Home»Régional»حرب المسيحيين الجدد على الإسلام

حرب المسيحيين الجدد على الإسلام

1
Shares
PinterestGoogle+

كثير من المسلمين يظنون أن الحروب الصليبية قد ولت منذ زمن بعيد ؛ وأنها من أخبار الماضي ؛ وربما ظن البعض أنها مجرد أحاجي عفا عنها الزمن ؛ بل ربما اتهم من يذكرها بالتعصب في زمن القيم الإنسانية والديمقراطية والعالم الحر. والحقيقة أن هذا الاعتقاد يوقع معتقده في سذاجة لا تغتفرما دام الواقع اصدق خبرا من الظن الذي لا يغني شيئا عن الحق الأبلج.
لقد دأبت الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة حكامها المسيحيين على إعلان الحرب على الإسلام استمرارا لمسلسل الحروب الصليبية التي يريد لها بعض المحسوبين على أمتنا أن تكون في خبر كان إلى الأبد. والمسيحيون الجدد قياسا على النازيين الجدد يعرفون بعدائهم غير المسبوق للإسلام ؛ فالجدة في المسيحية كالجدة في النازية من حيث شدة الكراهية والعداء للمسلمين على وجه الخصوص.
والمسيحية الجديدة حركة عنصرية على غرار الحركة الصهيونية والحركة النازية وكل الحركات التي تتخذ من الجنس والعرق أو العقيدة المتعصبة أساسا للتعامل مع خلق الله.
المسيحية الجديدة تروم استعادة مجد المسيحية القديمة التي خاضت حروبا طاحنة مع الإسلام الذي هدد وجودها ولا زال ؛ وهي حروب الصليب والهلال التي عرفت المد والجزر عبر مرحلة تاريخية معتبرة ؛ كما عرفت بمعارك شهيرة اشتهر فيها أبطال من الجانبين.
ومن مميزات هذه الحروب أنه كلما استقوت طائفة واصلت مشوار حروب قدرها الاستمرارية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ وهي حرب سجال نتائجها مرتبطة بظروف كل عصر.
ولما كان عصرنا هذا ؛ وكانت كفة التفوق التكنولوجي لفائدة العالم المسيحي ؛ وكان لا بد أن تكون المبادرة من قلب هذا العالم حيث يوجد أكبر لوبي للمسيحيين الجدد مدعوما بأكبر لوبي صهيوني برساميل ضخمة وتكنولوجيا متطورة ونفوذ واسع.
عقيدة المسيحية الجديدة ؛ والجدة ههنا تقاس بمدى الشراسة في مواجهة العدو اللدود الذي هو الإسلام تقوم على فكرة الاستعلاء والهيمنة وهو استعلاء يعتبر بمفهوم هذه العقيدة العنصرية تحقيقا لإرادة الرب الذي وعد أبناءه بالنصر والتمكين على أعدائهم ؛ ومعلوم من هم هؤلاء الأعداء؟ وقد جعلت هذه العقيدة آية لبلوغ هذا الهدف وهي من وعود الرب أيضا نشوء دولة يهودية وازدهارها ليتحقق نزول الرب على سطح هذا الكوكب وهي أمنية كل مسيحي سواء كان جديدا أم كان قديما.
ولا تخفى الخلفية السياسية لهذه العقيدة حيث تلتقي المصالح المشتركة بين اليهود والنصارى في نقطة العداء للإسلام ؛ خصوصا وقد اخطأ الرب حسب عقبدة المسيحيين الجدد عندما خلق المسلمين وجعلهم في بقع أرضية من أغنى بقع هذا الكوكب يتنعمون بما لا يحق لهم وهم مجرد خلائق بينما لا يجد أبناء الرب ما تجده الخلائق من نعم تثير مكامن الحسد الأسود.
لقد دأبت الولايات المتحدة على التصريح دون التلميح بمواصلة الخلف المسيحي الجديد لما سنه السلف المسيحي القديم من حروب طاحنة. كانت البداية عبارة عن زلة لسان الرئيس الأمريكي التي كانت ابلغ زلة لسان في التاريخ المعاصر؛ والتي فحواها نسبة حرب الخليج لمسلسل الحروب المقدسة بالتعبير المسيحي والصليبية بالتعبير الإسلامي القادح ؛ أو الجهاد بالتعبير الإسلامي المادح.
لقد وضعت المسيحية الجديدة الإسلام في قفص الاتهام كعادتها دائما ونسبت له مخرما من مخارم التحضر وهو الإرهاب ؛ وهو مصطلح أقصى كل المصطلحات من قبيل المقاومة والجهاد ….
وهي تهمة قديمة كانت المسيحية تستعملها في حق المسلمين ؛ والإرهاب يقابل مصطلح بربرية وهمجية .
وبموجب هذه التهمة بدأ مسلسل العداء للإسلام الذي ينعت بالراديكالي غير القابل للخضوع والتكيف.
ومن خلال آخر محطة وهي التدخل السافر في الصومال يتبين العداء السود إذ أغار الطيران الأمريكي المتطور على شعب جائع تفتك به الأمراض لأن هذا الشعب أعلن العصيان عندما خرج في مظاهرات حاشدة يعلن تمسكه بهويته الإسلامية ؛ وأثبتت القوة التي رفعت شعار الإسلام قدرتها على إخراج هذا البلد الممزق من حال الفوضى إلى حال الاستقرار بعدما قضت المحاكم الإسلامية على عصابات السطو والنهب وأمراء الحرب الذين أعلنوا توبتهم وفككوا عصاباتهم إذعانا للحق.
ولما كان مشروع المسيحية الجديدة لا ينسجم مع سيادة الاستقرار في العالم الإسلامي كان لا بد من إعادة حالة الفوضى العارمة عن طريق حلفاء المسيحية الجدد وهم مسيحيون من الدرجة الثانية لسواد بشرتهم ومسلمون خونة من ذوي المصالح الشخصية الذين يقومون بدور الطابور الخامس.
لقد كانت نتيجة القصف رعاة مساكين أنهكهم الجوع ؛ ولكن العملاق الإعلامي الأمريكي الذي يحول النملة إلى فيل أو ديناصور جعل منهم فلول تنظيم القاعدة في القرن الإفريقي لكون التبرير في المستوى أمام صيحات الاستنكار من عواصم المسيحية القديمة.
إن التجربة الإسلامية مهما كانت تعتبر هدفا تترصده المسيحية الجديدة وتتصدى له بشتى الوسائل وشتى الذرائں وقد تابعنا تجربة الجزائر ؛ وأفغانستان ؛ والسودان ؛ وفلسطين وكلها اعتمدت الإسلام الراديكالي وكلها عرفت التدخل الأمريكي بطريقة أو بأخرى ؛ وأمريكا لا تعوزها حيلة ولا حلفاء وأعوان من صنف الطابور الخامس.لقد حاولت تدجين الإسلام الراديكالي واستبداله بالإسلام الطابوري ولكنها لم تفلح فكان لا بد أن تتدخل لحسم الموقف خصوصا والشماعة متوفرة وهي القاعدة والإرهاب .فكل مشروع إسلامي يمثل تهديدا للمسيحية الجديدة هو قاعدة ؛ فلو أعلنت اليابان إسلامها لطالتها تهمة القاعدة.
ليست عداوة المسيحية الجديدة للإسلام هي المشكلة بل المشكلة هي تسخير الطابور الخامس المحسوب على الإسلام ضد دينه ؛ وهو طابور يتكون من حكام وشرائح شعوب ؛ ولا يمكن للإسلام أن يخوض حربا ضد عدوته المسيحية الجديدة دون الاصطدام مع الطابورية الخامسة المتربصة به.
لقد أخذت الطابورية أشكالا متنوعة آخرها الطابورية الشيعية الصفوية الرافضة التي اغتنمت الفرصة لتفريغ كبت القرون من الحقد الدفين الذي تجلى في خنق الأمة من خلال عملية إعدام صدام الرمزية والتي كانت حكما مسيحيا جديدا في حق الإسلام وبتنفيذ الطابورية الشيعية إمعانا في اهانة المسلمين.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *