في إعدام الرئيس صدام .. دلالات الزمان والمكان وشهود العيان

ترى .. لو افترضنا جدلا أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين أراد أن يكتب بيديه المشهد الأخير في حياته الدنيوية.. هل كان يمكن أن يخرجه بمثل هذه البراعة في اختيار الزمان والمكان وشهود العيان ؟؟ سؤال ثاني.. هل غاب العقل عن صناع القرار في طهران وواشنطن والمنطقة الخضراء في بغداد عندما أرادوا إخراج مشهد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بهذا الشكل الغريب الذي أريد به أن يكون مهينا للصدام حسين، فخرج منه بطلا وشهيدا في الوقت الذي التصقت مفاهيم الخسة والنذالة بأعدائه؟! سؤال ثالث : من أعدم الرئيس العراقي .. أمريكا ؟ أم إيران ؟؟ أم ميليشيا جيش المهدي ؟؟؟ السؤال الرابع: إلى أي مدى يمكن أن تساهم عملية الإعدام هذه في رأب الصدع بين السنة والشيعة في العراق .. لنبدأ بالإجابة على السؤال الأخير، في الوقت الذي تتكفل فيه مسرحية إعدام الرئيس العراقي السابق بالإجابة عن الأسئلة الثلاث الأولى .. حيث تقول جون سميث في افتتاحية صحيفة الإندبندنت البريطانية في عددها الصادر يوم الأحد 31 ديسمبر 2006 تعليقا على تداعيات عملية الإعدام قائلة: " لم تفلح هذه العملية سوى في تكريس نظرة السنة العراقيين، والعالم العربي إلى أن الأمر في العراق برمته هو "حكم الغالب" .. مشيرة إلى أن عملية الإعدام ما هي إلا "مجرد جريمة قتل مباركة رسميا". بين المكان والزمان .. أكثر من علامة استفهام !! المكان: مقر الشعبة الخامسة التابعة لدائرة الاستخبارات العسكرية في نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والذي كان ينفذ فيه حكم الإعدام بحق كل من يثبت تعاونه مع النظام الإيراني!!. وفي غرفة الإعدام، ضوء خافت يغطي المكان الذي يبدأ بدرج حديدي يقود إلى حبل المشقة التي تتكون من حبل غليظ يتدلى إلى الأسفل حيث تقبع مجموعة من الرجال تبين في النهاية أنهم من أتباع الشاب الشيعي مقتدى الصدر. الزمان: فجر يوم السبت 30 ديسمبر 2006 العاشر من ذي الحجة حيث يحتفل المسلمون بعيد الأضحى المبارك !!. شهود العيان : أربعة رجال ملثمين ذوي أجساد ضخمة يقودون الرئيس العراقي السابق وهو مقيد اليدين إلى حبل المشنقة، وفي الخلفية تظهر أصوات مجموعة كبيرة من رجالات جيش المهدي الذين دعوا خصيصا لحضور الحفل!!. فصل واحد وثلاثة مشاهد رغم أن المسرحية كانت في أحد أهدافها تسعى إلى إعطاء دور البطولة لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي وهو ما ذهبت إليه وكالة رويترز عندما أفردت خبرا خاصا عنونته بـ " المالكي يعزز موقعه بإعدام صدام".. إلا أن مآلات المسرحية لم تصب ولم تذهب ولم تلب تلك المزاعم .. ولنذهب إلى المشهد الأول، حيث يطل علينا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقره بالمنطقة الخضراء وهو يرتدي بزة رمادية اللون، ويقوم بتوقيع الحكم الخاص بإعدام الرئيس العراقي صدام حسين بالحبر الأحمر. وذلك قبل أن تنتقل بنا الكاميرا سريعا إلى المشهد الثاني حيث يخرج الرئيس العراقي السابق صدام حسين مقيد اليدين تحيط به مجموعة من أربعة رجال ملثمين، يرتدون بزات سوداء. والتي كان يفترض في الأصل أن تكون مشابهة لزي الشرطة العراقية أو الجيش العراقي .. وهو الأمر الذي يضع أكثر من علامة استفهام حول الجهة المنفذة .. بمعنى أدق هل سلمه المالكي لميليشيا المهدي لكي تنتقم منه بزعم أن صدام هو المسؤول عن قتل محمد باقر الصدر والد الشاب الشيعي مقتدى الصدر قائد ما يسمى بجيش المهدي؟ فهل غابت الدولة وحلت روح الطائفة في الزمان والمكان؟ هذا التساؤل يجد له بعضا من التبرير خاصة بعد أن تنتقل الكاميرا إلى المشهد الثالث والأخير والذي يخص عملية الإعدام حيث احتفظ الرئيس العراقي بثباته واتزانه ولم تبد عليه علامات الخوف أو التذلل باعتراف المالكي نفسه .. حتى في المشنقة صدام يلعن أمريكا والخونة يعد المشهد الثالث والأخير الأكثر إثارة على الإطلاق ، حيث يتصدر الرئيس العراقي صدام حسين اللقطة في أعلى الكدر يتدلى أمامه حبل المشنقة الذي يقود في الأسفل إلى مجموعة من الشيعة من أتباع مقتدى الصدر ..وفي اللحظات القليلة بين ربط الحبل حول عنق الرئيس العراقي وتنفيذ حكم الإعدام يدور حوار ثنائي بين الرئيس صدام من جهة وأنصار الصدر من جهة أخرى الذي كشف ـ لحسن الحظ ـ ما لم تكشفه عدسات الكاميرا وأماط اللثام عن شهود العيان.. ففي البداية وقبل أن يتم وضع حبل المشنقة حول عنق الرئيس العراقي يقول الرئيس صدام حسين الذي رفض ارتداء الكيس لتغطية عيونه: "يا الله". فيرد الشيعة في الأسفل: " اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، وعجل فرجهم ( ربما يقصدون أئمة المذهب الإثنى عشر) وأنصرهم على عدوهم ( في إشارة لأهل السنة". وفي الوقت الذي يصرخ أحد أفراد ميليشيا جيش المهدي "مقتدى مقتدى مقتدى" يرد الرئيس العراقي صدام حسين ساخرا : "هي هي المرجلة".. وبين الشد والجذب .. بين شيعة تقودهم نزعتهم الطائفية ورئيس يخاطب فيهم نخوة الرجولة .. يتم وضع الحبل حول عنق الرئيس العراقي ، الذي وقبل أن ينطق بالشهادتين يدعو بسقوط "الخونة والأمريكيون والجواسيس والفرس".. فهل تضع عملية الإعدام نهاية لحياة الرئيس العراقي السابق؟؟ التجربة التاريخية تقول إن الأبطال عاشوا دوما أطول من شانقيهم !! أكثر من دلالة احتفظت عملية الإعدام بأكثر من دلالة من المهم التوقف عندها، والتي تبدأ بالطبع من حيث اختيار المكان الذي كان يحاكم فيه سابقا عملاء طهران مرورا بالزمان حيث احتفالات المسلمين بعيد الأضحى نهاية بشهود العيان الذين كانوا في الأغلب من أتباع مقتدى الصدر و


Aucun commentaire
شكرا السيد عبد الرحيم الوجدي ، أنت الوحيد الذي ذكرت جملة » اللهم صليّ على محمد و على آل محمد » و قد سمعتها كذلك و هذا الذي لم يذكره البعض مع الأسف و صبّوا غضبهم عن الشيعة و اتهمّوا الكل بالرافضة.
الذين يهللون اليوم و يستغلون المناسبة للطعن في الشيعة اليوم و حزب الله البارحة و من ورائهم آل بيت رسول الله صلعم هم الذي سلّحوا صدام حسين للهجوم على ايران في حرب التي قتل فيها عدد كبير من المسلمين و يريدون أن يحاربوا ايران المسلمة و ليس التي هي فارس كسرى انوشروان الكافرة بالأمس.
هذه الدول التي ذهبت منها الطائرات لقصف العراق و منها الدولة الزعيمة الكبرى المعروفة هي التي أفتى علماؤها « حلالية » وجود الجيوش الكافرة و على رأسها أمريكا في أراضيها و لم يأيدوا عمليات حزب الله بلبنان حتى أنه اتهموه بحزب الشيطان.
عملاء هؤلاء عندنا الذين يصومون عند صيامهم و يعيّدون يوم أعيادهم هم الذين يرسلون من يفجرون أنفسهم لقتل الأبرياء من الشيوخ و النساء و الأطفال المسلمين كيف ما كانت الطائفة الذين ينتمون اليها.
هؤلاء الذين يهللون لصدام حسين ، ما رأيهم في المواطنين المغاربة الإثنان الذي اختطفتهم القاعدة و ربما أعدمتهم منذ أزيد من 400 يوم.
لقد تم إعدام صدام يوم عيد الأضحى و هذا الذي لم يتقبله أحد منا و لكن هناك بعض الغموض في كل هذا وقد كان يمكنهم القيام بهذا في يوم آخر بدون علم أي أحد و أظن أن أمريكا التي تريد أن تتنصل من المسؤولية هي التي أعطت الضوء الأخظر للإعدام و ما يكون ان يتم إلا بإذنها و هذا ما ستبينه لنا الأيام.
و يبق صدام حسن طاغية و سفاحا الذي قتل و نكل بمواطنيه و معارضيه من كل الطوائف حتى زوحي ابنتيه بعد أن أعطى الأمان للملك عبد الله الأردني بالعفو عليهما و لم يكترث بتوسل ابنتيه اليه.
و لن يتسى التاريخ الحرب التي أعلنها على ايران البلد المسلم الذي يقف اليوم في وجه اسرائيل و حليفها امريكا و صدام حسين هذا هو المسؤول على موت 8 ملايين من المسلمين في حرب العراق-ايران و ذلك لإرضاء عملاؤه في ذلك الوقت من الأمريكيين و الأروبيين و دول الخليج.
في ذلك الوقت قال كيسنجر الأمريكي اليهودي على هذه الحرب.
« Il faut qu’il n’y a ni vainqueur ni vaincu »
Mr Abderrahim Aloujdi, je vous remercie de ce que vous avez écrit et vous êtes resté objectif dans vos propos et j’espère que vous suivez le Forum.
اللهم صلي على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين . أخي بوعياد تعليقك فيه كثير من التجني ،أنت تعلم أن كل المغاربة يحترمون آل البيت ،فعند ذكر علي نقول//كرم الله وجهه //وعند ذكر أبنائه وأحفاده نقول //عليهم السلام // وهذا واجب تفرضه علينا عقيدة المسلم الثابتة في المغرب ،أما المقال فيتناول الخونة الذين أتوا مع الإحتلالا ا لأمريكي .