Home»Régional»وقفة مع كلمة العلامة مصطفى بن حمزة في حفل الدورة الصيفية العاشرة لتحفيظ القرآن الكريم

وقفة مع كلمة العلامة مصطفى بن حمزة في حفل الدورة الصيفية العاشرة لتحفيظ القرآن الكريم

1
Shares
PinterestGoogle+

تميز حفل الدورة الصيفية العاشرة لتحفيظ القرآن الكريم الذي حضره والي الجهة الشرقية ، وجمهور يناهز الألف شخص بقاعة دار الطالبة بمدينة وجدة يوم الأحد 22 غشت 2010 موافق 11 رمضان الأبرك 1431 بكلمة السيد رئيس المجلس العلمي المجلي بوجدة فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بن حمزة الذي عود جمهوره على الدوام بتوجيهاته النيرة الصادرة عن إخلاص في خدمة الإسلام والقرآن بعقلية متفتحة تعتمد الأساس العلمي والمعرفي الصحيح . ومما جاء في كلمته القيمة أن الدورة الصيفية العاشرة لتحفيظ القرآن الكريم بعمرها المستوفي لعقد من السنين ، وبازدياد الإقبال عليها سنة بعد أخرى تؤكد أن الأمة مهتمة بكتاب الله عز وجل في قيظ الصيف الذي يطلب فيه الناس الراحة والاستجمام ، في حين يجد المقبولون على كتاب الله عز وجل راحتهم الكاملة في العناية بكتابه الكريم حفظا ودراسة ، وهو كتاب يستحق كل العناية لأنه من جهة كلام الله عز وجل المقدس الواجب الاهتمام به شرعا ، ومن جهة أخرى لأنه يتضمن المشروع الديني التربوي الذي ترعى بواسطته الناشئة المسلمة التي هي رأسمال الأمة في زمن أصبح العالم يهتم فيه بجزئيات الكون من قبيل جزيئات الذرة ، والخلايا الجذعية وما شابه مما يجعل الأمة الإسلامية تهتم بناشئتها التي هي رجال ونساء الغد الذين تراهن عليهم هذه الأمة .

والدورة الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم كما قال فضيلته هي مشروع تربوي تأهيلي يؤهل الناشئة للتربية الصحيحة . وذكر العلامة أن مع الدورة الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم تستغني الأمة عن تحذير ناشئتها من الممنوعات والمحرمات من مخدرات وقمار ، وكل ما يعاني منه المجتمع من سلبيات تنغص عليه حياته السوية . وذكر فضيلته أن الأمة المغربية تراهن على المشروع الإسلامي القرآني ، وأنه قد تم الانخراط فعليا فيه سواء على المستوى الرسمي حيث تعهدت الرعاية الملكية السامية دار الحديث الحسنية بإعادة تأهيلها وبغلاف مالي يفوق خمسة عشر مليار سنتيم ، وكذا إعادة تأهيل المجلس العلمي الأعلى . فالعناية المولوية بهذين المعلمين الدينيين فيها إشارة واضحة إلى الرهان على المشروع الديني الباني . ومقابل العناية الرسمية بهذا المشروع الديني سجل فضيلته الانخراط الإيجابي للأمة في هذا المشروع من خلال إقبالها على التعلم الديني حيث حقق التعليم العتيق هذا الموسم الدراسي نسبة قياسية في نتائج امتحانات الباكالوريا والتي بلغت نسبتها أكثر من تسعين في المائة مما يؤكد إقبال الأمة على هذا التعليم الذي يقوم أساسا على القرآن الكريم . وسجل أيضا فضيلته الاهتمام الرسمي بالرموز الدينية وذكر على سبيل المثال توشيح صدر عالم بوسام ، وتخصيص آخر بجائزة في الجهة الشرقية من قبل السدة العالية بالله مما يعني تشجيع الجهة على مواصلة الجهد في خدمة القرآن الكريم والحديث الشريف. وفضيلة العلامة يراهن على أن المستقبل لكتاب الله عز وجل لهذا لا يفتأ يدعو الأمة للانخراط في خدمة القرآن الكريم الذي هو دستورها وقارب نجاتها إلى بر الأمان . ولقد حققت الدورات الصفية لتحفيظ القرآن الكريم نتائج تثلج الصدور حيث يحصل آلاف الأطفال ذكورا وإناثا في مدينة زيري بن عطية وأحيائها وأحوازها أجزاء معتبرة من القرآن الكريم خلال العطلة الصيفية وهي أجزاء لا تقل عن ستة أحزاب كما كان الشأن هذه الدورة ،.

وهذا الجزء من كتاب الله عز وجل الذي تحصله الناشئة كل عطلة دراسية صيفية هو القدر المطلوب بيداغوجيا لتحسين مستوى هذه الناشئة اللغوي ، وهو مستوى عرف تدهورا ملحوظا ومطردا منذ أهمل كتاب الله عز وجل في البرامج الدراسية لمنظومة تربوية لا زالت تبحث عن طريقها الصحيح من خلال مسلسلات الإصلاح المتتالية .وعسى أن تكون نتائج التعليم العتيق منبها لأصحاب القرار التربوي إلى الإصلاح الصحيح الذي يستنير بكتاب الله عز وجل عوض استيراد النماذج الغربية الغريبة عن هويتنا والتي تستهدفنا كفئران تجارب ليس غير دون طائل .لقد بلغ عدد الناشئة المقبلة على الدورات الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم مائة ألف وخمسة آلاف ، وهو رقم له دلالته في صيف قائظ كما قال العلامة . ولقد عادت الأحواز إلى سابق عهدها بحفظ القرآن الكريم حيث تضاعف عدد الناشئة المقبلة على حفظ القرآن فيها مما يعني أن روافد القرآن الكريم التي كانت تمد الحواضر المغربية بحفاظ كتاب الله عز وجل قد استرجعت عافيتها بعون الله تعالى وبجهود السيد رئيس المجلس العلمي المحلي في الجهة الشرقية ، وطاقمه المجند وخصوصا العناصر المخلصة المعروفة بنكران الذات والعمل الخالص لوجه الله تعالى والتي تعمل عمل جند الخفاء بعيدا عن أضواء الإشهار في الحفلات والمناسبات . ولا يمكن أن تذكر الدورات الصفية لتحفيظ القرآن الكريم دون ذكر المحسنين الذين ينفقون أموالهم بسخاء على كتاب الله عز وجل سواء تعلق الأمر ببناء المساجد أو المعاهد الدينية أو الإنفاق على طلبة العلم المنتمين لها أو تشجيع حفظ كتاب الله عز وجل .

وقد بلغ إنفاق المحسنين هذه السنة أزيد من 25 مليون سنتيم في شكل مكافآت وجوائز تشجيعية . وكعادته تحركت أريحية العلامة الشيخ مصطفى بن حمزة وهو يستمع إلى مقطع من المنظومة الفقهية لابن عاشر من أداء مجموعة من الفتيات الصغيرات في سن الزهور أداء إتقان فأعلن عن مكافأة قدرها مليون سنتيم ستخصص الموسم القادم إن شاء الله تعالى للناشئة التي تتقن حفظ هذه المنظومة تشجيعا لحفظ المتون المتعلقة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . فالله نسأل السداد لهذه الأمة ولناشئتها ، والتمكين لكتاب الله عز وجل في قلوبها ، وجزى الله خير الجزاء فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بن حمزة على جهودها الجبارة لخدمة القرآن الكريم وجعله الله تعالى شفيعه يوم يلقاه بعد عمر مديد مبارك فيه ، وجزى الله تعالى أهل الخير الذين يدعمون دورات تحفيظ كتاب الله عز وجل ، وجزى الله خيرا المحفظين والمحفظات وجنود الخفاء المخلصين الذين يبذلون جهودهم في خفاء ويحتسبون الأجر عند الله عز وجل . وكل عام ودورة تحفيظ القرآن الكريم بألف خير إن شاء الله تعالى .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. وجدي
    25/08/2010 at 02:47

    تحية لوجدة سيتس، و بارك الله في عالمنا الجليل و زاده إخلاصا و حبا لله و للوطن و الملك. كما أتمنى أن يكون محفزا و مشجعا للجميع من غير قمع فئة على حساب فئة، فهو الذي يعيب على حداد كيف يجرؤ على طلب التزكية و يمنعها طلبة و فقهاء و أساتذة و هم أشد الحاجة الى تشجيعه و مساندته. و وفق الله الجميع لخدمة الصالح العام و السلام

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *