صلينا يومه العشاءين جمعا وقد أمطرنا فسها الإمام في صلاة العشاء وقام بعد الركعة الأخيرة واستتم قائما فسبح أحدهم وتابع جمهور المصلين الإمام إلا أن بعض الجهلة جهلا مركبا خرجوا من الصلاة قبل خروج الإمام منها وأنكروا عليه قيامه وسجوده سجود السهو ، وتذرعوا بكون أحدهم سبح له ، وضربوا صفحا عن كونه استتم قائما . والمؤسف أن من تزعم الجهلة كان يحمل محفظة وما أظنه إلا منتسبا لقطاع التعليم ، وجادل وألح في الجدال فلما حاولت إقناعه أصر على جهله ، والجهل قبيح وهو أقبح إذا كان مركبا وكان في أمور العقيدة. وللرد على جهل الجاهل الجهل المركب أسوق ما رواه قيس بن أبي حازم فعنه أنه قال :  » صلى بنا المغيرة بن شعبة فقام من الركعتين قائما فقلنا : سبحان الله فأومأ وقال : سبحان الله ، فمضى في صلاته ، فلما قضى صلاته سجد سجدتين ، وهو جالس ، ثم قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوى قائما من جلوسه فمضى في صلاته فلما قضى صلاته سجد سجدتين وهو جالس ثم قال : إذا صلى أحدكم فقام من الجلوس فإن لم يستتم قائما فليجلس وليس عليه سجدتان ،فإن استوى قائما فليمض في صلاته وليسجد سجدتين وهو جالس  » أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/440 .