حول مرصد القيم: الإصلاح يبدأ من هنا

جاء في المذكرة الوزارية رقم 88: المتعلقة بإرساء هياكل مرصد القيم، ما
يلي
ينطلق مرصد القيم في تصوره وممارسته من المرجعيات الأساس والمرتكزات التي حددها ميثاق التربية والتكوين كما يلي:
* " يهتدي نظام التربية و التكوين للمملكة المغربية بمبادئ العقيدة الإسلامية لتكوين المواطن المتصف بالاستقامة و الصلاح، المتسم بالاعتدال و التسامح، الشغوف بطلب العلم و المعرفة في أرحب أفاقهما والمتوقد للاطلاع والإبداع، والمطبوع بروح المبادرة الايجابية والإنتاج النافع."
* " يلتحم النظام التربوي للمملكة المغربية بكيانها العريق القائم على ثوابت و مقدسات يجلبها الإيمان بالله و حب الوطن و التمسك بالملكية الدستورية، عليها يربى المواطنون مشبعين بالرغبة في المشاركة الايجابية في الشأن العام والخاص و هم واعون أتم الوعي بواجباتهم وحقوقهم، متمكنون من التواصل باللغة العربية، لغة البلاد الرسمية تعبيرا وكتابة، متفتحون على اللغات الأكثر انتشارا في العالم، متشبعون بروح الحوار وقبول الاختلاف وتبني الممارسة الديمقراطية، في ظل دولة الحق و القانون."
* " يتأصل النظام التربوي في التراث الحضاري والثقافي للبلاد، بتنوع روافده الجهوية المتفاعلة والمتكاملة، و يستهدف حفظ هذا التراث و تجديده، و ضمان الإشعاع المتواصل به لما يحمله من قيم خلقية و ثقافية."
*" يندرج النظام التربوي في حيوية نهضة البلاد الشاملة، القائمة على التوفيق الايجابي بين الوفاء للأصالة والتطلع الدائم للمعاصرة، و جعل المجتمع المغربي يتفاعل مع مقومات هويته في انسجام وتكامل، و في تفتح على معطيات الحضارة الإنسانية العصرية وما فيها من آليات وأنظمة تكرس حقوق الإنسان و تدعم كرامته."
* " يروم نظام التربية و التكوين الرقي بالبلاد إلى مستوى امتلاك ناصية العلوم والتكنولوجيا المتقدمــة، والإسهام فــي تطويرها، بمـا يـعزز قــدرة المغــرب التنافســيـة، و نمــوه الاقتصــادي و الاجتماعي و الإنساني في عهد يطبعه الانفتاح على العالم." انتهى
إن هذه المبادئ المسطرة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين والمجمع عليها من طرف كل ممثلي الشعب ينبغي صيانتها باستمرار خاصة في ظل رياح العولمة وإلغاء الحدود، ولذلك يمكن اعتبار فكرة تأسيس مرصد للقيم مبادرة إيجابية تستدعي انخراط كل الفاعلين التربويين ابتداء من التلاميذ في المؤسسات.
ثم لخصت المذكرة الوزارية المرتكزات العامة التي يعتمدها المرصد في مجال القيم فيما يلي:
• قيم العقيدة الإسلامية السمحة،
• قيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية،
• قيم المواطنة،
• قيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية،
• قيم الديمقراطية والحداثة.
ولا شك أن هذا الترتيب له دلالته، فالأخلاق بالمفهوم الإسلامي هي الضامن لتحصيل العلم النافع وتخريج الأجيال الصالحة المصلحة.وأي تساهل في مجال العقيدة التي تتضمن الإيمان باليوم الآخر وبعذاب الله سيكون له نتائج وخيمة على مستوى سلوك الأفراد والجماعات. إن المعادلة الصعبة اليوم هي السعي نحو التوفيق والمواءمة بين القيم الإسلامية وقيم المواطنة والحداثة وحقوق الإنسان. هذا الترتيب على مستوى القيم التي ينبني عليها نظامنا التربوي سيجنبنا لا محالة كثيرا من الكوارث والزلازل الأخلاقية. لا زلنا نتذكر فضيحة الكومسير ثابت وقضية سفاح تارودانت وقاتل النساء بالجديدة وفضائح الدعارة واللواط والشذوذ وعبدة الشيطان… إن هذه الفضائح التي يريد البعض التقليل من شأنها هي نتيجة للخلل الذي أصاب المنظومة التربوية، نتيجة للتطرف العلماني الذي يريد شطب كل ما يمت للدين وللأخلاق بصلة ويوفر التربة الخصبة للانحراف والرذيلة، نتيجة لتسرب الفساد إلى دواليب الإدارة مدعوما بالماسونية العالمية والانتهازية السياسة لدا بعض المثقفين الوصوليين، نتيجة لتغليب منطق الحرية على منطق المسؤولية، نتيجة كذلك لتساهل القضاء في قضايا الفساد الأخلاقي.
مبادرة مرصد القيم في هذا الظرف تعتبر صحوة ضمير في وزارة التربية الوطنية وعلى كل الغيورين على هذا الوطن تفعيلها في الاتجاه الصحيح لتدارك الأمر ووقف الانهيار الأخلاقي في مجتمعنا.
محمد السباعي
Aucun commentaire