عندما كتبت عن فضيحة الخيانة الشيعية في العراق ؛ والتي بلغت أوجها في لحظات إعدام الرئيس الشهيد صدام حسين المجيد من خلال ما نقلته صور الهواتف الخلوية التي هي الآن موضوع تحقيق والتي نسبت لمسئولين كبار حسب نائب المدعي العام ؛ وهي صور شاهدها العالم وسمع أصوات أنصار الصدر الشيعي وهم يهتفون بحياته وبموت الرئيس الشهيد في لقطة مخزية تنم عن حقد خصوصا والشهيد ضحية العدو الصليبي الغاشم ؛ وهو يتلفظ بالشهادة ؛ وينادي بحياة الشعب العراقي وبعروبة فلسطين قامت قيامة الشيعة في كل مكان دفاعا عن عقيدتهم لتحوير القضية وجعلها أمرا آخر غير الخيانة والعمالة.
ولما أنكر بعض الإخوة من غير الشيعة ما كتبت ظنا منهم أنني أدعو إلى تفرقة وطائفية كان لا بد من توضيح و بصراحتي المعهودة لأنني لا أخشى في الله لومة لائم ؛ أما الرد على السوقة والعوام من أتباع المذهب الشيعي فليس من اهتماماتي.
ما ذكرت عيب هذا المذهب إلا لخطورته على مصير أمة الإسلام ؛ فباسم هذه العقيدة ؛ ولا أقبل من أصحاب التبريرات منطق الغلو فيها والاعتدال ؛ فالمثل العامي يقول :( الذيب هو الذيب ولو طبخته بالزبدة والزبيب)باسم هذه العقيدة دخل المحتل إلى أرض العراق ؛ وقد جاء شيعة العراق إلى العراق على ظهر دبابات العدو المحتل ولا ينكر ذلك إلا جاحد للحقيقة ؛ وباسم هذه العقيدة طلب من المحتل البقاء في العراق ؛ وباسم هذه العقيدة يقتل المجاهدون السنة في الأنبار وغير الأنبار ؛ وباسم هذه العقيدة أعدم صدام وبحضور المسمى الصدر كما تذكر الروايات الإعلامية يوم العيد للنيل من مشاعر الأمة الإسلامية التي من شيمها العفو خصوصا في يوم عظيم كيوم عيد الأضحى الذي يعقب مباشرة يوم العتق من النار في عرفة .
ولما توالت جرائر هذه العقيدة كان لا بد من فضحها لتنبيه الغافلين لخطورة عقيدة جرت علينا الاحتلال الصليبي وكرسته لأنها تقوم على إضمار الحقد الأسود على السنة لمجرد تكذيبهم لخرافاتها وحفاظهم على صفاء عقيدة الإسلام.
معلوم عند جمهور المسلمين أن الخلافات السياسية أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه بين علي ومعاوية رضي الله عنهما كانت سببا مباشرا في فساد عقيدة الأتباع ؛ وأنا أنزه الصحابة فخلافهم له ما يبرره ولا مبرر لخلاف الأتباع حيث تجرؤوا على الزيادة في الدين انتصارا للخلاف السياسي غير مكترثين بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا شيئا فهو رد) وقوله:(إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ؛ ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ).
وكانت أول بيئة نشأ فيها وضع الحديث لأغراض سياسية بيئة العراق حتى قال عنها إمام الحديث الزهري رحمه الله : ( يخرج الحديث من عندنا شبرا فيرجع إلينا من العراق ذراعا ) ؛ وكان الإمام مالك رحمه الله يسمي العراق : دار الضرب قياسا على دار ضرب السكة التي تضرب فيها النقود إشارة إلى التزوير والتلفيق.
وانغمست الفرق السياسية في حمأة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وكانت الرافضة أكثر الفرق كذبا عليه حتى أن الإمام ملك عندما سئل عنهم قال : ( لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون )؛ ويقول القاضي شريك بن عبد الله وهو من الشيعة ؛وقد عرف بموضوعيته :(احمل عن كل من لقيت إلا الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذوه دينا ) وهذا من قبيل شهد شاهد من أهلها ورحمه الله على شهادة الحق. ويقول الإمام الشافعي رحمه الله: ( ما رأيت في أهل الأهواء قوما أشهد بالزور من الرافضة).
ويذكر حماد بن سلمة :أن رافضيا حدثه فقال :( كنا إذا اجتمعنا فاستحسنا شيئا جعلناه حديثا ).
وعماد الأحاديث المكذوبة التي هي أساس عقيدة هؤلاء الحديث المعروف بحديث( الوصية في غدير خم)
وخلاصة الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وفي رجوعه من حجة الوداع جمع الصحابة في مكان يقال له غدير خم وأخذ بيد علي رضي الله عنه ووقف به على الصحابة جميعا وهم يشهدون وقال : ( هذا وصيي وأخي والخليفة من بعدي فاسمعوا وأطيعوا) والحديث مكذوب عند أهل العلم من وضع الرافضة ؛ ومعلوم أن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر بإجماع الفقهاء ؛ وان كان بعضهم قال بكفره وفي ذلك خلاف بينهم ؛ فقد كفره ابن حنبل والحميدي وقلا : لا تقبل توبته ؛ وقد قبل توبته النووي قياسا على حال الكافر ؛ وقال السمعاني من كذب في حديث سقطت كل رواياته. ومالك رحمه الله يقول: ( لا يؤخذ العلم عن أربعة رجل معلن السفه وان كان أروى الناس ؛ ورجل يكذب في أحاديث الناس وان كنت لا أتهمه أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وصاحب هوى يدعو الناس إلى هواه ؛ وشيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث به ).
وحديث غدير خم واضحة فيه علامات الوضع لشيوع الكذب في الروافض الذين رووه ؛ وقد قال العلماء إن من أمارات الوضع فيه أن يصرح بوقوعه على مشهد من الصحابة جميعا ثم يقع بعد ذلك أن يتفرقوا جميعا على كتمانه حين استخلاف أبي بكر رضي عنه وهذا مستحيل وبعيد عادة وواقعا ؛ وانفراد الرافضة بنقل هذا الحديث دون جماهير المسلمين دليل على كذبهم فيه ؛ وفي هذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( ومن هذا الباب نقل النص على خلافة علي فانا نعلم أنه كذب من طرق كثيرة فان هذا النص لم يبلغه أحد بإسناد صحيح فضلا عن أن يكون متواترا ؛ ولا نقل أن أحدا ذكره على جهة الخفاء ؛ مع تنازع الناس في الخلافة وتشاورهم فيها يوم السقيفة ؛ وحين موت عمر وحين جعل الأمر شورى بينهم في ستة ؛ ثم لما قتل عثمان واختلف الناس على علي ؛ فمن المعلوم أن مثل هذا النص لوكان كما تقول الرافضة من أنه نص على علي نصا جليا قاطعا للعذر وعلمه المسلمون؛ لكان من المعلوم بالضرورة أنه لا بد أن ينقله الناس نقل مثله وأنه لا بد أن يذكره كثير من الناس بل أكثرهم في مثل هذه المواطن التي تتوافر الهمم على ذكره فيها غاية التوفر؛ فانتفاء ما يعلم أنه لازم يقتضي انتفاء ما يعلم أنه ملزوم.)
وقال في هذا الحديث الإمام ابن حزم : ( ما وجد قط رواية عن أحد في هذا النص المدعى إلا رواية واهية عن مجهول إلى مجهول يكنى أبا الحمراء لا نعرف من هو في الخلق ).
وقال ابن أبي الحديد :( واعلم أن الآثار والأخبار في هذا الباب كثيرة جدا ؛ ومن تأملها وأنصف علم أنه لم يكن هناك نص صريح ومقطوع به لا تختلجه الشكوك ولا يتطرق إليه الاحتمالات كما تزعم الامامية يقولون : إن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على أمير المؤمنين علي عليه السلام نصا صريحا جليا ليس بنص يوم الغدير ولا خبر المنزلة ولا ما شابههما من الأخبار الواردة من طرقه العامة وغيرها؛ بل نص عليه بالخلافة وبإمرة المؤمنين ؛ وأمرالمسلمين أن يسلموا عليه بذلك فسلموا عليه بها ؛ وصرح لهم في كثير من المقامات بأنه خليفة عليهم من بعده وأمرهم بالسمع والطاعة له؛ ولا ريب بأن المنصف إذا سمع ما جرى لهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ؛ يعلم قطعا أنه لم يكن هذا النص ).
وهذا النص المكذوب وحده كاف للبرهنة على فساد عقيدة برمتها ؛ فما ترتب عن هذا الخبر من أخبار كان في حكم المكذوب ؛ وما بني على باطل فهو باطل ؛ وإذا جوز العقل هذه الكذبة التاريخية المشهورة سهل عليه تجويز غيرها من قبيل قول الرافضة : ( من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه والى نوح في تقواه والى إبراهيم في حلمه والى موسى في هيبته والى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي ) وواضح الوضع في هذا الحديث الذي جمع لعلي صفات الأنبياء المرسلين من أولي العزم ؛ وما كان الصحابي الجليل علي رضي الله عنه أن يرضى منهم هذا الكذب والتلفيق المتجاسر على أنبياء الله صلوات الله عليهم وهو العبد المتواضع لله عز وجل كرم الله وجهه. ومن قبيل قول الرافضة نسبة للنبي : ( أنا ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه وفاطمة علاقته ؛ والأئمة منا عمود توزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا)
ومن قبيل قول الرافضة : ( حب علي حسنة لا يضر معها سيئة ؛ وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة ).
فبمثل هذه الأباطيل يؤخذ العوام والسذج وتقدم لهم الأخبار الملفقة لتصير عقيدة يموتون من أجلها حبا في آل البيت وطلبا للجنة ومرضاة الله عز وجل.
ومما يدل على استخفاف الوضاع من الرافضة بعقول البسطاء من الناس قولهم في حق فاطمة رضي الله عنها :( لما أسري بالنبي أتاه جبريل بسفرجلة من الجنة فأكلها ؛ فعلقت السيدة خديجة بفاطمة ؛ فكان إذا اشتاق إلى رائحة الجنة شم فاطمة ). لقد كذبوا ولجهلهم ظنوا الجهالة بالناس جميعا ؛ والتاريخ يسجل أن فاطمة رضي الله عنها ولدت قبل الإسراء كما أن خديجة رضي الله عنها ماتت قبل أن تفرض الصلاة ؛ وقد فرضت ليلة الإسراء بإجماع علماء الأمة .
وعلى شاكلة الكذبة في الماضي يواصل كذبة الحاضر كذبهم وتلفيقهم على رسول الله بما في ذلك انتظار نزول الإمام المرفوع الذي جعلوه في مرتبة نبي الله عيسى عليه السلم المصرح برفعه في القرآن وحده دون غيره من الخلق ؛ وكل ما يترتب عن هذا الرفع المكذوب من ضلالات وأوهام تستهوي العوام البسطاء.
ومثل هذه الأكاذيب هي التي تصور غير الشيعة أعداء ؛ وتعلم العوام من الشيعة الشتم واللعن في حقهم لمجرد أنهم لا يصدقون الكذب الشيعي؛ ولا ينجيهم من اللعن والشتم كلمة التوحيد لا اله إلا الله محمد رسول الله .
من هذه الطرق الكاذبة وبسبب هذه العقيدة الفاسدة طرق بابنا المحتل ولم يجد من الشيعة من يفتي بقتاله ومحاربته بل وجد منهم من يدعوه لدخول بلاد المسلمين والبقاء فيها ؛ ومن يحكم شرعه الكافر في مسلم موحد يوم العيد فيهدر دمه بدون بينة شرعية وإنما بناء على ظنون لا يعتد بها شرع ولا قانون وضعي ؛ ومن كذب على رسول الله وعلى آله لا يمكن أن يتورع عن الكذب فينسب لصدام رحمه الله ما لم يقترف من الجرائم المنسوبة إليه والتي هي من وضع المحتل الأمريكي الصهيوني والتي وجدت هوى في نفوس الروافض الحاقدين لأسباب سياسية ليس غير.
لقد كذب موفق الربيعي فزعم أن صداما ارتعد أمام المشنقة ونقلت الفضائيات قوله وكذبته عدسة الهاتف الخلوي المدسوسة فظهر الشهيد كخبيب رضي الله عنه وكعمر المختار رحمه الله؛ وككل الشهداء الأبطال وكان آخر كلامه لا اله إلا الله محمد رسول الله وهي كلمة يتمنى كل مسلم أن ينطق بها ساعة موته ولا ينطق بها إلا مؤمن وإلا حصل له ما حصل للصحابي الجليل الذي أصابته الحبسة ساعة الوفاة ولم ينطق بالشهادة لأن أمه كانت واجدة عليه بسب تفضيل زوجته عليها ؛ فلما عفت عنه أمه جهر بالشهادة التي لم يقدر على الجهر بها من قبل؛ فلو كان صدام كما زعم الروافض لما نطق بالشهادة بالدليل الشرعي ولكنهم قوم يجهلون وعلى الله يتجاسرون فيدخلون جهنم من شاءوا وكأن الأمر بيدهم وبيد الأمريكان في الدنيا والآخرة .