عندما يتكلم الجسد يفضح صاحبه

لغة ولا كل اللغات..
لندن: جوسلين إيليا
قراءة لغة الجسد وتفسيرها وربطها بالحركات فن من أنواع الفنون، وعلم من أرفع أنواع العلوم، كل حركة جسدية ومهما كانت صغيرة تدل على موقف وحالة معينة.
لغة الجسد لغة واضحة للبعض ومعقدة للبعض الآخر، إذ من الممكن تفسيرها بطريقة خاطئة. ومن المعروف بأنه من الصعب إخفاء معاني لغة الجسد الناتجة عن مواقف معينة، وهذا الأمر ينطبق على الناس بجميع الطبقات الثقافية والاجتماعية والسياسيين والمشاهير، بحيث نجد أن الصورة خير خبر وخير دليل على حالة ووضع صاحبها.
فلم تفلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من لقطة عدسة الكاميرا الصادقة أثناء مناقشة في جلسة استماع في الكونغرس الاميركي منذ أيام بشأن العراق والمنطقة العربية، والاستراتيجية الاميركية الجديدة حول العراق من خلال زيادة عدد القوات الاميركية على أرضه. فبدت كوندوليزا رايس متوترة بعض الشيء قبيل البدء بالجلسة والرد على أسئلة الصحافيين وبعض المعارضين للاستراتيجية الجديدة، وهذا ما بدا ظاهرا من خلال سلسلة من الصور التقطت لرايس، وهي واقفة على رجل واحدة والرجل الأخرى مطوية إلى الخلف، وبدت حركاتها الجسدية غير مرتاحة ومتوترة مع إظهار تكشيرة استياء على وجهها من حين إلى آخر.
ولمعرفة خفايا حركات رايس في هذه الصور اتصلت «الشرق الاوسط» بالدكتورة نوال مشخص الطبيية في الامراض النفسية في مستشفى الامراض النفسية في جدة، للمشاركة في تحليل هذه اللقطات، التي تقول عنها د. مشخص إنها تدل على التوتر والقلق الذي يصحبه نوع من أنواع الاكتئاب، فرايس قامت باستعمال يديها كثيرا وكان حاجباها مرتفعين إلى فوق وهذه الحركة تدل على التوتر، كما أن وقفتها بهذه الطريقة تدل على أنها تمر بحالة عصبية وتحت الكثير من الضغط، وتضيف د. مشخص انه من الصعب جدا أن يخفي المرء لغة الجسد على عكس لغة الكلام، فمن الممكن أن تبقى صامتا غير أن لغة جسدك تفضحك مهما كان مستوى الذكاء متقدما ومهما علا شأنك الاجتماعي أو السياسي، كما هي الحال مع الوزيرة الأميركية كوندوليزا رايس.
فهناك العديد من الحركات الجسدية التي تعتبر من أهم الدلائل على الحالة النفسية، من أهمها حركة ونظرات العيون، فإذا كانت مبحلقة والحواجب مرفوعة إلى اعلى الجبين هذا الأمر يدل على التوتر النفسي والقلق، وعندما يقوم المرء بتفادي النظر إلى الشخص المتحدث إليه وتفادي تلاقي النظرات، هذا يعني بأن هذا الشخص يكذب، والكذب يظهر من خلال عدد من الحركات الأخرى كشد الاذن أثناء التكلم وحك الرأس. في حين يبدو الانسان الصادق هادئا وينظر إلى الآخرين بارتياح أثناء التكلم.
مما لا شك فيه أن معظم السياسيين واقعون تحت وابل من الضغط والتوتر، لا سيما إذا كانت الشخصية مؤثرة وتشارك في تحريك عجلة السلام وتدير دفة حكم في العالم. ما حصل مع رايس ليس جديدا على الساسة، إذ حصل نفس الشيء في الماضي القريب مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي أصبح موضع تحليل الاخصائيين في علم النفس الذين خلصوا إلى أنه يقوم في معظم صوره بالعض على شفتيه، وهذه الحركة تعني أنه بحاجة إلى محبة الغير وعندما يرفع حاجبيه غالبا ما يكون في حالة نفسية متوترة.
أما في حالة رايس فهي بدت من خلال هذه اللقطات متوترة وعصبية بعض الشيء لدرجة أن عيونها ترغرغت بالدموع، وهذه علامة تدل على الانفعال المفرط والمحاولة في إقناع الغير، على عكس ما يظن البعض بأن العيون المترغرغة بالدموع تدل على الافراط في إظهار العواطف الجياشة.
عن الشرق الأوسط






Aucun commentaire