الاحتجاجات الاجتماعية بسيدي بوزيد في تونس تدخل يومها السابع، ومسيرات تضامن في باريس ولندن لدعم مطالب المتظاهرين.
تاتي هذه الاحتجاجات بعد الحادثة الثانية و مع حالة توتر دخلت يومها السابع في المحافظاة منذ إحراق شاب معطل نفسه الجمعة الماضي احتجاجا على حرمانه من بيع الخضار والفواكه.
وقال عطية العثموني الناطق باسم اللجنة الجهوية التي تم تشكيلها لمتابعة الأحداث بسيدي بوزيد، إن مسيرات جابت الأربعاء مدينتي الرقاب و »منزل بوزيان ».
وأضاف أن المشاركين في المسيرات طالبوا بإطلاق سراح كافة معتقلي الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت الجمعة الماضي.
ولم يكشف العثموني عن مآل الاتصالات مع ممثلي السلطات المحلية بشأن مطالب المتظاهرين، وهي التحقيق في ملابسات إقدام الشاب محمد بوعزيزي على إحراق نفسه والمطالبة بالحق في التشغيل والتنمية في الجهة.
ومن جهتها نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن النقابي محمد فاضل قوله إن مئات المتظاهرين الغاضبين أحرقوا مبنى معتمدية منزل بوزيان (التابعة للمحافظة) بالكامل.
وأضاف أن المتظاهرين « يحاصرون مركز الحرس الوطني (فرع من قوات الأمن) بالمدينة ويحاولون اقتحامه، وهو ما اضطر قوات الأمن إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء لمنعهم من ذلك ».
وأضافت الوكالة –حسب شهود عيان- أن المصادمات العنيفة تجددت واندلعت أعمال شغب الليلة الماضية بمدن أولاد حفوز وسيدي علي بن عون والرقاب والمكناسي، بعد أن شهدت هدوءا نسبيا في اليومين الأخيرين، مضيفة أن الشرطة أطلقت الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين في بعض هذه المدن.
ونظم محامون بمحافظة القصرين -حسب الوكالة- وقفة احتجاجية تضامنا مع سكان محافظة سيدي بوزيد.
نبيل الريحاني: إلى هذه الحدود وصل الاحتقان الاجتماعي والأمني في مدينة سيدي بوزيد الواقعة في الجنوب التونسي، اشتباكات بين متظاهرين من جهة وقوات الأمن التونسي في الجهة المقابلة، في النتائج الأولية عدد من الإصابات وأخبار عن حملة مداهمات واعتقالات أما في الأسباب فإقدام شاب عاطل عن العمل من حملة الشهادات العليا على إحراق نفسه بسبب ما قيل من مضايقة موظفي التراتيب البلدية لمساعيه للاسترزاق من عمل بسيط، معاملة قاسية دفعته للتشكي عند السلطات المحلية ولما تجاهلت معاناته استسلم للحلول اليائسة، لم يوقد النار في نفسه فقط وإنما كذلك في نفوس عدد من مواطني المدينة الذين تجمعوا أمام مقر المحافظة وأعلنوا أصوات الاحتجاج الاجتماعي على ما يقولون إنه تهميش لمدينتهم وتناس لها في برامج التنمية الحكومية. هذه هي الجمهورية التونسية بلاد الخضرة والشواطئ التي يصطاد سحرها ملايين السياح سنويا، سياسة اقتصادية تبنتها الحكومات المتتالية فخلقت هوة تنموية بين مدن الشريط الساحلي ومدن الداخل الغربي ورغم محاولات تلك الحكومات التخفيف من تلك الهوة ظل الحديث مستمرا عما سمته الحكومة التونسية نفسها مناطق الظل، مناطق يعرف بعضها مظاهر حرمان وتفشي البطالة إلى مستوى أشعل اضطرابات تحملت السلطة عبء إخمادها معتمدة على أذرعها الأمنية في البداية ثم بعد ذلك على وعود بمشاريع تنموية تستدرك بها تلك المناطق ما فاتها من ثمار مجهود التنمية الوطني، لكن تكرار الاضطرابات أثار السؤال عميقا حول منابعها الاجتماعية وكيفية تعامل النخب السياسية مع تفاعلاتها فقد وجد فيها كثير من المتابعين إحراجا للسلطة ومعارضيها على حد سواء، سلطة يشتكي قسم من مواطنيها من استبعادهم من التمتع بمزايا ما سماها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ذات يوم بالمعجزة الاقتصادية ومعارضة متهمة بركوب موجة الاحتجاجات وتوظيفها في معركتها مع السلطة وبينهما مواطن لا يريد في كل ذلك سوى قدر من الخبز وكثير من الاحترام لكرامته، ربما كانت تلك أهم رسائل غضبه فهل قرئت يا ترى؟
…………………………………………….
كما قام شاب آخر بتعريض نفسه لصعقة كهربائية
أعلنت مصادر نقابية في سيدي بوزيد جنوبي العاصمة التونسية أن شابا ثانيا أقدم على الانتحار مساء الأربعاء أمام مقر معتمدية سيدي بوزيد الغربية، في وقت تحدثت فيه الأنباء عن تجدد أعمال الشغب والمواجهات العنيفة بين الشرطة ومئات المتظاهرين في عدد من مدن المحافظة.
ونقلت جريدة الشعب الناطقة باسم الاتحاد العام التونسي للشغل عن مصادر نقابية في المدينة أن الشاب حسين الفالحي أقدم على الانتحار احتجاجا على وضعية البطالة التي يعيشها.
ومن جهتها ذكرت وكالة الأنباء التونسية في بيان نشرته مساء الأربعاء أن الشاب لقي حتفه « بعد سقوطه من أعلى عمود كهربائي »، وأنه « تعرض إلى صعقة كهربائية بعد ملامسته أسلاكا بقوة 30 ألف فولت عند بلوغه أعلى العمود ».
وأشارت الوكالة إلى أنه « توفي في عين المكان رغم محاولات إسعافه »، وأن النيابة العامة أذنت بفتح تحقيق في الحادث




Aucun commentaire