ذاكرة المدينة الألفية وجدة في صور
مؤلف تاريخي
من إنجاز الكاتب الفرنسي فرانسواماتنيز
حقيقة،
صدق من قال وجدة « ولاّفة »، وهو مصطلح
قريب جدا إلى اللغة العربية : « ولف »
، والولف » يأتي من الأخذ على الشيء يعني
المكان أو الحبيب وغيره، وهو نفس الشعور
الذي امتلك الباحث والكاتب الفرنسي
فرانسواماتنيز الذي قال في حق وجدة العامرة
في آخر الغلاف لكتابه: « ذاكرة في صور »
« Mémoire en Images » كلما تذكرت وجدة، أبقى
مشدودا دائما للمغرب » .
هي شهادة
قيمة من كاتب عشق وجدة حتى النخاع ، وارتبط
بها وبساكنتها، وأحب المغرب وشرقه الغني
والثري، وحاول من جهته التأريخ لهذه المدينة
الألفية، عن طريق « البطائق البريدية »
التي حصل عليها من أصدقاء له، جسدت بحق
فترات تاريخية متعاقبة من تاريخ الألفية
وجدة، منذ معركة وادي إسلي سنة 1844 إلى غاية
استقلال المغرب سنة 1956، فترات وحقب تاريخية
لخصت مجملها في صور معبرة تعكس حياة الإنسان
الوجدي وزمكان أقدم مدينة بشرق المغرب.
الكتاب
« ذاكرة في صور -« Mémoire en Images » جاء
كمرجع تاريخي لما تحمله الكلمة من معنى،
يقع في 127 صفحة من الحجم المتوسط وبلغة فرنسية
سلسة، صدرت منه النسخة الأولى سنة 2003.
المؤلف
يحمل بين ثناياه عدد من الأبواب، وعلى سبيل
الذكر لا الحصر : « جزء من التاريخ »
و « أبواب المدينة »، و »المدينة والحياة
اليومية » ، و »وجدة : المدية الجديدة »
و »سيدي يحي والبساتين… » هذا بالإضافة
لنبذة تاريخية عن تاريخ المدينة، سلطت
من خلالها بعضا من الضوء على أماكن وفضاءات
ومآثر وأحداث تاريخية أرخت عبر الزمن صور
لميلاد « مدينة على الحدود » بعيون الآخر،
ولازالت هكذا حتى الآن أو حتى اليوم.
الكتاب
« ذاكرة من صور » للكاتب الفرنسي فرانسوا
مارتنيز يحمل في طياته أكثر من مائة صور
بالأبيض والأسود، هي عبارة عن « كارت
بوسطال » أرخت لفترات متفاوتة ومتباينة
من تاريخ شرق المغرب، وبالتحديد عاصمتها
وجدة الألفية.
المؤلف
غنية صوره بالأحداث السياسية والعسكرية،
وكذا المواقف الاقتصادية والاجتماعية
لساكنة وجدة والنواحي ، خاصة في فترة مهمة
من الاستعمار الفرنسي على المغرب، بالإضافة
لحياة الوجديين اليومية وعلاقتهم بجيرانهم
الجزائريين والسلطات العسكرية الفرنسية
إبان الاحتلال. وتبرز أيضا هذه الصور الحياة
الدينية والتعليمية والاقتصادية للساكنة
الوجدية داخل وخارج السور القديم، والشيء
الجميل في هذا المؤلف هو الشهادات والتعاليق
التي كتبت تحت كل صورة، وذلك لأجل التعريف
بلحظات بعينها وشخصيات بارزة في الصور،
بالإضافة للمنشآت العمرانية والتاريخية
وحتى الترفيهية التي كانت موجودة بوجدة
آنذاك.
وللتذكير
فقط، أن هذا الإصدار خرج للوجود عن نفس
دار النشر : EDITIONN ALAN SUTTON بالإضافة لكتب
ومؤلفات أخرى لا تقل أهمية عن سابقيها،
وعلى نفس النهج، صور معبرة عن « ذاكرة
مكان » أو أمكنة من خلال مدن مغاربية معروفة:
كالدار البيضاء، قسنطينة، مستغانم، وهران،
وجدة، سفاقس، سيدي بلعباس، البليدة، عنابة،
سطيف، الجزائر العاصمة، وبوفاريك ، بالإضافة
للجنوب التونسي الزاخر بالمناظر الطبيعية
الخلابة والشاهدة على تاريخ منطقة مغاربية
بكاملها
Aucun commentaire