Home»Régional»الامـومـة وظيفـة ارقى

الامـومـة وظيفـة ارقى

0
Shares
PinterestGoogle+

إن من كرم الله سبحانه وتعالى على البشرية تكريم المرأة بدور الأمومة وافردها بهذا التكريم دون سواها وقد وضع الله سبحانه وتعالى هذه الغريزة في المرأة منذ نشوءها إذ نجد أن أول شيء تأخذه الفتاة في صغرها هي الدمية والتي تحاول من خلالها لعب دور الأم الصغيرة التي تحتضن طفلها …
ومن كرم الله تعالى أيضا ذلك الارتباط العضوي والنفسي الذي يتكون بين الأم ووليدها لأنه في الأساس جزء منها تكون في أحشاؤها وتغذى من دمها ، ثم ينشا في حضنها وينمو جسمه من لبنها فمن الطبيعي أن تتعلق به وان ينشد إليها ، ولا تستطيع أي جهة أخرى أن تأخذ نفس مكانة الأم وتأثيرها بل يمكن القول إن هناك برمجة غريزية أودعها الخالق جل وعلا للاستجابة والتفاعل بين الأم ووليدها . ليس في عالم الإنسان فقط بل في عالم الحيوان أيضا ..ولقد أصبح من الواضح علميا كما هو ملحوظ وجدانيا مدى حاجة الطفل إلى الحنان والعطف الذي تفيضه عليه الأم بشكل خاص حتى أن أبحاثا علمية حديثة تخلص إلى القول بوجوب وضع الوليد على تماس حسي مع الأم بعد الولادة مباشرة وذلك لأهمية هذه اللحظات في العلاقات اللاحقة بين الطفل والأم ..وطبعا يحتاج الوليد إلى الغذاء ويمكن توفير حاجته من أي مصدر لكن أي تغذية للطفل لا يمكن أن تكون بمستوى لبن الأم لا من حيث القيمة الغذائية فقط بل لما يوفره من فرصة للإشباع العاطفي ولإضافة الحنان والحب على المولود إضافة إلى ما تشعر به الأم من سعادة وسرور ونفس الشيء يقال عن الحضانة فقد يتوفر من يقوم بشؤون الطفل غير الأم لكن لا احد يوفر له ما تغدقه عليه الأم من حب وشفقة وعطف وحنان ، لذلك قرر الإسلام أولوية الأم بالرضاعة وأحقيتها في الحضانة …إن انفصال الطفل عن الأم وحرمانه من فيض حبها وعطفها يحدث آثارا سلبية عميقة في نفسه تنعكس على تشكيل شخصيته ومستقبل سلوكه وسيرته في الحياة وبإمكان الأم الواعية أن تقوم بدور كبير في تنمية معارف طفلها وزرع حب المعرفة في نفسه وتربيته على التفكير وتقوية مداركه العلمية عبر التحادث معه وإثارة اهتماماته وتشجيعه على الاستفهام والبحث ، فالطفل شديد الملاحظة والتأمل في تصرفات أمه وحركاتها ومن ثم يندفع لمحاكاتها وتقليدها . وهذه الانطباعات قد تصبح له مصدر توجيه والهام فيما يواجه من مواقف وظروف. لذلك نلاحظ أن دراسة حياة العظماء في نشأتهم والتأمل في ظروف تربيتهم العائلية يكشف في غالب الأحيان عن دور الأمهات في صناعة شخصيات هؤلاء العظماء. ولقد تحدث القران الكريم عن نبي الله موسى وظروف ولادته ونشأته في آيات كثيرة ..أما نبي الله عيسى ابن مريم فلم يكن له أب وانفردت أمه برعايته وتربيته وجاء ذكرها بالتعظيم والتقديس في القران الكريم بل خصصت صورة باسمها ﴿ سورة مريم ﴾ .
وعلى أساس هذه المقاييس فانه يمكن اعتبار الأمومة أرقى وظيفة في المجتمع البشري فهي ترتبط بإنتاج الإنسان نفسه وصنع شخصيته وذلك انجاز لا يجاريه أي انجاز ، كما أن مؤهلات دور الأمومة صفات نفسية فطرية لا يمكن توفيرها بأي ثمن ، إنها الحب الحقيقي والحنان الصادق والتحمل للعناء بكل رضا وسرور وعلى صعيد توفير البدائل نجد أن لا احد يملا مكان الأم ولا يستطيع تقمص دورها المتميز .
فالأمومة هي وظيفة أرقى والأم التي تحسن أداء هذه الوظيفة لا يمكن تثمين دورها بأي ثمن وكل إنسان مطوق بفضلها ومهما قدم لامه فلن يستطيع مكافأتها.
ومن المؤسف جدا ما يعيشه مجتمعنا في هذا العصر حيث تروج بعض الأفكار التي تقلل من قيمة دور الأمومة وتستخف به في مقابل الإشادة بالأعمال الوظيفية الأخرى وأصبحن بعض النساء يشعرن بالهامشية والتخلف والخجل إذا كان دورهن مرتكزا على القيام بمهمة الأمومة بينما الوظائف الأخرى مدعاة للفخر والاعتزاز..إن الضعف والتقصير في أداء مهام الأمومة ينعكس سلبا على شخصيات ونفسيات الجيل القادم لذلك يجب أن تهتم الأم بغرس بذور الاستقامة والصلاح في نفسية وليدها وان تسعى لإعداده للرقي في مدارج الكمال ، إنها بسلوكها وسيرتها تستطيع أن تكون نموذجا يحرص ابناؤها على الاحتذاء به ومحاكاته ، فاهتمامها بالمعرفة والتزامها بالخلق القويم وأداؤها للواجبات الدينية يخلق في نفوس أبنائها نفس هذه التوجيهات ويدفعهم للأخذ بها ..

أرجو من الله عز وجل أن يرحم جميع أمهاتنا ويوفقنا للقيام بواجب برهن وان يعين جميع أمهات المسلمين لأداء مهام التربية الصالحة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. قارئة
    14/01/2007 at 21:24

    موضوع هادف و جاد، فهذه المرة أصبت وأحسنت اختيار عما تتحدثي.
    هنيئا لك أختي على معلوماتك.

  2. شهرزاد الاندلسي
    16/01/2007 at 19:48

    شكرا اختي القارئة على اهتمامك بالموضوع …

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *