مجتمع / صحراويو وجدة Société : Les sahraouis d’Oujda
لعل الدافع الذي حفزني على كتابة هاته السطور حول صحراويو وجدة هو ردة فعل الإستاد الحجازي(2) بخصوص مقالة (بالفرنسية) موضوعها »فران السوق » كانت قد نشرتها وجدة سيتي و التي أثنى فيها الأخ الكريم على بوجمعة والسحروي(تصغير لكلمة صحراويي) وهما بالمناسبة من أصول صحراوية و قد كانا وقتها (أوائل الستينيان) مستخدمين في دلك الفرن الأسطوري الذي كان وجهة العديد من اسر المدينة العتيقة وخارجها لطهي خبزهم « كعكهم »وحلوياتهم.
معرفتي الأولى الحميمة بهده الشريحة المجتمعية « الصحراوية »- إن صح القول- تضرب جذورها في طفولتي المبكرة حيث كانت تقطن حينا »درب السبيطار »و كلهم على ما اعتقد كانوا أبناء العمومة الخالة والخال.
كانت تجمعهم روابط الدم و كذ لك تآزرهم في مواجهة ضيق اليد و العيش.
وانا اكتب هاته السطور ينتابني شيء من النوستالجيا واتدكر في خشوع و احترام وجه مي فضيلة الوضاء الحاجة ما ما القصيرة وكدا صبرها و »تقديسها » للشرفاء كما اتدكر في نوع من الحنو خشونة فاطمة و عضلاتها المفتولة و كدا شاعرية عيناي رحمة الهادئة.كما ادكر وداعة السحروي وشقاوته أيام سيد الميلود وهو يفرقع في نشوة سادية « محارق سبليون » وبعدها « قراطيل الكربيل » كما كانت هنالك شريحة من أبناء الصحراء تزور حينا أيام الصيف الحارة ألا وهي شريحة بائعي الماء(الكرابة) أد كانوا يرتادون على بئر مائه من العذوبة والبرودة بمكان قد وضعه احد المحسنين رهن إشارة صحراوة الحي وأبناء عمومتهم الصيفيون.و قد يذكرني د كر هؤلاء بمصادقة احدهم أد كنت أساعده في ملئ قربته و شد صنبورها النحاسي في فمها بخيط متين وأخيرا حملها معه ثم تثبيتها على جانبه الا يمن ليهم بعدها في حزم و ثبات نحوالسوق-كما كنا نقول-.اماعندما يشرف الصيف على نهايته كنت أصادف هؤلاء الزوار الموسمين عند « الكزارة » يتزودون بأكوام من الشحمة البيضاء المملحة التي هيأت خصيصا لهم ليحملوها لبيوتهم عند رجوعهم لان ليالي الشتاء الصحراوي باردة قاسية.
لعل سر تواجد الصحراويين بين أهل وجدة قرونا طويلة مرده إلى كون الشريحتين تتقاطعان في عدة قواسم مشتركة يمكن إيجازها في الصدق العهد التواضع الحفاظ الديني و عزة النفس لقد وجد أبناء الصحراء الجنوب الشرقي المغربي وحتى ثخوم طا طا ضالتهم بين ظهران أبناء وجدة الدين ارتاحوا إليهم وصادقوهم وأحبوهم إلى درجة الانصهار و الذوبان فيهم.
لقد تأقلم صحراويو وجدة مع محيطهم الجديد بسرعة غريبة و مدهشة فكان استقرارهم أول الأمر بإحياء المدينة العتيقة مع الجيران ثم مع تحسن أوضاعهم المادية استقلت هاته الأسر في دور مستقلة .
أما الصحراويون الآخرون الدين نزحوا إلى حظيرة وجدة من بعد و في هجرات متتالية فلم يجدوا بدا من السكن في أحياء شعبية خارج أصوار القصبة كحي امباصو مولاي الميلود الحي الجديد…هكذا كانت و ما زالت علاقة الصحراويين بوجدة و وجدة بالصحراويين علاقة جدب و اجتذاب وحب صامت.فادا خيرت أحدا من أبناء الصحراء العيش مثلا في وجدة ومدينة أخرى أكثر جاذبية فأكيد أن قلبه سيميل لا محالة إلى مدينة الإلف سنة لان وجدة كانت وستبقى ابد الدهر تلك المدينة-إلام التي تطعم من جوع وتؤمن من خوف
فهنيا لوجدة بصحراوييها البررة الدين تألقوا باسمها في جميع القطاعات من تعليم، اقتصاد، طب، رياضة وفنون و دافعوا عنها في المحافل الوطنية والدولية رافعين شعار: « وجدة مدينتيٍٍٍ ،وجدة هويتي »




Aucun commentaire