الاعتقاد بالنسبية في عصرنا الحالي مسألة مبدئية
أثارت قضية تعيين مسئول جديد عن تدبير الشأن التربوي بالجهة الشرقية نقاشا قد يمكن اعتباره صحيا وطبيعيا وسط الفاعلين التربويين ، لكنه مع كامل الأسف ذهب بالبعض ممن نصبوا أنفسهم حراس غيورين للمنظومة التربوية إلى حد الانتقاد المجاني والسابق لأوانه . وجعلتهم مهمة الحراسة هذه يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة دون غيرهم ، متجاهلين أن أهم ما أنتجه هذا العصر هو النسبية إذ كم من قضايا كانت تندرج ضمن الحقائق المطلقة بالأمس القريب وأصبحت اليوم ضربا من الوهم والخيال .
فإذا كان هذا الأمر ينطبق حتى على العلوم الحقة بحيث لم يجلس بعد العالم الفزيائي على كرسي الشرف فيما يتعلق بالحقيقة ، فإن الأمر يزداد تعقيدا حينما نتحدث عن العلوم الإنسانية التي تحاول اقتباس منهج العلوم التجريبية ، ونستحضر هنا الوقائع التاريخية من قبيل مجموعة من الثورات بدءا بالثورة العلمية والفكرية ( القرن 15 ) مرورا بالثورة السياسية والتربوية وانتهاء بالثورة الصناعية . ولعل الاعتقاد بأن الأرض هي مركز الكون فنذ ته الثورة الكوبرنيكية ، وأعادت الكنيسة محاكمة جاليليو جاليلي بعد مرور 100 سنة اعترافا منها بالخطأ ، من هنا يبدو التفكير السليم والعقلاني هو الاعتقاد بالنسبية كمسألة مبدئية والعمل بالمقولة الشهيرة لأحد الأئمة والتي مفادها : ( رأينا صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب ) وتجسد هذه المقولة قمة الديمقراطية المنشودة .
إن الوزارة الوصية على قطاع التربية والتكوين تمتلك توجها واضحا لتدبير الشأن التربوي وطنيا ، ويبقى على من يعتبر نفسه حارسا غيورا على المنظومة أن ينخرط في هذا التوجه وإلا يمكن اعتباره كمن يحلق خارج السرب ، وبالتالي لن يتمكن من تقلد أية مسؤولية إقليمية أو جهوية مهما كان مفتشا أو غير ذلك . فإذا كان في السابق إطار مفتش التعليم الثانوي يشفع لصاحبه تقلد مسؤوليات من هذا الحجم الذي نحن بصدده ، فإنه حاليا لو استمر الأمر كذلك لشكل حيفا كبيرا في حق فئات أخرى خصوصا وأن هناك من حاملي الشواهد العليا وكفاءات عالية ومن المستوى الرفيع جدا ويشتغلون في صمت البوادي وتخوم الجبال .
تأسيسا على ما سبق نعتبر أن الأستاذ الذي حظي بالثقة المولوية السامية من الكفاءات التي تزخر بها بلادنا ويتحتم وجوبا استثمارها لفائدة منظومة التربية والتكوين ولصالح فلذات أكبادنا ، لأنه وحسب منطق علم النفس لا يمكن الحديث عن الجمع دون الانطلاق من الواحد، فمن استطاع تدبير الجزء يستطيع تدبير الكل باعتباره منطلق من الجزء . لعل الأستاذ أثبت بما لا يفيد الشك جدارته في التدبير على مستوى الفصل الدراسي فالإدارة التربوية ثم الإدارة الإقليمية ولا شك أنه سيكون ناجحا في تدبيره للشأن التربوي جهويا غير أن بعض الهفوات التي لا ترقى إلى مستوى الإقرار بها والتي يحلو للبعض الركوب عليها هي إنسانية ليس إلا ، فلو حاول أي فرد مهما كان حجم مسؤوليته محاسبة ضميره لخجل من نفسه .
إن الحديث عن المراقبة التربوية والحراسة الغيورة يجعلنا نستحضر إحدى المسؤوليات الجسيمة المتمثلة أساسا في البحث التربوي ، ولعل الساحة التربوية حافلة بظواهر تستحق البحث في حين أن بعض أصحابها وذوي الاختصاص أداروا ظهرهم لهذه المهمة. ثم هناك من ينتقد الأسلوب السابق في التدبير والسؤال الذي يبقى مطروحا : أين بقيت بعض هذه الأقلام حتى إنهاء مهمة المدير السابق ، فهل يتعلق الأمر بافتقاد الجرأة المطلوبة أم الخوف على اامتيازات مخولة . في آخر المطاف يمكن القول بأن أي مسؤول يخول له المشرع سلطة تقديرية لتدبير الشأن الإداري ويبقى من ينتقد يستبعد هذا الجانب تعسفا ويحتفظ بالزاوية الأحادية البعد ، أخيرا نقول لمن ينتظر من المدير الجديد الرد على مقالاته إنه قادر على ذلك ، وهذا الأمر يعرفه الجميع لكن ما يحاول البعض تجاهله هو كون السيد المدير له انشغالات عديدة تحول دون القيام بهذه المهمة .
ولنا عودة إلى الموضوع مستقبلا .
ادريس عشور مدير مدرسة مولاي علي الشريف _ تاوريرت _




11 Comments
إن مقالك سيدي الفاضل فيه نوع من الواقعية حيث انه ينصف فئة على حساب فئة … ولكن الا تعتقد أن الحظ لعب أكثر من اللازم أين هي الحنكة واين هو التدبير الفريد من نوعه للسيد مدير الاكاديمية . يجب ان نقف ونتحدث ولو بالهمس لنقول ان زمن الكفاءات قد زال بتولي من دونهم كفاءة والمثال واضح هنا ..
سيدي الفاضل هنا اجتمع ماهو حزبي ، والعلاقة زد على شيء من الكفاءة ووانا لا أنطق من فراغ وإنما هي الحقيقة التي لا يجب ان نخجل من ذكرها فكونك مديرا لا تمكنك من تمجيد أصحاب الإدارة من أجل شيء هين ..
لقد تعلمنا وهكذا علمونا أساتذتنا في هذا الوطن العزيز أن نقول الحق …
منطق غريب ومتهافت في معالجة الموضوع.أتريد انت أيضا ان تتسلق بسرعة؟
إن المفتشين الدين يعتقدون أنهم وحدهم من يستحقون أن يكونوا نوابا ومديري أكاديميات مخطئون كثيرا ألا يعرفون بأن كثيرا منهم أصبحوا أميين مع مرور الزمن ما داموا لا يحسنون إلا الجلوس في المقاهي والخوض في سيرة الناس وبالمقابل هناك أساتدة ومعلمين ومديري مؤسسات حاصلون على ديبلومات عليا وشواهد ويتابعون كل ما يجري على الساحة ويقومون ببحوث ودراسات لا يقوم بها غيرهم لدا يجب على كل واحد أن يعرف قدره إن الوزارة اختارت مديرا للأكاديمية وما علينا إلا إن نطرح أمامه مشاريعنا وأفكارنا ونحاول أن نساعده كل من زاويته من أجل رفعة هدا الوطن وعزته فاتقوا الله
ليس العيب في الجار ولا الجرار ولكن في المجرور كذلك. ما دامأناس يفكرون هكذا فلن يتغير الوضع ولن ينجح أي إصلاح.
شكرا للسادة الأساتذة الأفاضل على مناقشتهم للأرضية التي تقدمت بها ، والتي لم أكن أتوخى منها إلا بسط الموضوع بعيدا عن الاندفاعية والذاتية وإصدار أحكام جاهزة دون حجاج أوبرهان منطقي ولعل مناقشة هذا الموضوع بشيء من الاختلاف دليل على واقعيته المرفوضة أحيانا ، ودليل على كونه ليس جافا كما قد يرى البعض . إن ما تراه حظا من زاية نظرك ، ما المانع أن يكون كفاءة ؟أما الحزبية فلا شك أن المدخل الأساسي لمقاربة أي موضوع (تربوي- اجتماعي- اقتصادي …) هوسياسي بكل تأكيد، بالتالي ما المانع أن تكون تصورات وقناعات الفرد في أي موضوع مزتكزاتها سياسية . وكوني رجل الإدارة التربوية يجعلني أعتز بهذه المهمة التي راكمت فيها خبرة وتجربة تناهز العقد من الزمن وحبي لعملي هو سر نجاحي .فقط أود أشير أنني لا أمجد شيئا هينا كما تعتقد ، بل من الأهمية بمكان لأن الأمر يتعلق بمصير منظومة التربية والتكوين بالجهة الشرقية ، وفي هذا الباب فالأستاذ محمد أبو ضمير أجدر بهذا المنصب بناء على كفاءته العملية والعلمية .والحديث عن كون المنصب الذي أشغله لا يمكنني من مناقشة مثل هذه المواضيع فهو مجرد انطباع يميل إلى الانفراد بالحقيقة التي تشكل سؤال البحث العلمي منذ ما قبل التاريخ إلى الآن . ولعلمك سيدي الفاضل أنني حاصل على شواهد عليا في شعبة الفلسفة علم الاجتماع علم النفس ،الشيء الذي من شأنه أن يمكنني من أدوات الفهم أولا ثم التحليل ثانيا ثم مقارعة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان أخيرا فهاتوا إذن ببرهانكم .. كما ساهمت في تأطير العديد من الندوات والمحاضرات التربوية بالعديد من النيابات والمدن المغربية من بينها مدينة بركان سنة 2003 بقاعة البلدية . ولا شك أن علاقتي المهنية بالأستاذ محمد أبو ضمير بنيابة تاوريرت تفرض علي بكل صدق وموضوعية أن أحتفظ له في داكرتي ومدكرتي بالكفاءة العملية وحسن التدبير وهو الإنسان الذي يتقن المزج بين الصرامة والمرونة وهي خصال حميدة قلما اجتمعت في شخص واحد ، لأن الصرامة تمليها شروط اشتغال محددة ، والمرونة تقتضيها ظروف معينة ، من هذا المنطلق لا يسع المرء إلا أن يهنئه ويتمنى له التوفيق في مهامه ولا شك أن الدعم اللامشروط الذي يقدمه كل الفاعلين التربويين الغيورين للسيد المدير الجديد سيشكل لامحالة سندا يتم من خلاله تجاوز الصعاب المحتملة .وإذا كان أساتذتنا علمونا أن نقول الحق ولاشيء غيره فإنهم علمونا كذلك كيفية التححق بأن ما نعتقده حقا هو حق فعلا والأدوات العلمية موجودة في هذا الباب وفي حالة انعدامها ترجح الكفة لصالح النسبية ، للإستماع لمختلف الآراء باختلاف تشعباتها ومرجعياتها . إن المنطق لا غرابة فيه ومن يعتقد ذلك ما عليه إلا يراجع تمثلاته لمفهوم المنطق الفلسفي فتى باشلار لم يتحدث قط عن العائق في مجال المنطق بل للمنطق أدواته العلمية الصرفة .ولا أدري أين يتجلى التهافت في معالجة الموضوع هل كان بودي الاستشارة مع حاملي الآراء السوداوية والعدمية والأخد بها حتى لا أنعت بالمتهافت . أخيراعوض القول التسلق بسرعةكان من الأجدى والأجدر الحديث عن الترقية في المهام لأقول بأن هذا الأمر هو طموح مشروع . وقد دافعت في مقالي عن عدم ترك المجال الذي أسميته بالتسلق حكرا على فئة دون غيرها ( مفتتشي التعليم الثانوي )وأظن أنك ممن يدافعون على الأمر لذا اتركنا نحتكم للكفاءة وتوجه الوزارة ولكل منا الحق في توزيع بطائق الكفاءة بناء على فهمه وسنعود للموضوع ثانية
Je partage votre point de vue, le Maroc connait de profond changements. Ceux qui ravivent encore la nostalgie d’etre les chouchoux du secteur de l’Education, en l’occurence nos vieux inspecteurs, doivent savoir que le secteur regorge actuellement de jeunes gestionnaires de haut niveau à savoir les administrateurs et les ingénieurs.Les inspecteurs ne sont plus les haut cadres du Secteur.
منطق ما قلته يا سيدي الفاضل و واهم من يعتقد ان بعض المناصب اصبحت حكرا على اشخاص معنيين و المثال نجده في الدمقراطية الامريكية وصعود اوباما الى سدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية.المعيار الاساس لنيل اللمناصب هو الكفاءة و ليس كونك مفتشا و اتمنى ان تقبل رايي بكل دمقراطية ومنطق والسلام
quelque soit la personne qui gere actuellement la region orientale dans le domaine educatif;doit etre en principe; homme de parole d honneur et pas un magouilleur ou dire pour ne rien dire…ou donner des promesses qui s evaporent juste apres une reunion responsable qui a dure des heures et des heures…et c est ça la circulaire 154.
عندما أرسلت ردا على إحدى مقالاتي السابقة ,لم أتعرف عليك حينها ولم أرد عليك على اعتبار الخلاف في الرأي ينور القارئ الكريم ,رغم أن ردك لم يكن موضوعيا.لكنك عندما كتبت تمدح السيد مدير الأكاديمية تحت عنوان » الاعتقاد بالنسبية في عصرنا الحالي مسألة مبدئية » تعرفت عليك, وفوجئت لفكرك وتوجهك,ونظرتك الى الأمور.اعلم أنني لست ممن يتقدم الى مثل هذه المناصب,أكثر من ذلك لم أوافق على تنديد كان سيصدر ضد التعيين الجديد. انني أحترم القرارات,لكنني أختلف مع التوجهات.واعلم أنني مطلع ألف مرة أكثر مما تعتقد. واعلم أنني لو نشرت بعض المعطيات لخلقت ضجة ليست لها نهايات.واعلم أنني لست من الحاسدين ولا الحاقدين. واعلم أنني احتفظ بالود مع الجميع ,بل وأواجههم بما أكتب أمام الجميع.واعلم أن الجرأة ليست سهلة, لكن التملق بسيط. واعلم أنك لن تنال شيئا بهذا المقال المتواضع. واعلم أنك مطالب بتحقيق تدبير حسن داخل المؤسسة التي تعمل بها,بدل الخوض في سجال لا يناسبك. ولنا مواعيد لاحقة ان شاء الله تعالى.
يا سيد المدير انا احيك لان كل قلته صحيح
Pourqu’oi vous ne nous montrez que les articles de Mr chargui et lemkadem et pas les autres et surtout ceux qui sont écrits en français?