Home»Régional»العالم القرية, حق التفاعل وواجب الاندماج

العالم القرية, حق التفاعل وواجب الاندماج

0
Shares
PinterestGoogle+

العالم القرية , حق التفاعل , وواجب الاندماج

عزيز باكوش

صحيح جدا, وواقعي, أمر تحول العالم الى قرية صغيرة..باتت تزدحم أزقتها ودروبها ومسالكها بأنواع وفصيلات أناس يختلفون في كل شيء..في دياناتهم.ومعتقداتهم …في أساليب الحياة التي يرتضونها. ..لكن , صحيح أيضا إن كل منا يجب أن يضع في ذهنه, انه كائن من أهل هذه القرية.له حق التفاعل وعليه واجب الاندماج .علاوة على أن تثبيت هذا الاعتقاد أمر حيوي ,وعلامة مميزة في تطوره المجتمعي.

عليه أن يعي أن كما يريد أن يعيش حرا , ولا يقبل تدخل احد في أفكاره ودينه , وطريقة حياته. وان يتجرأ على .تلك الترسانة من الثقافات والأعراف والتقاليد التي ورثها أبا عن جد.. .فان للآخرين الذين يختلف معهم في الدين وفي الثقافة , والأعلام وفي اللباس وأسلوب الحياة نفس الحق.

.ابعد من ذلك , عليه أن يجعلهم يتمتعون بنفس الحق , بقدر ما يراه لنفسه .. لأنهم حسب منطق الاشياء والأحداث والوقائع , يريدون الشيء نفسه..

كيف حدث هذا الالتباس ؟

لظروف ملتبسة , تعود المواطن العربي المغلوب على أمره من المحيط الى الخليج , أن يستمع لكل شيء في النشرة الخبرية لبلده ,بدءا بالخبر الوطني ,مرورا بالخبر الجهوي, ثم العربي , فالدولي .. كما اعتاد أيضا أن يصدق كل ما يقال له , عن أنشطة وزراء بلده ,وقرارات برلمانها و مجالس أمرائها, معتبرا كل ذلك , مجرد دسائس ومؤامرات الإخوة الأعداء في الدين والوطن , اعتاد أن يكذب كل ما يقال له عن مظاهر الفساد في إعلام وسياسة بلده , وان كانت هذه المظاهر متجلية , كالشمس في وضح النهار ,ويتم تأكيدها عبر قنوات شتى , في الغدو والرواح , مؤكدا بان ذلك , مجرد مؤامرة ضد الإسلام والمسلمين ,مصدرها قنوات أجنبية معادية , ومروجوها , عملاء محليين , متسترين في عباءات الدين والوطنية .

تعود هذا المواطن أن يكذب إعلام الجزيرة , والفوكس , والبيبيسي , حتى وان كانت أخبارها فورية , وميدانية . ويجهر بتصديق قناة بلده الأرضية, حتى وهو يدرك إنها كاذبة.

ألف هذا المواطن العربي أيضا أن يعتبر حجب جريدة تنوير عالمية, بحجم "الحوار المتمدن" مثلا , ومنع مشاهدتها في بلده , أو في دول عربية بعينها , عملا وقائيا ينسجم مع ما يتطلبه الموقف ضد أي انحراف أخلاقي مرتقب , أو انقلاب سياسي متوقع , أو صحوة عقلية تجهز على الجهل والأمية لا قدر الله

تعود هذا المواطن, واقتنع أن سلطات بلده المتمثلة في أجهزة الرقابة , إنما أقدمت على فعل ذلك لمصلحته, وصونا لكرامته , ومن اجل احترام البشر,ولو بوضع جدار فاصل , "لان احترام الآخر ين كما هو مدون في الاتفاقيات الدولية , يعد أساسا في التعايش والتساكن , وهو لا يحتاج الى شعارات تردد في كلمات على مكتب داخل قاعة خلال تجمع لحزب سياسي يسعى للسلطة باسم الدين.. وإنما ا أسلوب يطبق في الحياة يقوم على الرضي بالآخر, وقبول الاختلاف معه في الدين والأفكار والمعتقدات… فعلا وممارسة وليس تقية.

والمريب هنا , أن هذا المواطن العربي يفعل ذلك , حتى وهو يعلم أن قنوات العري المنتشرة في سماوات الله المفتوحة , ومآت من الكليبات المنتجة لها ولفائدتها, إنما انو جدت بدعم سخي من هؤلاء القيمين على الشأن الديني والإعلامي في بلده . .فضلا عن كونها , أي الفضائيات المومإ إليها , مملوكة لنفس الأشخاص, والتيارات , والطوائف. والبراميل. ولأنهم

" يرون الغرب الآخر بعيون لا ترى في حضارتهم سوى الأفخاذ العارية؛و" لأننا كعرب "بين الأفخاذ نركز عيوننا؛ على حد تعبير سيد القمني , فيكون العيب في عيوننا , التي هي عيونهم , وليس في الأفخاذ".

اعتاد مواطني العربي تصديق شيوخ بلده الملتحين وان كانوا لم يلجوا المدارس قط , وتتفيه عقلاء الناس حليقي اللحى الآخرين الذين افنوا حياتهم في المختبرات , ولان صاحبنا مزاجي , ففي لحظة, ومن غير مقدمات ,
يصدق إعلام الآخرين …حتى وان كان كاذبا .

تعود على تحويل الهزائم الى انتصارات..لا أقوى على فهم كيف, ومن أين, يستمد هذه الشحنة القوية التي تحول الهزائم الى انتصارات…

لذلك , لا غرابة إن جاءت تعليقات هذا المواطن حول الأفلام المعروضة, والمسلسلات والبرامج المبثوثة , على فضائيات بلده , تثير نقاشا ساخنا , ليس حول الأزمات والمشاكل الاجتماعية التي يطرحها هذا الشريط أو ذاك , وإنما للحكم عليها وفق الشريعة .

و فيما إذا استوفى العمل شروط الحال, والأحكام الجاهزة أم لا

على أن يتخذ من قاعدة الحلال والحرام مبدأ غير قابل للنقاش , في إصدار الأحكام ,دونما مكيفات , أو مقاصد .

إن دور الفن في الدعوة الى الأخلاق فرض عين, وهاك يافتاوي وبلاغات وتشنجات…وكلام …

تعود هذا المواطن العربي المقهور علي أن أيّ حديث حول المرأة ، ودورها المفترض في مجتمع عولمي يتحول هو كلام مشبوه … يستوجب الحيطة و الحذر منه.

ومع أن " تاريخ البشرية يشهد إن من بين الأسس التي قام عليها تقدم الأمم هو مبدأ نقد الفكر الديني.. ويكفي لنتبين ذلك أن نتصفح تواريخ أوروبا القريبة منا بد ءا من فرنسا عصر الأنوار, الى ألمانيا "اليسار الهيكلي" مرورا بحركات الإصلاح الديني ومقومات الفكر السياسي الحديث.. .وهو نقد مهما اختلفت توجهاته وتباينت مرجعياته .سعى بالأساس الى تقويض الركائز العتيقة التي يقوم عليها النظام القديم وإحلال مبدأ العقل وحكم التجربة وسلطة التاريخ التي لا مرد لها.."
تعود المواطن عندنا علي إقصاء ,و إلغاء الرأي الذي يخالفه ، فكل من يولي وجهه شطر الغرب كافر بالضرورة .. وكل إسلامي متشدد حتى لو كان أميا ماسح أحذية , لا يميز بين الألف والزرواطة , هو مسلم مجاهد عليه المعول …في بناء وتعزيز صرح الحضارة البشرية.

ألف هذا العربي أشياء كثيرة عكس التيار

تعود علي أن أي اختلاف مع رجل دين" يٌعامل على انه اختلاف مع الدين نفسه!" وليس مع حامل النظرة الى الدين .

أما إذا تجرأت يوما , وقلت , يجب إصلاح حال الدين , وإعادة النظر في أحوال المسلمين ..ومع انك تشاركه الملة والدين .وتؤمن بالبعث علم اليقين , فسيصبح صاحبنا دون شك , مثل عقرب ثائرة, تدور في جحرها , مثل محرك كهربائي خرج عن نطاق السيطرة , ولا تفتا تروسه تدور..وتدور شالة أسلاكها الدامية , تسدد الضربات اللاسعة …ثورة وهياجا.

تعود هذا العربي أن يلتفت يمينا أو يسارا كلما ساوره أدنى شك بأنه يقول الحقيقة .أو سيفكر بان يجانب الحقيقة.

عزيز باكوش

..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *