تاوريــــرت اوراش لتأهيل المدينة ولكن
تشهد مدينة تاوريرت نهضة مشهودة على مستوى بنيتها التحتية وهذا مما لايدع مجالا للشك لكن ما يعاب على الناهضين السياسيين القائمين على الشأن المحلي في هده المدينة بصفة خاصة وفي كثير من المدن المغربية بصفة عامة هو تعمدهم تغييب العنصر الثقافي او محاولة تسييسه مع العلم ان تسييس العنصر الثقافي أحيانا قد يكون فاسدا في حين يكون تثقيف العنصر السياسي الى حد ما مفيدا
رغم ان الثقافة والسياسة شيئان لايمكن الاستغناء عن احدهما على حساب الأخر وهما معا يشكلان الخيوط المزدوجة السالبة والموجبة التي تسير بجانب بعضها الى حيث ستلتقي عند مفتاح الزر لتحدثا بدلك شيئا اسمه النور لكن السالبة ستبقى سالبة والموجبة تبقى موجبة كلاهما دون فائدة مالم تحتك إحداهما بطرف الأخرى
فالسياسة لايمكنها ان تتحرك كشكل دون ثقافة كجوهر ولا تحيى كجسد دون ثقافة كروح وهدا ما يجب ان يتأكد منه السياسيون في بلادنا من وراء حرصهم على أبعاد او تغييب الثقافي عن مجالسهم كعنصر مشاغب يمارس عليهم أسلوب النقد والاختلاف في الراي ربما قد يكون هذا هو الخطأ الذي يجعل المجهودات المادية والمعنوية المبذولة من اجل هذه النهضة على مستوى البنية التحتية في مدينة تاوريرت المتمثلة في تهيئتها وهيكلتها وتوسعة مجالاتها الصناعية والتجارية وتحديث أقول تحديث شوارعها بأحدث البلاط وأعمدة النور وأشجار النخيل ما يدل على الذوق السليم ناهيك عن الساحات الخضراء المترامية في كثير من الأحياء واخص بالذكر الحديقة العمومية المتاخمة لقصر عمالة الإقليم الواقعة في غرب المدينة حيث كان من المفترض ان تزود فضاء هذه الأخيرة بما تجود به أزهارها وورودها من أريج يحافظ على نقاوة البيئة لكن مع الأسف الشديد تكاد هذه المجهودات تذهب سدى نتيجة الإهمال الذي يطال هده الحديقة وما يحز في النفس تفريط بلديتنا في ممتلكاتها التي بذلت من اجلها أموالا طائلة كهده الحديقة التي باتت مطرح أزبال ونفايات ومأوى مجانين ووكر مدمنين على المخذرات تنبعث من أطرافها الروائح الكريهة في غياب حراس يسهرون على رونقها شانها شان كل الساحات الخضراء الجميلة في شتى احياء المدينة التي يعز على زائرها مشاهدة هذا الاهمال الفضيع الذي يزحف على الاخضر اليابس ويعثو فيها فسادا كما يعز عليه ان يستنشق من جنبات هذه الشوارع الجميلة الروائح الكريهة التي تنبعث من جنباتها وهي تفتقرالى ابسط مرافق للنظافة المتمثلة في إحداث دورات للمياه ومراحيض عمومية ستوفر بعددها مناصب شغل لعديد من الأسر التي ستساهم في المحافظة على البيئة ونظافة مدينة نريد ان نراها تتميز بهذه الخاصية عن غيرها والله ما افتقر اغلى قصر في الدنيا الى هذا المرفق الا وقد زهد في شرائه المقل بابخس ثمن بالاحرى مدينة تطمح الى الانفتاح على محيطها وابعد من ذلك الى جلب زواريشهدون محاسنها وسياح يسوقونها لست ادري ما المانع الذي عطل التفكير في هذا الامر الذي يعتبرمن اساسات قاعدة البنية التحتية لكل نهضة عمرانية
Aucun commentaire