Home»Régional»العالم صامت صمت الشيطان على عدوان إثيوبيا ضد الصومال

العالم صامت صمت الشيطان على عدوان إثيوبيا ضد الصومال

0
Shares
PinterestGoogle+

مرة أخرى يتأكد أن العالم صار بلا حس ؛ أو أنه جرد من ضميره ؛ فهاهو بلد مسلم اختار شعبه المرجعية الدينية لتسيير شؤونه يتم اقتحامه على أسس إيديولوجية تجمع بين الصليبية والعلمانية صليبية المعتقد وعلمانية الواقع. إن التورط الأمريكي الإسرائيلي في الصومال مكشوف من خلال إثيوبيا التي تلعب دور الارتزاق على حساب بلد عربي ومسلم لم يتحرك له الضمير العربي والإسلامي لأن الاملاءات الأمريكية تريد ذلك. إن سياسة الكيل بمكيالين هي السمة الغالبة على السياسة الأمريكية ؛ ففي الوقت الذي تطرد فيه القوات السورية من لبنان وهي قوات تدخلت بموجب قرار عربي لحقن دماء اللبنانيين في حرب أهلية أوقدتها أمريكا وإسرائيل؛ نجد إثيوبيا تتدخل في بلد لا ناقة لها فيه ولا جمل سوى لعب دور المرتزق ولا أحد يندد ولا أحد يدعو مجلس الأمن لاستصدار قرار بسحب قواتها وكأن العالم في فراغ قانوني وفي حال التسيب ؛ وهو كذلك على ما يبدو عندما يتعلق الأمر بالدماء العربية والمسلمة.
إن التاريخ سيسجل الصمت الشيطاني للعالم ؛ ولا يصمت الشيطان إلا حيث يكون الشر. لقد أرادت أمريكا أن تكون إيديولوجيتها التي تقوم على أسس عنصرية تجعل الصهيونية والصليبية فوق كل المعتقدات ؛ وتجعل النظام الرأسمالي هو سيد الأنظمة ؛ وتجعل نموذجها الذي يخلط بين عقائد عنصرية فاسدة تقوم على الاستعلاء وادعاء الرقي العرقي بل والخليط اللاهوتي الناسوتي وبين استغلال البشر المادي على أساس هذا الاستعلاء غير المبرر وغير المنطقي وغير المقبول في منظومة حضارية تزعم اعتماد الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان . فشتان بين الادعاء وبين الواقع. أمريكا التي تقوم ولا تقعد لكل قضايا الدنيا ترى الظلم الصراح ولا تحرك ساكنا لأنها هي صاحبة هذا العدوان هي الممولة بل هي التي تقود العمليات والطائرات الإثيوبية إنما هي إثيوبية وهما ؛وأمريكية ميدانيا تحصد أرواح الصوماليين بالمئات لأن قوات المحاكم أظهرت مقاومة وصلابة على مستوى القتال الأرضي ضد المرتزقة الأحباش.
إن الذي يحز في النفس هو كلما همت القوة الطاغية في هذا العالم بالمسلمين تقتلا إلا وسكت العالم وتفرج فالسيناريو نفسه يتكرر في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان ؛ فكلما وجدت الفئة التي تحمل الطرح الإسلامي كبديل عن العولمة التي هي صليبية وصهيونية بلبوس علماني كلما كان التدخل المباشر لأمريكا وإسرائيل من خلال العملاء والمرتزقة وهم أصناف حسب البقع الجغرافية.
ولقد استغلت أمريكا انشغال العالم ببؤر التوتر الكبرى لتعيث في أرض الصومال فسادا عن طريق دولة ليس لها الحق في التدخل في شئون دولة جارة بموجب قرارات الأمم المتحدة المانعة للعدوان.
انه لمن المخزي أن يسكت العالم عن عدوان إثيوبيا لمجرد أن الذين وقع عليهم العدوان مسلمون موحدون أرادوا بناء حياتهم بشكل يناسب معتقداتهم؛ وهو حق تضمنه المواثيق الدولية التي بنت التعايش بين الشعوب على أساس احترام المعتقدات والخيارات الأيديولوجية.
إن العالم عامة والعالم العربي والإسلامي خاصة يتحمل اليوم مسئولية إبادة شعب الصومال من أجل رغبة أمريكا وإسرائيل في محاصرة المد الإسلامي الرافض للهيمنة. إن نجاح أي تجربة إسلامية في أي شبر من العالم معناه فشل البديل الصليبي الصهيوني العلماني المعولم لهذا تعتبر الحرب واحدة وان تعددت مواقعها الجغرافية ؛ وتعدد مبرراتها ؛ فالطرح الطالباني في أفغانستان والشيعي الجهادي في لبنان والحماسي في فلسطين ؛ والسني الجهادي في العراق ؛ والمحاكمي في الصومال هو طرح واحد ضد عدو واحد لهذا فالعدوان واحد ضد هذا الطرح وان اختلفت التكتيكات .
إن الصمت الشيطاني الذي اختاره العالم بشقيه المسمى حضاريا والمسمى بداويا لن يزيد سوى تنامي موجة العداء ضد الحضارة الصليبية الصهيونية التي فشلت في كل أفق من الآفاق وهي تحاول محاولتها اليائسة من خلال الحروب والاعتداءات من أجل استئصال ما لم تستطع استدراجه نحو إيديولوجيتها بالإغراءات؛ وان تنامي مشاعر الحقد هو ما تحذره هذه الحضارة الوشيكة الزوال والتي عبرت عن تجاوز التاريخ لها من خلال عنصرية بلغت أقصى مراتب الانحطاط.
والعالم لم ينس أن الحبشة هي موطن الصليبية منذ القدم ؛ ولن تتخلى عن دورها في شرق الأرض ضد المد الإسلامي الكاسح بقوة الاعتقاد لا بقوة السلاح كما يروج لذاك المروجون للتمويه على إستراتيجية الحضارة الغربية المنتشرة بحد السيف حقيقة لا مجازا ؛ وهو داء ترمي به دار الإسلام لتنسل منه.
إن المؤسف أن يتمحض الصليبي والصهيوني تمحضا لا يخالطه لبس بينما لا يتمحض المسلم والعربي ؛ وهو جوهر مشكل عالم يدين بدين الإسلام ؛ إذ لابد من مواجهة الطابور الخامس قبل مواجهة العدو لأن قدر الأمة أن تكون مدخولة مخترقة من طرف من يحسبون عليها وولاؤهم للعدو.
إن الله عز وجل يراقب الوضع بدقة متناهية فقد يجعل بعد العسر يسرا وقد يتكرر ما كان في لبنان وما يحدث في العراق وأفغانستان بقدرة قادر لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *