خلال الدرس الذي القاه ليلة السبت 21-08-2004 بمسجد الامة انتقد الدكتور مصطفى بنحمزة المفكرون والمثقفون والمبدعون العرب ، والمسلمون … فامام الماساة الفضيعة التي تعيشها الاراضي الفلسطينية جراء العدوان الاسرائيلي الشرس الذي صار لا يبالي بالمنتظم الدولي ولا بالاعراف الانسانية … فصار يهدم البيوت فوت رؤوس اصحابها ، ويقتل الفلسطينيين نساء واطفالا وشبابا وشيبا … وصبيانا … ولا احد يحرك ساكنا … تنضاف الى ذلك الاضراب الذي يقوم به الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية احتجاجا على ما يعانونه من تعذيب ، وانتهاك لكل حقوق الانسان …

وتنضاف الى المأساة الفلسطينية مأساة عربية اخرى هي المأساة العراقية … وما اصبح يعانيه الشعب العراقي من اصناف الاهانة وخير مثال على ذلك فضاعات سجن ابو غريب …

اجل امام هذه المآسي وغيرها من الجروح التي تعيشها الامة هنا وهناك … نجد المفكرين العرب ، والمبدعين ، والفنانين منهمكون في انتاجات فكرية لا علاقة لها بهموم الامة ، ولا بمشاكلها … اصبح جل المفكرين ، والمبدعين العرب لاينتجون الا نمطا من الكلام الذي لايمكن اعتباه سوى عبارة عن لغو … وكلام فارغ … وخير مثال على ذلك نمط الاغاني التي اصبحت تزخر بها جل القنوات العربية على شكل فيديو كليبات .. وهي عبارة عن كلام ساقط .. والحان ساقطة .. ومعاني ساقطة .. وبذلك تم تغيب القضايا المصيرية العربية من كل الانتاجات الفكرية العربية نما في ذلك الاغنية ..

امام هذه الحالة الشاذة لمفكرينا ، ولمبدعينا ، ولمثقفينا لايسعنا الا ان نوجه لهم نداءا : ان الاهتمام بالقضايا المصيرية للامة العربية يعتبر مسؤولية لايمكن التملص منها بأية ذريعة .. فان الامة اليوم هي احوج ما تكون في حاجة الى كل طاقاتها الفكرية الهادفة لتكون جبهة واحدة متكاملة للدفاع عن قضايا الامة الاسلامية والعربية ضد مختلف الهجمات التى تسعى الى تشويه تاريخ امتنا ومسخ حضارتنا الراقية .. المتخلقة باخلاق الاسلام … والمتمسكة بالقرآن الكريم والسنة … فتلك اذن مسؤولية المثقفين ، والمفكرين ، والمبدعين العرب … فهل هم اهل لها … ذلك ما ستبديه لنا الايام