هل من العيب أن تطرح قضية من القضايا عبر وسائل الإعلام ؟
في اعتقادي لا توجد قضية لا يمكن أن تكون تحت طائلة السلطة الرابعة وهي سلطة الرأي العام المخالفة لباقي السلط التي تحيط نفسها بالضوابط المانعة لسلطة الرأي العام . وليست قضية التفتيش قضية طابو أو قضية مقدسة بل هي قضية كباقي القضايا لهذا أنا لا أفهم كيف يخشى البعض طرح قضية التفتيش للنقاش عبر وسائل الإعلام كما هو حال الأخ رشيد معراض الذي دخل على الخط في النقاش الساخن الدائر حول قضية وحدة إطار التفتيش الخلافية بين فئتين من فئات التفتيش. سامحك الله يا أخ رشيد إذ اعتقدت جازما أنه حصل لي سوء فهم ، وأعوزتني المعطيات في فهم قضية لا تحتاج إلى فهم ولو أنك وقفت عند قولي سابقا : لا أحد يعارض وحدة الصف في العمل النقابي لوفرت على نفسك جهد تحرير مقال طويل عريض لشرح الواضحات .
فأنا أقدر يا أخ رشيد غيرتك على النقابة ولكن ما كل من ينتمي للنقابة يملك هذه الغيرة . وأظن أن رد الفعل عند البعض قد كشف عن المستور المبيت الذي لا يمكن تجاهله . أنت تعلم غيرتي على النقابة التي كنت أول المهللين لها يوم ولدت ، وكنت يومها عضوا للمرة الثانية في جمعية مفتشي التعليم الثانوي ، وما رضيت استبدال الجمعية بالنقابة إلا حرصا على وحدة الصف وقوته ، وما كنت أظن أن البعض سيركب هذه الوحدة لتحقيق المصالح الشخصية الضيقة .و يمكنك يا أخ رشيد أن تجزم بحسن طويتك و لكن اترك لربك سبحانه الحكم على طوايا ونوايا غيرك ولا تتحمل مسؤولية في هذا الحجم. لقد ظلت بعض العناصر المعروفة بنزقها تروج لفكرة توحيد الإطار التي لا تعني عندها وحدة الصف من أجل النضال ، و بعيد عما طرحت وشرحت بإسهاب و هوما لا يحتاج إلى شرح وتوضيح بل لغرض مبيت معروف ، وكنت دائما أحذر من أن يفجر هذا الغرض المبيت النقابة ، ولهذا الغرض نشرت مقالاتي لا لغرض خدش وحدة الصف والتفرقة كما جاء في حكمك القيمي الذي أنكرته علي و سمحت لنفسك به و عهدي بك صاحب روية. إن غيرك على النقابة يا أخ رشيد غير ما يكنه غيرك لها ممن يرى فيها مجرد بقرة حلوب لا هم له فيها إلا الحلب بطريقة مكشوفة ، وهو يظهر ما لا يبطن وأنا أعرف بخروب بلدي كما يقول المثل العامي .
فالقضية يجب أن تطرح في جموع عامة للقواعد ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وليتبين من يبكي على مصير النقابة ممن يتباكى عليها بعيدا عن المزايدات الكلامية التي لن تغير من الأمر شيء. فقضية الوحدة حمالة أوجه ولا بد لها كما قلت من فقه ، ولا أحد يماري في وحدة الصف ، فالجامعة العربية على سبيل المثال عبارة عن وحدة ولكن الشامي في شامي والعراقي عراقي ، ولن تكون نقابة المفتشين بدعا من كل التجمعات والتكثلات التي يجمه بين مختلف الفئات .وما كتبت هذا المقال للعودة من جديد إلى الخوض في قضية وحدة الإطار بل لأقول ليست قضية التفتيش قضية منزهة عن المعالجة الإعلامية ذلك أنه لم تعد قدسية لقضية من قضايا البشر بعد ثورة ويكيليكس فافهم عني أخي الفاضل رشيد فأنا بدوري أراعي الزمالة والمحبة ولكن مع الأسف الشديد يوجد في نقابتنا من لا يراعي زمالة ولا محبة ولا إلا ولا ذمة .




Aucun commentaire