من العبث ركوب الأرقام الاستدلالية لتبرير وحدة الإطار

بداية أقول لراكب جناحي النعامة في الرد على مقالاتي : لقد أوسعتني سبا وأوديت بإبلك ،لأنك إنما ترمي الكلام على عواهنه . فأنت لم ترفع لبسا ولا دفعت مغالطة ولا رددت تهمة وإنما خيل إليك من خبط أنك فعلت. وما أحسبك وأنت تنكر حجج مقالاتي وأدلتها القاطعة إلا من صنف من قال فيهم رب العزة سبحانه : ((ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون )) فأنى لهذا الصنف أن تقنعه حجة أو دليل ؟ وكان الأجدر بمن ادعى رفع اللبس ودفع المغالطة أن يقر بأنني لا أتهم المفتشين بالانتهازية والوصولية وإنما أعني أفرادا بأعيانهم من الذين يركبون النقابة لحاجة في صدورهم ولا أرمي بهذه التهمة بريئا فأكون من الظالمين . وإذا كان رامي الكلام على عواهنه يسألني عن مرجعي في اللغة فجوابي أن اللغة تؤخذ من المصادر لا من المراجع ، ومن كانت عمدته المراجع لا يعتد بما يقول عند أهل العلم .
ومصادري هي ما صح من قواميس العربية . وأنا أتحداك أن تجد كلمة شطحات العامية التي استعملها في وصف كتاباتي في هذه القواميس . وأما قولك أنني قفزت على وحدة الأرقام الاستدلالية فأنا لا أجيد القفز لسوء حظك ولكني أرى موضوع وحدة الأرقام الاستدلالية لا يمت بصلة لموضوع وحدة الإطار ، وأنا لا أعبث كما تعبث بالمواضيع ولا أرمي الكلام على عواهنه كما تفعل ، وعندي أنه لكل مقام مقال ، ولكل حادثة حديث . لقد كشفت من خلال إثارتك لقضية وحدة الأرقام الاستدلالية عن عقدتك ذلك أنك ما طالبت بوحدة الإطار إلا لغرض مادي صرف . وما دامت الأرقام الاستدلالية في نظرك موحدة فلماذا إذن البحث عن وحدة الإطار ؟ وأنا سأذهب معك أبعد من ذلك فقد يصل رقم استدلالك رقم استدلال وزير التربية الوطنية ولكن ذلك لن يغير من إطارك شيئا فستظل مفتشا مصنفا في السلك الابتدائي والوزير وزيرا وغيرك في إطاره ،أم أنك تخجل من هذا التصنيف ؟ وأما محاولتك التملص من اتهام غيرك بردود أفعال تجاوزت حدود المعقول على حد تعبيرك فقد باءت بالفشل لأنك تشهد على نفسك أنها جاءت في التعليقات على مقالك وراجت بين صفوف المخرطين وطنيا وجهويا ، فهل ترجج كفتك بكفة هؤلاء جميعا ؟ وكلهم تجاوز حدود المعقول إلا أنت ومن أنت ؟؟؟.
وأما قضية أين أثير موضوع وحدة الإطار وكيف يصنف اللقاء هل هو جمع عام أو يوم دراسي ، فالمهم أن القضية أثيرت. وأما قولك أنك لا زلت تحتفظ بالتوصيات لتقدمها في أوانها فأظن بأنك قد نسيت في مقالك السابق تأسفك على عدم توصلك بآراء في القضية ،فكيف يمكن أن تتوصل بآراء في قضية لا زلت تحتفظ بها إلى أن يحين أوان قد لا يحين .وصدق المثل العربي القائل : مورد الجهل وبي المنهل . وأراك قد تنبهت لتناقض كلامك وأنت تريد الجمع بين نقيضين وحدة الإطار والخصوصية فسقته على لسان غيرك وأنت مدرك في مقتنع بأنه تناقض صارخ ولكن أخذتك العزة بالعناد كما عهدناك دائما وأبيت إلا أن تجعل النقيضين شيئا واحد كما طير غيرك العنزة بدون جناح، وكما جمع أهل الصليب بين الأقانيم الثلاثة سفها ، فأنت معذور وصدق من قال من الرقش إلى العرش ، وشر الناس من لا يبالي أن يراه الناس مسيئا.




Aucun commentaire