Home»Régional»الثقافة في خدمة التنمية

الثقافة في خدمة التنمية

0
Shares
PinterestGoogle+

الثقافة في خدمة التنمية.

أريد أن أعطي تحديدا لمفهوم الثقافة التي لاأعني بها هنا بالطبع الثقافة العالمة التي تتداولها النخبة من علوم و أدب وشعر وموسيقى و عمران….الخ؛بل أقصد بها المستوى الأنتروبولوجي حيث تكون الثقافة تراثا من عادات وقيم تطبع وجدان الأفراد و الجماعات عن وعي أو عن غير وعي و التي تترجم إلى سلوكات.والسؤال المطروح هو كيف يمكن استثمار هدا الإرث الثقافي التاريخي في خدمة التنمية المستدامة من أجل النهوض السوسيواقتصادي بهده الأجيال مع الحفاظ على ثروات الأجيال القادمة؟وهل كل هدا الإرث الثقافي ايجابي ويمكن استثماره،أم يجب انتقاء ما هو ايجابي من ما هو سلبي؟ وهل هناك معيار لهدا الانتقاء في إطار النقد المزدوج كما يسميه عبد الكبير الخطيبي؛أم يجب تبني التراث في أفق خلق قطيعة ابستيمولوجية معه و الوصول إلى الليبرالية سالكين تحليل الماركسية التاريخانية كما يعرفها عبد الله العروي؟ تلكم مجموعة من الأسئلة أردت مطارحتها وهي تبقى من عمل الأكاديميين الخوض فيها.
تزخر الثقافة المغربية بمكوناتها العربية،الإسلامية،الأمازيغية،الأندلسية والإفريقية بتراث غني يمكن استثماره في خدمة التنمية المحلية المستدامة؛فالكرم يعتبر شيمة توارثتها الأجيال العربية المتعاقبة؛و الإبقاء عليه في بعده التاريخي فقط لا يعدو أن يكون وجها من أوجه التخلف باعتباره يعيد إنتاج علاقات لم تعد صالحة، ويكرس ثقافة الاستهلاك و هدر الأموال و كنموذج على دلك الملايين التي تستهلك إبان مواسم الزوايا تحت يافطة الكرم من دون أن يكون لها مردودية إنتاجية تذكر ، فالكرم كقيمة يمكن استغلاله في إنتاج الثروات كمثال السياحية القروية و البيئية و الثقافية التي أصبحت الدولة المغربية و المجتمع المدني يراهنان عليهما على حد سواء.فمن خلال هده السياحة لا يحتاج المرء المتشبث بثقافة الكرم بالضرورة إلى تكوين خاص في استقبال الزوار؛ وبالتالي نكون قد صّنعنا هدا الموروث الثقافي وجعلناه استثمارا منتجا للتنمية في خدمة خلق الثروات بشكل عام.
إن الذاكرة و المخيلة الجماعية المغربية تكن تقديسا خاصا للشاي باعتباره يشكل مرجعية ثقافية؛فهناك طقوس خاصة بالشاي؛حتى أن الأغنية المغربية أفردت حيزا هاما لهدا المشروب الذي أصبح شعبيا بعدما كان يخص النخبة الأرستقراطية فيما قبل،فالمجموعات الشعبية "ناس الغيوان" و"سهام" تغنت به؛لكن المتمعن في هدا المشروب الصيني يرى أننا ننتج ثقافات استهلاكية باعتبار أننا نستهلك منتوجا أجنبيا يساهم في استنزاف العملة الأجنبية؛وبالتالي فإننا نتشبث بثقافة غير منتجة للاستثمار؛وهدا ما يلاحظ من خلال إقبال المستثمرين على خلق مشاريع كالمقاهي التي تستقبل زبناء أغلبيتهم من الشباب العاطل،وتستهلك منتوجات كالقهوة البرازيلية و الشاي الصيني رغم أن لا أحد منا،على ما يبدو،يمكن أن يتخلى بسرعة عن طقوس الشايٍٍٍِ.
لم يعد المجتمع المغربي يؤمن بقوة العمل،فالفلاح تخلى عن أرضه مقابل الإردورادو الأوروبي الجميل الذي لا يوجد على أرض الواقع،و سرقة المال العام أضحت دكاء اجتماعيا بامتياز تزكيها العقليات و أصبح جل المغاربة يؤمنون بالربح السريع إن على المستوى السياسي بواسطة شراء الذمم و التزويرالإنتخابي أو على المستوى الاقتصادي بواسطة نهب المال العام ،فأصبحت المافيات تستغل فقر المغاربة بعد أن كانت السبب في هدا المآل،عن طريق شبكات تهريب البشر و المخدرات والسلع وهده إشكالية خطيرة على مستقبل المغرب و المغاربة،لأن هده الثقافات أصبحت تنخر كيان المجتمع المغربي؛و تكرس هيمنة بورجوازيات ريعية تشكل نشازا على الاقتصاد الوطني،وهناك تخوف من تحالفها مع شبكات التطرف الديني؛وما الحملات التطهيرية التي تقوم بها الدولة قبيل الانتخابات العامة إلا جزءا من هدا التخوف.
ان المسئولية تقع على الكل في أفق انتاج ثقافات منتجة تسهم في التنمية،وتخرج شبابنا من يأس أضحت أكثر من جهة تستغله و توجهه الى التطرف و الإرتماء في أخضان المخدرات و حيتان القرش؛فهل من منقد؟؟؟؟؟؟

رشيد حمزاوي/ قرية كفايت

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. hassan
    01/01/2007 at 23:32

    PERSONNE NE PEUX CEDER FACILEMENT POUR NE PAS BOIRE LE THE Mr hAMZAOUI??

  2. safae
    05/02/2007 at 22:40

    je pense pas

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *