهم النبي صلى الله عليه وسلم القضية باعتبار نية المقتول الذي كان هو الآخر يريد إزهاق روح قاتله إلا أن الظرف لم يسعفه ؛ ومن أجل ذلك تبنى الإسلام شعار هابيل بن آدم : ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ) لقد أكدت هذه الآية إن القتل ظلم مهما كانت جهته فاعلة القتل أم مفعول بها أما قتل الأسير فظلم في شريعة الله لا يغتفر.
إن إلغاء القصاص حتى لا نقول عقوبة الإعدام كما تقول الشعارات الحالية هو تعطيل متعمد لشرع الله
من طرف القوانين الوضعية التي فشلت في صيانة الحياة البشرية بسبب الحروب الظالمة التي يشعلها الغرب خصوصا في بلاد العرب والمسلمين. ومعلوم أن تعطيل شرع الله عز وجل ظلم لقوله تعالى : (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ).
انه لمن الظلم أن تزهق الممرضات البلغاريات أرواح أطفال أبرياء عمدا وتعقد المؤتمرات وتعلو الصيحات من أصحاب المعايير المزدوجة لتبرئة ساحتهن ؛ ومن الظلمات وليس الظلم فقط أن تعمد إسرائيل إلى تقتيل المسلمين في فلسطين خلال خمسة عقود أو يزيد وفي لبنان ولا تعتبر جرائمها جرائم ولا تساوي شيئا أما ما يسمى بالمحرقة التي لا زالت أمرا يتأرجح بين الحقيقة والخيال ولم يحصل إجماع حوله ولا تأكيد له من جهة محايدة إذ الخصم والحكم واحد ؛ بل إن منكر المحرقة أعظم جريمة من جرائم اليهود المؤكدة بالصور الحية الناطقة.
ومن الظلمات أيضا أن تزهق الأرواح في أفغانستان والعراق والصومال ولا تعتبر جرائم إلا أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
سينعق الناعق الشيعي الرافضي كعادته وهو يتتبع ما أكتب بالشتم والسباب لأنه لا يملك حجة ولا يعرف حوارا ولا يسعفه علم وما ينبغي له وما يستطيع ؛ فيقول ما بال الدجيل ؟؟ ليبرر إزهاق روح صدام ؛ فأقول له ماذا كانت نية أهل الدجيل ؟؟ ألم تكن لهم نية إزهاق روحه أيضا وبأمر من عدو خارجي كان يتوخى قلب ميزان القوة في المنطقة بقتل عدوه ؟؟ ولعل أهل الدجيل سيبعثون على نواياهم بموجب القاتل والمقتول في النار إذا غاب الحق ؛ وبموجب ولكم في القصاص حياة إذا ثبت الحق. وأرد له سؤاله بسؤال مماثل ما بال أرواح أهل السنة التي تزهق بأمر من عدو الله وبتنفيذ الخيانة والعمالة الشيعية ؟؟؟
إن إلغاء عقوبة الإعدام مجرد وصفة اشهارية تريد إعطاء تبرير للنظام الليبي الذي ما زال يتلكأ في تنفيذ عدالة القصاص بل وأصبح يساوم في القضية بإطلاق سراح أسير لوكربي وما أسير لوكربي إلا مسرحية هزلية استنزفت بموجبها ميزانية أمة تكفي ليعيش شعب الصومال عيشة كريمة لو كان الأمر بغير يد عقيد مخبول يقول ما لا يفعل ويكبر مقت الله عليه بسبب ذلك .
قد آن الأوان لنقول للظرفاء من أهل الغرب الذين يلبسون أقنعة الحضارة الراقية وخلفها الحقيقة البشعة وهي الهمجية والبربرية ؛ عندما تزول أقنعتكم يمكننا حينئذ أن نحاوركم في قضية القصاص كما نسميها؛ وعليكم أولا بإقناع ساستكم الجهال بوقف المظالم وستجدون ديننا الحنيف في مستوى ما ترغبون فيه من سلم وسلام ومحبة وأخوة
Aucun commentaire
إن مطلب القضاء غلى عقوبة الإعدام مطلب قديم رفعته كل المنظمات الحقوقية عبر كل اقطار العالم وهو مطلب لم تاحد به اغلب الدول إلا مرغمة تحت ضغط هده المنظمات التي في اغلبها دات ثقافة مناهضة للغرب . إن أمثال هؤلاء الدين يناظلون مند مدة طويلة هم من الدين اكتتووا بقسوة المعتقلات وعاشروا المحكوم عليهم بالاعدام وسبروا نفسياتهم بل كثير منهم ظلموا ولم يقترفوا أي دنب.إن مداخلتك مع الأسف متخلقة وتنم عن حقد دفين لكل ما هو حقوقي .الشرفاء تكلموا في سنوات الرصاص اما انت من الأفضل أن تريحنا من ترهاتك.
Dear mohamed.
Thank you very much for your interesting and extremely informative article. Go ahead ALLAH MA’AAK.
ما نريده قي بلداننا الاسلامية هو تطبيق الشريعة الاسلامية.كيف يمكن مقارنة قانون البشر الدين تتغلب عليهم الأهواءوالنزعات بشريعة رب البشر الدي يعلو ما يصلح لعباده في معاشهم ومعادهم.لمادا نتبع الغرب في كل ما ينادي به أليس لنا كياننا المستقل ? jتبا لقوم باعوا دينهم ودنياهم لأعدائهم.
إلى المتتبع الذي لم يحسن التتبع ؛ عندما تحدث صاحب المقال عن عقوبة
الإعدام لم ينطلق من فراغ وإنما عالج الموقف الحالي بناء على رؤية
شمولية لفكرةإلغاء هاته العقوبة٠٠ لاتنس أيها الكريم الملابسات الدولية
التي تحيط بطلب الإلغاء ،أقلها قضية البلغاريات والضغوط التي تمارس
على ليبيا ٠إن العالم الحاقد على كل من هو شريف يبتز التنظيمات الدولية
إبتزازا ونحن نثق بهم ٠ وتوقيت المطالبة بالإلغاء ليس إستجابة للنداء ات
التي ذكرت وإنما عملية تهريج مضللة وسيستفيد منها غيرنا٠
ـ متتبـــــــــــــع من جرادة٠
الركب يتقدم وانتم تجروننا للخلف
الى المتتبع
أنت لست ملزما بقراءة تراهاتي كما سميتها و الجريدة أمامك مفتوحة فاكتب تراهاتك وأرحنا من تراهات تعيقاتك والقضية في غاية البساطة
الى صاحب العربة
ان عربتك التي تريدها السير الى الامام قد وصلت الى كوانتنامو وأبي غريب وقندهار والى تهويد القدس واحتلال العراق وأفغانستان والسيطرة على كل الموارد وأنت اما غافل نائم لا تدري ماذا يحدث حولك أو منخرط في اللعبة عن طريق العمالة
عربتك يا سيدي لها اتجاه واحد هو الاسلام فاركب معنا أو كن معهم كما قالوا هم من قبل من ليس معنا فهو ضدنا لقد كسد سوق العلمانية في بلاد الاسلام فابحث لها عن سوق