Home»Régional»أرادوا لصدام موت الذلة ولكنه مات عزيزا

أرادوا لصدام موت الذلة ولكنه مات عزيزا

0
Shares
PinterestGoogle+

إن طريقة الإطاحة بصدام حسين ؛ وطريقة إلقاء القبض عليه ؛ وطريقة محاكمته ؛ وطريقة إعدامه كلها طرق تلتقي عند هدف واحد وهو الإمعان في إذلاله ومن خلال ذلك الإمعان في إذلال الأمة العربية التي خرجت في يوم من الأيام تؤيد صدام وهو يرمي تل أبيب بصواريخه.
لقد تم تبرير مهاجمة العراق في ما يسمى بحرب الخليج الأولى باعتداء صدام على الكويت علما بأن الولايات المتحدة هي التي أوعزت للكويت باستفزاز صدام وكانت المؤامرة محبوكة عندما تم اتفاق سري بين حكام الكويت وبين الأمريكان ليكون رد الفعل العراقي ويكون ذلك بمثابة المبرر أمام أنظار العالم لضرب العراق وإضعافه. وعليه يكون السبب الحقيقي لحرب الخليج الأولى هو فشل الأمريكان في استدراج صدام ليكون على شاكلة حكام المنطقة الذين يتلقون التعليمات من خلال حقائب تبعث عبر السفارات الأمريكية.
وتم تبرير الهجوم على العراق فيما يسمى بحرب الخليج الثانية بامتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل وهي ذريعة واهية سرعان ما انكشفت وتبخرت لتحل محلها ذريعة تأييد تنظيم القاعدة ؛ لتحل محلها جرائم ضد الإنسانية.
وأول ما القي القبض على صدام صنف ضمن أسرى الحرب ؛ ولكنه سرعان ما فقد هذه الصفة ؛ وكان من المفروض بعد ذلك أن يعامل معاملة الزعيم الصربي فينقل إلى محكمة العدل الدولية ولكن نكاية فيه أصدر الأمريكان قرارا بمحاكمته في العراق ؛ وهي محاكمة ساقطة بموجب القانون الدولي لأن الدولة الفاقدة للسيادة فاقدة لما يترتب عن ذلك بما في ذلك العدالة ؛ بل وأكثر من ذلك وإمعانا في اهانة صدام سلم لعناصر كانت تحاكم زمن صدام ومن هنا تنعدم كل موضوعية في المحاكمة لو صحت شرعا وقانونا وعرفا. ولقد أكد القاضي العراقي الأول بشهادة نقلتها الفضائيات بأن الاملاءات كانت أمريكية بواسطة العملاء العراقيين لهذا فضل التنحي من منصبه احتجاجا على انعدام النزاهة.
ومما يؤكد بطلان المحاكمة تعرض المحامين للاغتيال وهو ما لم يحدث في التاريخ. ومن فصول المحاكمة الهزلية عدم استكمالها بما سمي الأنفال وغير الأنفال ؛ وكأن ما بعد الدجيل لا يساوي شيئا ؛ ومن الهزل الغالب على هذه المحاكمة التسريع بوتيرة تنفيذ الحكم علما بأن مدة التنفيذ فيها فسحة ؛ ومن الهزل أيضا شطب ما يوجد في كل دساتير العالم من سلطة اتخاذ قرار تنفيذ الإعدام أو تعطيله لأعلى سلطة في البلاد من دستور العراق إمعانا في الاهانة.
وجاءت الاهانة الكبرى وهي صدور قرار التنفيذ من البيت الأبيض يوم عيد المسلمين ليتشفى الصليبيون فيهم ويكون التشفي إمعانا في الإذلال عندما يأتي على يد العملاء العراقيين خصوصا الذين يدعون الانتساب لعقيدة تقدس آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ وما كان الرسول عليه السلام ولا آل بيته أن يرضوا باهانة المسلمين مهما كانت خطاياهم يوم العيد الذي هو يوم فرحة .
وجاءت طريقة الإعدام كذلك إمعانا في الاهانة فالشنق ليس من أساليب تطبيق شرع الله عز وجل لأنه يشترط شرعا القتل الضامن للكرامة ؛ فالرجل رئيس دولة وعسكري لا يمكن أن يشنق كما يشنق المجرمون ؛ فكان الأولى أن يرمى بالرصاص أو يضرب بسيف .
لقد أرادوا له نهاية مهينة وأراد الله له موت العزة والكرامة مات صدام يوم عيد الأضحى المبارك مرفوع الرأس يوحد الله عاري الوجه والجبناء من حوله لا يقوى أحد منهم على كشف قناعه ؛ مات لأنه لم يرض بالخضوع للاحتلال ولم يقبل المساومة ولم يرض بالاحتلال ؛ ظل يهين بوش ويشتمه طيلة محاكمته .
وسيموت من تشفى فيه وأراد اهانته ميتة الهوان سيموت كما مات شارون موت السرير موت الذلة والتفاهة .
بقي أن أقول لحاكم ليبيا عليك أن تعدم الممرضات البلغاريات ليلة رأس السنة الصليبية لترد الاهانة بالاهانة ولا تخضع لضغوطاتهم وكن رجلا ولو مرة واحدة فالموت واحد وطعمه واحد بالشنق أو بالرصاص أو بالسيف ؛ فالذي لا يقبل هو الذل والهوان ؛ وصدق من قال : ليس من مات واستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. يحيى قرني
    30/12/2006 at 22:45

    أشكرك أخي الشركي على مقالاتك وكل الاصدقاء الذين جعلوا من أقلامهم صوتا مدويا يزرع فينا الهمم ويحيي العزة بالنفس مصداقا لقوله تعالى لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . فلنضع يدا في يد ونبحث عن بصيص الامل ونضيئ به الطريق وهو السبيل الوحيد للنصر أخوك يحيى قرني

  2. أبو هشام
    31/12/2006 at 23:53

    ها هو صدام يموت اليوم لأنه سيموت غدا…إن مصرعه بهذه الطريقة هي ما يتمناه شرفاء الأرض..مات و الشهادتان تدويان في فمه…و بشجاعة مذهلة أربكت الأمركيين أنفسهم تقدم الهزبر إلى حبل المشنقة مرفوع الرأس …تلك هي البطولة…و كأنه يردد مع قطري بن الفجاءة:
    أقول لها وقد طارت شعاعا….من الأبطال ويحك لا تراعــــــــــــي
    سبيل الموت غاية كل حـــي….فداعيه لأهل الأرض داعـــــــــــــي
    أحاذر أن أموت على فراشي…و أرجو الموت تحت ذرى العوالي

  3. أم بثينة
    01/01/2007 at 19:50

    دعوا البطولة لي أنا==حيث البطولة باطل والحق زاهق==هذا أنا أُجْري مع الموت استباقا==وإنني أدري بأن الموت سابقْ==لكنما سيظل رأسي عاليا أبدا==وحسبي أنني في الخفض شاهق==فإذا انتهى الشوط الأخير ==وصفق الجمع المنافق==سيظل نعلي عاليا فوق الرؤوس ==إذا علا رأسي على عُقِد المشانقْ.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *