Home»Régional»الطفـــــــــــــل و التواصـــــــل // الى روح الفقيد محمد راشد

الطفـــــــــــــل و التواصـــــــل // الى روح الفقيد محمد راشد

0
Shares
PinterestGoogle+

الطفـــــــــــــل و التواصـــــــل

الكل يعرف حالة الطفل عند ولادته وكيف يكون. ورغم ذلك نطرح بعض الأسئلة :
هل يقدر الطفل على التنقل معتمدا على نفسه عند ولادته؟
هل يكون لدى الطفل, عند ولاد ته, القدرة على التعبير عما يحيط به وما يحسه؟
بدون أدنى شك سنتفق على أن المولود عند ولادته لا تكون لديه إ مكانية الإعتماد على نفسه للتنقل. و نتفق حتما على انه لايستطيع التعبر على ما يراه و يحسه, لأنه عند ولادته لا يستطيع الكلام.
في هذه الحالة على من يعتمد المولود ؟
يعتمد طبعا و اساسا على امه، انها الانسان الذي يلازمه، يطعمه و يكسيه و يحميه. و امه تفكر فيه كما أنها تفكر له.
بطريقة اخرى نطرح السؤالين السابقين :
هل للمولود القدرة على التفكير ؟
هل لديه وجدان : ( الوجدان بمعنى العاطفة المتعلقة بتصورات تمكن من استحضار اشخاص او اشياء في غيابها ( الاشخاص و الاشياء التي لنا بها ارتباط لأننا لا ننستحضراشخاصا و لا اشياءا اعتباطا ليس لدينا بها أي إرتباط عاطفي)
و سنجيب كما اجبنا على السؤالين السابقين بالسلب : الطفل لا يفكر و ليس له وجدان.
و نطرح كذلك سؤالين اخرين.
لماذا لا يفكر الطفل ؟
و لماذا ليس للطفل وجدان ؟
طبعا الجواب ذكرناه اعلاه : و هو اذا الطفل لا يتكلم، لا يستعمل الكلام و ليست لديه القدرة على ذلك بعد. فهو اذن لا يفكر و هو كذلك ليس لديه وجدان لانعدام الكلام و لانعدام الحركة فلا تجربة له لانعدام الحركة فلا تجربة له لانه ليس له القدرة على التنقل من مكانه و اكتساب تجربة بالتوقف على اشياء جديدة و اكتشاف اماكن و عوالم اخرى فهو ليس لديه ذاكرة بعد : لاننا قلنا ان الوجدان هو استحضاراشخاص لنا ارتباط بها اي لنا عاطفة ازاءها.
و بعد هذا سنطرح السؤال التالي : هل للعالم وجود لدى الطفل ؟
اذا كان الطفل ليس لديه قدرة على استعمال الكلام و لا وجدان له فإنه لا يستطيع استحضار الاشياء في غيابها اي ليس للاشياء امتداد في فكر الطفل لتصبح حاضرة رغم غيابها.
سيتبادر الى ذهن شخص ما حزمة من الأسئلة فالطفل يبكي و الطفل يأكل و الطفل " …" .
نعم، الطفل يأكل ليحيى
نعم، الطفل يبكي ليعبر عن عدم راحته و ليعبر عن نقص لديه (نقص بيولوجي)
نعم، الطفل (..) لانه لا يمكن ان يترك الفضلات داخل جسمه.
فحياته تشبه الى حد كبير تلك الفترة التي قضاها في بطن امه.
يسبح في الماء يعيش الراحة والهناء.
قلنا ان الطفل ياكل.
نعم انه يأكل. و ما هي نتيجة الاكل؟
ان نتيجة الاكل هي نمو جسمه و مضاعفة طوله و وزنه.
فالطفل يزداد طوله (في الحالات الطبيعية) بحوالي 20 سنتيمترا كل سنة (اي بمعدل سنتمترين كل شهر).
و نتيجة لهذا النمو يتطور جهازه العصبي. كيف ذلك ؟
في الاشهر الاولى يقوم الطفل ببعض الحركات اللا إرادية. اي انه يقوم بحركات لكنه لا يتحكم بالاعضاء التي تنجز هذه الحركات. يليها في بداية العام الثاني بعض التحكم في الأشياء …. إنها مرحلة ميلاد الذكاء.
خلال هذا العام الثاني كذلك يقوم بالتعرف على محيطه الذي يأثر في تكوين تفكيره من ناحية الإهتمام الذي يوليه أياه هذا المحيط الذي هو: العائلة, والمدرسة وطريقة العيش وكذا الأسفار وتغيير مقر السكن. والطفل في هذه المرحلةا يتحسن معرفته بالأشياء. فالشيئ الذي لم يكن لديه وجود عند غيابه عن ناظره أصبح يحس وجوده رغم غيابه عن أعينه. فقد كان في البداية لايستطيع معرفة مكانه إذا أخفي عنه والآن يستطيع معرفة مكان وجوده. لقد أصبحت الأشياء تأخذ إمتدادا فكريا لديه:فهي موجودة رغم غيابها: لقد بدأت ذاكرته تتطور.
خلال منتصف العام الثاني يكون الطفل قد أصبحت لديه القدرة على المشي معتمدا على نفسه: إنه يكتشف العالم من حوله.
كما أصبح يستعمل بعض الكلمات "بابا" مثلا أو "ماما" أو بعض أجزاء الكلمات: إنها نواة عملية التفكير.
نجد ان الطفل في هذه المرحلة يتعرف كذلك على ذاته في المرآه ككل متكامل, بعد أن كان يرى في الصورة التي يراها شخضا آخر: لقد أصبح لجسمه وجود متكامل: إنه يرى في المرآة: ذاته.
في نهاية هذه السنة الثانية يكون قد تكون لدى الطفل بنك من الكلمات يتجاوز المائتي كلمة بفضلها أصبح يربط علاقات بين الكلمات بعضها ببعض كما اصبح يربط علاقات بين الكلمات من جهة والأشياء من جهة أخرى, اضف إلى هذا كونه يخترع أسماء لأشياء لم يكن يعرف أسماءها من قبل.
و في هذه المرحلة صار الطفل يعرف أجزاء جسمه الذي كان يراه كلا واحدا.
وصار كذلك للعالم كما ذكرنا وجودا مستمرا, كما صار يعرف العالم و يعبر عنه: إنه ميلاد الشخصية و تكون " أناه " (أي ذاته بأبعادها الجسمية والفكرية ).
في بداية السنة الثالثة صار ذكاءه يتطور بسرعة: إنه يتكلم, إنه يفكر, إنه يتذكر, إنه يستحضر الأشياء, إنه يهيكل عالمه وينظم واقعه.: إنها ثورة كاملة في ذهنه. إنه يبني الأصناف الكبرى للفعل: إنه يستعمل القوالب اللغوية "schèmes " أي صور الأشياء التي تستمر في ذهنه بعد غياب الأ شياء عن الواقع: صور المكان: أمام – خلف – فوق – تحت – يمين – شمال …. – و صور الزمان: البارحة اليوم – غدا – بعد قليل …. إلخ.
وخلال هذه السنة الثالثة كذلك يستعمل الطفل عنصرين مهمين يتعرف بهما على العالم , ليس على الأشياء فقط بل على الوضعيات التي يعيشها والأحاسيس التي تعتريه: إنهما "اللعب" و "التقليد".
فبواسطة اللعب يكتسب مهارات يدوية وكذلك مهارات فكرية. يقول إبن خلدون في مقدمته: " اليد هي الخادم الأمين للعقل" كما إن بعض الأطباء ينصحون بإستعمال يد الطفل عند اللعب معه لأن ذلك, حسب رأيهم, يساعد الطفل على الكلام.
فالطفل عند لعبه بد مية أو لعبة ما نجده يحدثها, يخاطب اللعبة كما لو كان يخاطب شخصا وهو يعبر لها عما أصابه أو ما كان يتمنى أن يعامل به وقد يصب عليها جام غضبه وكأنه يخاطب من أساء إليه وقد يصل به الأمر إلى ضرب اللعبة وكأنه ينتقم فيها من ذاك الشخص: في جميع الحالات نجده يستحضر وضعيات من حياته يقلد أو يصحح أو يغضب …..إلخ وهو في هذه الحالات " يحول العالم" و "يؤثر" فيه و "يتحكم" فيه, طبعا بواسطة اللعب و التقليد حسب حاجيات " أناه".
وهذا اللعب والتقليد يعوض لديه عدم القدرة على الإستحضار المستمر للعالم, فيلجأ إلى هذه العملية ليثبت بها حضور العالم في ذهنه: اللعب والتقليد بالنسبة إليه تذكر واستحضار لأن الذكريات لا تفي بالغرض لديه في هذه المرحلة.

كيف يمكن إذن أن نلخص هذه المرحلة؟
خلال هذه السنوات الثلاث تعلم الطفل:
1)- الحركة: فهو يتنقل معتمدا على نفسه (صار يتعرف على العالم المحيط به ويكتشفه يؤثر فيه ويتأثر به)
2)- الكـــلام: إنه يتواصل مع محيطه ويعبر عنالوسط المحيط به
3)- تكونت لديه تصورات ذهنية للعالم الواقعي
4)- أصبح يستطيع إستحضار وضعيات بواسطة اللعب والتقليد
5)- إصبح يؤثر في هذه الوضعيات
6)- اصبح العالم مستمرا لديه بواسطة الذاكرة.

&&&&&&&&&

كيف يجب ان نتعامل مع الطفل في هذه المرحلة :
ان نعير اهتماما خاصا لمحاولاته في التواصل
نستمع إليه ونسمع ما يقول بأن نفسح له المجال ونتركه يعبربالكلمات أوالنشيد أو الرسم أو الألعاب
نلاحظه
نحاول فهمه
نتركه يتكلم ليفصح عما بداخله

– خلق محيطا مناسبا يدفعه للتواصل, كان نخفي لعبته و ندفعه للبحث عنها.
– خلق محيط مناسب يعطيه الرغبة في الكلام
– نحد ثه عما يقع له
– نحدثه عما يحس به ( بعد محاولات للتأكد من ذلك لانه اذا عبرنا عن شيء نعتقد انه يحسه و هو لا يهتم به نكون قد افسدنا كل شيء)
– نحدثه عما يفكرفيه ( نفس العملية السابقة)
– نحدثه عما يفعل ( بجمل بسيطة خاضعة للتنقيط حتى يستبطن ذلك و يسهل عليه فيما بعد عملية التعبير الشفوي ثم الكتابي بعد ذلك)
خلق محيط يمكن ان نقوم فيه بجميع عمليات وظائف الكلام، اي خلق جميع الامكانيات الممكنة للتواصل مع الطفل : تبادل المعلومات
نطلب منه اشياء
نطرح عليه اسئلة (تكون في متناوله)
نعبر عن احاسيسه (انظر ما ذكرناه قبل)
نستعمل جميع المناسبات لتطوير قاموسه اللغوي
نتأكد من أنه يفهمنا جيدا
نتحاشا التكرار اذا ما نطق كلمة او جملة خطأ. نردد نحن ذلك بأسلوب صحيح دون ان نطلب منه تكرار ذلك
المهم ان ندفعه للتعبير لا ان نهتم بطريقة تعبيره.

(يليه المرحلة الثانية بين 3 و 6 سنوات)

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *