Home»Régional»قناة الجزيرة القطرية بين الادعاء والحقيقة

قناة الجزيرة القطرية بين الادعاء والحقيقة

0
Shares
PinterestGoogle+

ليس المغرب أول بلد يغلق مكاتب قناة الجزيرة مما يوجب طرح السؤال التالي: لماذا تكرر إجراء إغلاق هذه القناة أكثر من مرة ، وفي أكثر من بلد عربي ؟ الجواب الجاهز هو أن هذه البلدان يضايقها إعلام قناة الجزيرة وهو جواب يتضمن إدانة للبلدان المقاطعة لهذه القناة ، وقلما يكون الجواب عبارة عن سؤال وهو: ألا يوجد في إعلام قناة الجزيرة ما حمل هذه البلدان على مقاطعتها ؟ ولا شك أنه بين ادعاء الجزيرة أنها تؤدي دورها بمهنية وحيادية وموضوعية ، واتهام البلدان المانعة لمكاتبها بالاشتغال فيها توجد الحقيقة الغائبة التي يجب أن يعرفها الرأي العام العربي .

أنا لا أصدر في مقالي هذا عن رأي مغربي مناصر لبلده ضد قناة مست بلده بل أطرح موضوع القناة بكل موضوعية وبكل حيادية وبأدلة دامغة ، وأنطلق من شعار هذه القناة المقتبس من تراثنا الديني سواء كان ذلك عن وعي وقصد أم عن محض تقليد وادعاء ،والشعار هو :  » الجزيرة منبر من لا منبر له  » فهذه العبارة تحاكي القول المأثور في عقيدتنا الإسلامية  » الله ولي من لا ولي له « . فإذا صحت عبارة أن الله عز وجل ولي من لا ولي له فإن عبارة الجزيرة منبر من لا منبر له محض ادعاء بل ربما توحي بمحاولة فرض الوصاية الإعلامية على الإنسان العربي ، وفي نفس الوقت النيل من المنابر الإعلامية العربية الأخرى من خلال التشكيك في مصداقيتها وبث الشك في المتلقي العربي الذي يتلقى الأخبار عن غير قناة الجزيرة . وإذا كانت قناة الجزيرة قد اقتبست شعارها من مرجعيتنا الدينية فلا شك أن قول الله عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) يلزمها ذلك أن النبأ هو الخبر المنقول من مكان إلى آخر ، والمادة اللغوية للنبإ من دلالاتها الارتفاع مما يعني أن النبأ يجب أن يرتفع إلى درجة الصدق والحق ويرتفع عن الكذب . ومن نفس المادة اللغوية النبوة وهي نقل أخبار الوحي و يشترك النبي ناقل خبر الوحي مع المكان المرتفع في الدلالة ، فناقل خبر الوحي مرتفع عن الباطل لعصمته كارتفاع النبي الذي هو المكان المرتفع .

والنبأ أو الخبر المنقول لا يجدر بالفاسق أن ينقله لأن الفسوق خروج عن طريق الحق والصواب ، وهذا يقتضي التبين وهو التعرف على الخبر المنقول من طرف الفاسق واستيضاحه وطلب الصدق فيه. وتسويق الفاسق للنبإ قد يتسبب في إصابة الغير وهي رميه بما ليس فيه زورا وبهتانا وتلك هي الجهالة التي هي نقيض الحقيقة والعلم ولأجلها سميت الجاهلية جاهلية وتكون النتيجة بعد ضياع الحقيقة الندم وهو الأسف والحسرة والحزن . هذا هو تخليق القرآن الكريم لنقل الخبر وهو يلزم كل إعلام محسوب على الأمة الإسلامية . وقناة الجزيرة يلزمها أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :  » كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع  » . فإذا كان الإعلام العالمي يحدث بكل ما يسمع فالمفروض في قناة الجزيرة ألا تفعل تجنبا لترويج الكذب. لقد سطع نجم قناة الجزيرة خلال تغطيتها لحرب الخليج الأولى وراجت يومئذ مقولة مفادها أن قناة الجزيرة عبارة عن نملة إعلامية تواجه فيل الإعلام الغربي وتحديدا الأمريكي وأشاد بها العرب بل وافتخروا بها ظنا منهم أنها نملة كنملة نبي الله سليمان عليه السلام التي صدقت قومها وأضحكت بصدقها نبيه الله الكريم عليه السلام وجاء ذكرها في كتاب الله عز وجل في سياق مدح بينما جاء ذكر الفيل في سياق ذم إذ صاحب من أرادوا ببيت الله الحرام كيدا فجعل الله كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل وجعلهم كعصف مأكول. لقد خاب ظن المشاهد العربي في القناة النملة التي غررت به ولم تصدقه الخبر كما صدقت نملة سليمان قومها الخبر حيث استضافت المشير المصري المتقاعد سعد الدين الشاذلي الذي لم يتورع عن نقل كل ما سمع وظن ، وزعم أن العراق جبهة صعبة الاختراق فكان الزعم مجرد ادعاء لا أساس له من الصحة ، مع أن قناة الجزيرة ارتزقت به وحاولت أن تصنع مجدها الإعلامي به .

وقناة الجزيرة واضحة الكيل بمكيالين إذ يختلف تناولها لأخبار الخليج عن تناولها لأخبار المغرب العربي ذلك أنها تقوم بدور الإشهار بالنسبة للخليج العربي في حين تقوم بدور التشهير بالنسبة للمغرب العربي وغيره من غير دول الخليج . لقد استضاف برنامج شاهد على العصر شهودا ولم يستضف من يرد على شهاداتهم ، فالجبوري العراقي شهد بما شاء في حق الرئيس الشهيد صدام حسين المجيد وركب شهادته مذيع البرنامج كما شاء دون أن يفكر في استضافة بنت الرئيس الشهيد أو أحد أقاربه أو أبناء عمومته للرد على الجبوري مع أن الجزيرة تدعي أنها تحترم الرأي والرأي المخالف . لم تستدع بنت صدام للشهادة كما استدعيت زوجة أنور السادات ، كما أنه لم تستدع بنت جمال عبد الناصر للشهادة فيما يتعلق بوالدها . ولم يستدع من يرد على شهادة المقدم حشاد الضابط المغربي الذي شارك في انقلاب عسكري وظل يمطر هو وأصحابه طائرة الملك الراحل الحسن الثاني بوابل الرصاص لأكثر من ساعة زمنية في الجو فلما لقي جزاءه صار عند قناة الجزيرة بطلا تعرض شهادته دون عرض الشهادة المضادة . ولم تستدع الجزيرة شاهد عصر على انقلاب الأمير العاق لوالده في قطر وما ينبغي لها وما تستطيع، ومع ذلك يتنطع مذيع برنامج شاهد على العصر ، ويظن أنه يحسن صنعا ولا يوجد أوثق من الشهادات التي ينتقيها انتقاء حسب الخط السياسي للنظام الحاكم في قطر مع ادعاء الحياد والاستقلال الإعلامي .

ويلاحظ المشاهد العربي أن قناة الجزيرة تنحاز بشكل أو بآخر لجهة دون أخرى ففي الساحة اللبنانية لا يذكر زعيم حزب الله إلا بلقب سماحة السيد في حين لا سماحة تقابل سماحته في قوى الرابع عشر من أيار. وتحت غطاء الإعلام الحر وحرية التعبير تخضع الجزيرة لإرادة العدو الصهيوني والمحتل الأمريكي فتنقل للمشاهد العربي وجهات نظر الأعداء وتعطيهم فرصة لإيصال ما يريدون إلى العالم العربي . ومقابل استضافة الصهاينة والأمريكان إذا ما استضافت الجزيرة أحدا من طالبان أو القاعدة لا يمر على استضافته وقت قصير حتى يكون هدفا سهلا للأمريكان كما كان الشأن بالنسبة للزرقاوي في العراق وزعيم طالبان في باكستان مما يثير التساؤل عن دور الجزيرة في تصيد أعداء الولايات المتحدة . كما أن الجزيرة عرضت الصحفيين الذين يعملون معا للمخاطر فلا زال الصحفي تيسير علوني رهن الإقامة الجبرية في إسبانيا لأنه استضافة أسامة بن لادن ، ولقي المصور السوداني سامي الحاج أشد العذاب في كوانتنامو ، وقضى صحافيون في حرب العراق والمسؤول هو قناة الجزيرة التي تصنع مجدها على حساب من توظف من إعلاميين . وطردت مذيعات دون أن يعرف الرأي العام العربي السبب مثل لونة شبل ،ولينا زهر الدين ، ونوفر وغيرهن. وتلجأ قناة الجزيرة إلى البحث عن المشروعية من خلال استضافة شخصيات وازنة في حجم الداعية الدكتور يوسف القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة للتغطية على أضخم قاعدة عسكرية أمريكية في السينية والتي تنطلق منها الطائرات الضاربة للمقاومة في العراق وفي أفغانستان.

ومقابل فضح الواقع الاجتماعي لدول المغرب العربي ومصر لا تتناول الجزيرة فضائح دول الخليج وما أكثرها ، فمشكل تعذيب الخادمة المغربية في مدينة وجدة قامت له دنيا الجزيرة ولم تقعد ولكن لم تنقل لنا الجزيرة أخبار الخادمات من الفلبين وتايلند وبغلاديش وباكستان المغتصبات في دول الخليج ، ولم تنقل لنا حكايات الغلمان الأسيويين الذين يستغلون جنسيا في دول الخليج ، ولم تغط جريمة الأمير السعودي الشاذ الذي قتل خادمه بسبب الشذوذ وحكم عليه بالمؤبد في بريطانيا . وتعرض الجزيرة الأحياء الفقيرة في دول المغرب العربي ولكنها لا تعرض أحوال الذين يعيشون في دول الخليج بجنسية تسمى البدون ، ولا تعرض أحوالهم البائسة ، ففقراء دول المغرب العربي يعيشون على الأقل في أوطانهم بكرامة الانتماء لوطن ، أما البدون في الخليج فيجتمع عليهم الفقر والغربة واحتقار الخليجيين لهم وتشغيلهم تشغيل استغلال بشع . والجزيرة عملا بالكيل المزدوج تعاملت مع قضية الصحراوية المغربية أميناتو حيدر خلاف تعاملها مع ولد عبد العزيز ، ففي حين ظلت الجزيرة تتابع قضية أميناتو من أجل الإساءة إلى المغرب ضربت صفحا عن قضية ولد عبد العزيز الذي لا يعرف مصيره لحد الآن . وحاولت الجزيرة أن تنفخ في الطائفية في المغرب من خلال ركوب تسمية الوليد الأمازيغي تيفاوت الذي لم يقبل اسمه إلا بعد تدخل المحكمة علما بأن القضية قضية إجراء إداري وشطط في استعمال السلطة يتحمل مسؤوليتها موظف الحالة المدنية ولا تمت بصلة للتمييز بين المغاربة العرب والمغاربة الأمازيغ كما روجت لذلك الجزيرة من أجل النيل من سمعة المغرب .

وانطلاقا من هدف تعمد إساءة قناة الجزيرة لدول المغرب العربي تستغل هذه القناة المعارضة في بلدان المغرب العربي لركوبها وتحقيق مجدها الإعلامي علما بأن الإعلام الداخلي غير الرسمي في المغرب وغير المغرب يتابع قضايا المعارضة باستمرار ولا يحتاج إلى تدخل الجزيرة التي تنصب نفسها وصية على المعارضة بهدف تلطيخ سمعة دول المغرب العربي ، ولهذا اضطرت الجزيرة إلى بث نشرة ما يسمى الحصاد المغاربي من قطر بعدما كان يبث من المغرب ، ولو كان للمغرب نية مسبقة بتوقيف بث الجزيرة لما سمح لها منذ أول مهلة كما فعلت دول أخرى . ومقابل عرض مشاكل دول المغرب العربي ومصر لا تعرض قناة الجزيرة المنجزات المحققة في هذه البلدان لأن هم الجزيرة هو التعريض والتشهير لتحتفظ لدول الخليج بالإشهار. والذي يفهم من هذا الموقف المنحاز أن إعلام الجزيرة يهدف إلى شغل الرأي العام العربي عما يحدث في دول الخليج من تواطؤ مع المحتل الأمريكي على حساب الوطن العربي ولفائدة الاحتلال الصهيوني وعلى حساب القضية القومية قضية فلسطين . وتركيز الجزيرة على مشاكل دول المغرب العربي ومصر هو نوع من الابتزاز والإرهاب الإعلامي وهو سياسة استباق قبل أن يفكر إعلام المغرب العربي في الكشف عن فضائح الخليج العربي . ومما يسجل على الجزيرة أنها لا تسمح بنشر الآراء المخالفة لتوجهاتها ويبدو ذلك من خلال مصادرة التدخلات المحرجة لها سواء المباشرة منها أو التي تكون عبر الهاتف والأنترنيت ، ويلاحظ تشنج المذيعين وتضجرهم وقلقهم عندما يسمعون التدخلات المحرجة التي لا تخدم توجه برامجهم. وآخر فضائح الجزيرة هو احتكار التظاهرة الرياضية كأس العالم لكرة القدم والارتزاق بها مع أن القناة ترفع شعار  » الجزيرة منبر من لا منبر له  » والحقيقة أنها قناة تجارية ومقاولة ولا علاقة لها بالإعلام الملتزم بل هي منحازة وبشكل ماكر يغلب عليه التمويه .

وليس من حق قناة الجزيرة أن تتباكى لأن المغرب منعها من العبث بأمنه القومي ومصالحه الاستراتيجية وليس المغرب بدعا من الدول المحسوبة على التقدم والحضارة والتي منعت القنوات التي تسبب لها مشاكل كما فعلت فرنسا مع قناة المنار اللبنانية ولم يعتبر ذلك عيبا كما اعتبر قرار المغرب بمنع قناة الجزيرة عيبا . فعلى قناة الجزيرة أن تثبت عذريتها الإعلامية من خلال شهادة على العصر يشهد الشاهد فيها على كيف استولى أمير قطر على السلطة وماذا فعل الأمير العاق بوالده ؟ قبل أن يصدق المشاهد العربي في المغرب العربي ما تنقله الجزيرة من أنباء نقل فسوق يقتضي التبين حتى لا يصاب قوم بجهالة ويحصل الندم ولات حين مندم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. bensaria
    02/11/2010 at 22:49

    أهنئ القرار المغربي حكومة وشعباً لأن قناة الجزيرة التي كانت في أول مشوارها مزروعة في قلوب المغاربة بطرحها للرأي و الرأي الآخر أصبحت منزوعة من نفس القلوب وذلك عندما أصبحت تضر بالمصالح العليا للوطن ولمقدساته بدعمها لمرتزقة البوليساريو و تشويه صورة الوطن عن طريق نشراتها وبرامجها وتقديم المغرب على أنه وطن متخلف حكومة وشعباً و إخفاء كل الإجابيات والمشاريع المنجزة و المبهرة أعانكم الله في قطر وما جاورها وشكراً;

  2. nouri
    02/11/2010 at 22:49

    Louanges à Dieu
    Entierement d’accord avec monsieur Chergui .
    J’ajouterai que Aljazirra cible un certain nombre de pays tels que l’Egypte , le Maroc , le Soudan ou elle soutien les separatistes en leur faisant la propagande… Quant au Maroc , pays leader dans le monde arabe quant à la democratie et la liberté de la presse ,elle ne cesse de lui nuir souvent par des dossiers de routine et de banalité . Pour l’Egypte rien ne va plus d’apres Aljazira meme quand ce pays se défend contre l’invasion chiite du hezboallah et de ses alliés l’Iran…qui veulent semer « al fitna » chez les pays sounnite comme ils le font au Yemen (visé aussi par cette tv)

  3. TAHER
    04/11/2010 at 00:53

    puisque aljazeera était injuste vers le Maroc,
    il n’a qu’à aller à tindouf pour ouvrir son nouveau bureau.toutefois,c’est domage pour les journalistes qui ont travallé avec,

  4. مواطن
    06/11/2010 at 14:48

    قناة الجزيرة قناة موجهة ضد المغرب وضد مصالحه العليا فهي مأجورة من طرف جنرالات الجزائر وتخدم البوليزاريو وتحاول تشويه سمعة المغرب ما امكن والا لماذا لم تواكب عودة مصطفى سلمى الى المخيمات وتعريضه للتعذيب كما فعلت مع الانفصالية جيدر لماذا لا تفتح ملفات الاختفاء والاغتيالات التي دهب ضحيتها أكثر من 200 الف مواطن جزائري لماذا لا تتكلم عما يجري بالضبط داخل مخيمات تندوف من انتهاكات لحقوق الانسان والاسرى المغاربة الذين عذبوافي سجون البوليزارو .
    ..خلاصة القول مصالح المغرب فوق كل اعتبار الماء والشطابة وراء هذه القناة …

  5. مواطن من الشرق
    06/11/2010 at 14:49

    الله يعطيك الصحة ياسي محمد شكري على المقال خلاصة القول المغرب بلدنا مصالحه هي مصالحنا وفوق كل اعتبار الماء والشطابة وراء هذه القناة الموجهة ضدنا .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *