Home»Régional»كتاب في معرض ـ السر ـ الكتاب الأسطوري

كتاب في معرض ـ السر ـ الكتاب الأسطوري

0
Shares
PinterestGoogle+

عندما تدخل قاعة المعرض بجمعية النبراس، ستجد في استقبالك كتابا بعنوان  » السر » « the secret  » للكاتبة الاسترالية  » رولان بيرن » وهي كاتبة ومنتجة أفلام تلفزيونية، ولدت سنة 1955م، وقد عُرفت من خلال كتابها هذا (the Secret)، والذي أوصلها لتكون من ضمن قائمة المائة شخص الأكثر تأثيراً في العالم بحسب تقرير مجلة التايمز لعالم 2007، وهو كتاب لقب ب « الأسطوري »، حتى قال فيه أحد الكتاب العرب » مدح مدحا بلغ عنان السماء »، يتحدث في جوهره عن قانون الجذب الذي يتأسس على الخيط الناظم في الكون الذي يربط كل الأشياء ببعضها..مما يجعل تفكير الإنسان عنصر جذب عندما يركز على ما يريد الحصول عليه.
لقد حقق هذا الكتاب مبيعات خيالية وامتاز بسرعة الانتشار إلى درجة أن دور النشر هرولت لنسخه لأكثر من ثلاثين لغة.

وقد تصدر لائحة الكتب الأكثر مبيعا في أوربا وأمريكا إذ عدت مبيعاته بالملايين.
ومما ساعد في تسريع وتيرة الانتشار ما قام به الإعلام من ترويج فاق كل تصور مما دفع بصاحبته إلى التنقل بين الإذاعات لتحل ضيفة على الكثير من القنوات العالمية منها نزولها ضيفة في برنامج (لاري كنج) و(أوبرا) الذي تديره الجنوب إفريقية (أوبرا وينفري) وغيرهما، وقد ظهر كتاب « السر » في بدايات صدوره الأولى على شكل فيلم تعليمي وثائقي في بعض الفضائيات، ثم بيع على شكل DVD، ثم طُوّر العمل ليخرج على شكل كتاب يحمل السر في طياته.
وقد قيل في كتاب « السر » الشيء الكثير سواء من غربيين أو عرب، وتشكلت الصفوف متقابلة في تعارض كبير بين مؤيد معجب وبين ساخط يسمه بالخرافة والشعوذة.
ومن كلام المعجبين المؤيدين نسوق هذه التعقيبات إذ يقول أحد الكتاب في مقال له منشور بصحيفة عكاظ العدد 2096:  » « السر » واحد من سلسلة نادرة من الكتب فيه تألق ذهني محض يمدك ببهجة طويلة الأجل ويسهل عليك عملية التنفس ويثير فيك الرغبة في الحلم في معركة حياتية نحتاج فيها جميعاً أن نعيد برمجة أحلامنا بعد مراجعة الظروف ».
ويقول كاتب آخر في مقال له في جريدة الرياض العدد 14509 بعد أن عرض لخلاصة الكتاب: « هذا هو « السر » الذي حقق النجاح للكثيرين أعرضه لكم لأنني أحبكم وأتمنى أن تحققوا كل ما تصبون إليه، ولا أرجو من ذلك إلا أن تذكروا بالخير من كشفه لكم متمنياً للجميع النجاح ».

وتقول إحدى الكاتبات في مقال لها بعنوان: « العمق والأثر » والمنشور بجريدة اليوم العدد 12805: لأول مرة في حياتي أنتهي من قراءة كتاب وأقلبه لأقرأه من جديد في اللحظة ذاتها التي انتهيت فيها منه. قرأته في المرة الأولى لأفهم سر رواج ذلك الكتاب في أمريكا وكيفية عمل (السر) وهذا هو اسم الكتاب (the Secret) وقرأته في المرة الثانية وأنا (غاضبة) وعدم رضاي لم يكن بسبب الكتاب ومحتواه ولكن بسبب فقداننا نحن العرب المسلمين لمن يكتب لنا بتلك الطريقة السهلة بقربها ووضوحها وبعدها عن أسلوب الوعظ ومفرداته المتكررة في كل الكتب والمحاضرات ». وتقول في آخر مقالها مكمّلة نقمتها على المكتبة العربية: « نبحث في المكتبة العربية عن كتاب من ذلك النوع فلا نجد، لأنهم جميعا يخافون من مغبة التفكير، ويميلون إلى المنقول، فنكرر أنفسنا، ونكرر معارفنا، بالأسلوب الذي لا نجرؤ على تجاوزه. وهو أسلوب الأمر وأسلوب النهي الذي جاء به كتاب (لاتحزن) كمثال.

فالكتاب رغم اختلافه عن غيره إلا أنه لم يتجاوز تلك الأساليب بدءاً من العنوان ومروراً بصيغ الأمر المتكرِّرة كثيراً في الكتاب. ربما كان اختلاف الكتاب في أنه بسط الأسلوب القديم ومزج في الأثر على القراء بين الآيات والأحاديث والتجارب الإنسانية من خلال أبيات من الشعر. ولكننا نبحث عن المزيد من العمق ومزيدٍ من القرب الذي يترك فينا أثراً قويا كما فعل كتاب السر ».
وكثيرا ما نجد أن المؤيدين لجأوا لتأصيل مضامين الكتاب من القرآن والسنة مثل قوله تعالى ( إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : تفاءلوا بالخير تجدوه. وهو حديث منكر. وقول الله تعالى في الحديث القدسي:  » أنا عند حسن ظن عبدي بي » وهو حديث في البخاري ومسلم.
وأما المعارضون الناقمون عما جاء في كتاب السر فقد اعتمدوا على كونه، حسب رأيهم، يدور حول مفاهيم ميتافيزيقية يروج لها وفق منظومة ما يسمونه بالفكر الجديد، وهو فكر وقع في انحرافات خطيرة فيما يتصل بوجود الله وعلاقة الإنسان به.
يلاحظ أن هؤلاء المعارضين تحدثوا عن فكر سموه  » الفكر الجديد » ولم يتناولوا مضامين من الكتاب لمناقشتها وتبيان وجود الخرافة فيها.
وبما أن هذا الكتاب الشبح الذي غزا العالم الغربي والعربي وحقق نجاحا باهرا، أحدث كل هذه الضجة، فإن القارئ الوجدي ما عليه إلا أن يقوم بقراءته بنفسه ليحكم عن علم وبينة إن كان الكتاب كتاب علم يتحدث عن قانون الجذب ويستند إلى وقائع لا تحدث للغربيين وحدهم بل تقع لنا نحن العرب والمسلمين كذلك.. أم أنه فعلا كتاب خرافة ودجل.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *