Home»Régional»سبيل الوحدة بين المسلمين من خلال القرآن العظيم

سبيل الوحدة بين المسلمين من خلال القرآن العظيم

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد أصبحت الوحدة بين المسلمين عربا وعجما مطلبا عزيزا ؛ بل ربما ظن البعض أنها من قبيل المستحيل لهذا يضرب صفحا عنها ؛ ولا تثار كموضوع إلا في سياق الحسرة عليها.
ولقد حاول المسلمون تحقيق هذه الوحدة عبر طرق لا تفضي إليها ؛ فالجامعة العربية ؛ ومنظمة المؤتمر الإسلامي ليست بالسبل المحققة للوحدة بل ربما كانت هي المكرسة للفرقة لأنها مجرد لقاءات للمجملات أو المناوشات ؛ وقد صارت تعقد بأمر من العدو تصريحا أو تلميحا ؛ وان عقدت فلا طائل ولا فائدة.
إن الأمة الإسلامية تملك دستورا راقيا هو كتاب الله عز وجل ؛ فهو يختلف عن باقي الدساتير الوضعية بمصداقية خاصة تجعل الالتزام به تدينا قبل أن يكون ضرورة حياتية ؛ والتدين تتبعه المحاسبة في الآجل فضلا عن محاسبة العاجل.
وسبيل الوحدة بين المسلمين في كتاب الله العزيز واضحة ؛ بل هي المحجة كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. وهذه السبيل لها بنود معالم واضحة وقطعية بتعبير الشرع نذكرها بالترتيب كالتالي:
1 ـ لاخيارلأحد في أمر الله ورسوله مصداقا لقوله تعالى :( وما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )
فإذا ما تحقق هذا البند تحققت باقي البنود وإلا تعثرت قاطرة الوحدة منذ الانطلاقة الأولى ؛ فالله وصف الانصراف عن أمره وأمر رسوله بالضلال المبين.
2ـ الولاء لله وللرسول وللمومنين مصداقا لقوله تعالى : ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) فالغلبة تكون بهذا الولاء وهو ولاء يتولد عنه حزب واحد ووحيد هو حزب نسبه الله لنفسه مباشرة حتى لا يقع التحزب والنزاع.
3ـ التحذير من الولاء لليهود والنصارى مصداقا لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )
إن الله قد وصف هذا الولاء بالظلم وحذر منه المومنين؛ لأنه ولاء يخرج من دائرة الإيمان إلى دائرة الضلال والظلم.
4ـ التحذير من الهرولة والانبطاح مصداقا لقوله تعالى :( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن ياتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) لقد وصف الله المسارعة في اليهود والنصارى وهي الهرولة بلغة عصرنا بأنها مرض القلوب وهو ما يعرف بالنفاق ؛ وهو من السرائر التي يعلمها الله وعاقبة الهرولة الندم بعد فتح الله أو أمره.
5ـ التحذير من ملة اليهود والنصارى مصداقا لقوله تعالى :( وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) لقد وصف الله منطق اليهود والنصارى فهم يزعمون أنهم يملكون الحقيقة ؛ ومن تبعهم كان مهتديا والله يسفه ادعاءهم ويجعلهم مشركين ويختار للمومنين الحنيفية وهي السبيل المستقيم الذي لا اعوجاج فيه.
6ـ التحذير من إتباع اليهود والنصارى مصداقا لقوله تعالى :(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) لقد وصف الله ملة اليهود والنصارى بالأهواء وحذر منها لأن مصدرها الجهالة بينما مصدر ملة الإسلام العلم ؛ والتحذير فيه إشارة إلى زوال النصر في حال إتباعهم.
7ـ التحذير من الهزيمة مصداقا لقوله تعالى :( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) لقد وصف الله الخضوع لليهود والنصارى بالركون وهو الاستسلام ووعد من فعل بالهزيمة في الدنيا فضلا عن الخزي في الآخرة.
8ـ الوصية بالثبات أمام العدو مصداقا لقوله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) إنها دعوة للصمود والتصدي مع استحضار المعية الإلهية والتبشير بالانتصار.
9ـ التحذير من النزاع والفشل مصداقا لقوله تعالى :( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) وفي هذا إشارة إلى ضرورة وحدة المصدر القرآن والحديث والعمل بما فيهما تجنبا للخلاف الذي يجر النزاع وهذا يتولد عنه الفشل والنتيجة هي الهزيمة وذهاب الريح أي زوال القوة ؛ وكل ذلك لا بد له من صبر فليس من اليسير المحافظة على وحدة الصف.
10ـ الدعوة للإصلاح بين المومنين في حال الخلاف والاقتتال مصداقا لقوله تعالى :( وان طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المومنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) لقد صرح الوحي بأن الاقتتال وارد بين الإخوة المومنين ولهذا دعا إلى محاصرته بالإصلاح ومقاتلة الفئة الباغية حتى تعود عن بغيها فإذا عادت كان الإصلاح بالعدل حتى لا يكون هنالك حيف وظلم يدعو إلى تقاتل جديد.
11ـ التحذير من استعراض القوة مصداقا لقوله تعالى : (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط) إن مظاهر استعراض القوة ممقوت عند الله خصوصا إذا كان بين الإخوة ؛ فهو رئاء وبطر قد أحاط الله به علما وحذر منه.
لو تأملنا هذه الأوامر الإلهية المفضية إلى الوحدة والقوة والنصر والبقاء لعدمناها في أمتنا في كل شبر من عالمنا الإسلامي ؛ لهذا لن تقوم لنا قائمة مادام القرآن والسنة فينا معطلين ؛ فهل من مدكر ؟؟ وهل من منتصح ؟؟ اللهم قد بلغت فاشهد
معشر الحكام والمحكومين ليس لكم من سبيل للبقاء إلا هذا السبيل فسارعوا إليه ولتكن فيكم شجاعة فقد صدقت فيكم نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ؛ فقال قائل : ومن قلة يومئذ نحن يا رسول الله ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثر ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ؛ فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ) صدق رسول الله وإنا بحق في المرحلة الغثائية مرحلة الوهن والذلة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *