Home»Régional»هل تمتلك الجهة الشرقية من المملكة نخبا مبدعة ،و كيف تصرف خطابات هذه النخب؟

هل تمتلك الجهة الشرقية من المملكة نخبا مبدعة ،و كيف تصرف خطابات هذه النخب؟

0
Shares
PinterestGoogle+

اعتبرت الجهة الشرقية من المملكة الشريفة منذ الإستعمار الفرنسي للمغرب منطقة غير نافعة،و بعد الإستقلال تكرس هذا المفهوم و تم تهميش المنطقة،من غياب للبنيات التحتية،و معامل للتشغيل،و معاهد للتكوين إلى غير ذلك.كما أن اغلبية ساكنة المنطقة الشرقية هي ساكنة قروية ،من فلاحين و كسابين و قبائل رحل تعاطت للرعي و التي هيمن عليها تاريخيا الفكر البدوي،ما عدا مدينة الألفية وجدة التي عرفت أشكالا من التحضر تجلى في الهندسة المعمارية ، و في الموسيقى الغرناطية.كما شكلت مدينة وجدة تاريخيا طريق وصل بين قطبين حضاريين:فاس و تلمسان.
هذا التوجه الإقصائي للدولة تجاه قسم من مواطنيها، زيادة على البعد البدوي الأصيل ،أفرز نوعا من رد الفعل السلبي من طرف المواطنين في سلوكاتهم و في خطاباتهم التي تكون في غالب الأحيان عنيفة.هذه الخطابات إما تكون فردية، أو جماعية داخل تنظيمات مدنية أو سياسية أو نقابية.لهذا يمكن أن نتساءل كمواطنين من الجهة الشرقية:هل سلوكاتنا الإندفاعية الجماعية و الفردية في تعاطينا مع مطالبنا محليا و وطنيا تأتي أكلها؟ هل إنتاج خطاب الأزمة هو وضع صحي ام هو حصيلة لأزماتنا الذاتية و كينونتنا البدوية التي لا مفر منها؟أي خطاب ينتجه الناس في المنطقة الشرقية لنقد أوضاعهم ، و كيف يتطرقون لهذه الأوضاع، و كيف يعبرون عنها؟ ألا يحتاجون اليوم إلى نهج أساليب جديدة مع مراعاة العناية التي توليها الدولة للمنطقة الشرقية من خلال دعم البنيات التحتية الأساسية من طرقات و معاهد،و خلق أقطاب صناعية و غذائية؟

إن من يتجول داخل مدن الجهة الشرقية، أو تتاح له الفرصة في لقاءات سياسية أو اجتماعات لهيئات مدنية، أو حقوقية، يلحظ بقرة عينيه كيف يتم تصريف خطاب الأزمة العنيف المليء بالأفكار النقدية الجوفاء،و الخالي من تعبيرات اقتراحية ،هكذا نجد:
–في مدينة فكيك،كثيرا ما تتردد على مسامع الناس جملة « عزلة فكيك » « enclavement de Figuig »،فالكل يشهد بأن مدينة فكيك معزولة و عانى جزء من مواطنيها من ويلات سنوات الرصاص ،لكن خطاب التباكي هو السائد،و نسبة كبيرة من المواطنين من أصل فكيكي احتلوا مراتب عالية في الدولة،و جزء غير يسير من الفكيكيين مستثمرون خاصة في مجال الحلويات و الخبز،و نسبة كبيرة ذوي الأصل الفكيكي منخرطة في دينامية المجتمع المدني،لكن على مستوى يومي المواطن بفكيك الأمر جد متواضع،رغم أن النخب السياسية و المدنية و التجارية متشبثة بانتمائها إلى مدينتها الأصل فكيك،و بالتالي هناك خطاب صلب،يوازيه نتائج متواضعة لم تستثمر القيم التضامنية لأهل فكيك.
– بمدينة وجدة، أغلبية النخب الوجدية الحاملة للقيم البورجوازية ، غادرت المدينة في ستينيات و سبعينيات القرن الماضي إلى المدن الداخلية و ذلك لتلبية طموحاتها خاصة التجارية،أما الفئة التي بقيت،فقد أصبحت شبه معزولة،داخل المقاهي تندب حظها،و تنتقد الواقع،لكن لا حظ لها داخل التنظيمات المدنية السياسية إلا النزر القليل،مما فسح المجال لبروز نخب جديدة أتت من البادية للهيمنة على الفعل السياسي،زيادة على بروز ناشطين يمثلون الطبقة الوسطى أتوا من الإدارة خاصة من التعليم، كما تبرز الفئات المتعلمة ضحية مسلسل البطالة، و فئة الحقوقيين وفئة هجرت العمل السياسي و تمارس الفعل الإجتماعي و الجمعوي .و تشترك أغلبية هاته الفئات في ممارسة نوع من الأنانية المركزية على باقي الفئات من أقاليم الجهة الشرقية.و تتقاسم في أغلبيتها ممارسة ثقافة »العنف اللفظي « إن صح التعبير في مطالبها.

–مدينة جرادة معروفة بتبجح « نخبها » باستثناءها النضالي،و من يعرف دهاليز المدينة فهو يتأكد من أن جرادة لا تختلف عن باقي المدن المغربية في شئء،فكل ما هو موجود تطاحنا بين اشباه النخب و صراعات فيما بينهم، و مزايدات مجانية بين الأطراف تاركين مصاصي القطاع المنجمي الغير المهيكل يستغلون الفقراء،كما تسمع في خطاباتهم كلمات حول التهميش، و إشكالية البيئة، والإجهاز على المكتسبات،لكن لا أحد منهم يمتلك دراسات علمية أو طالب القيام بها حول أضرار المعمل الحراري و مدى تأثيره على صحة الساكنة،و لا أحد يتحدث بأرقام حول نسبة البطالة،و تستوقفك الخطابات النارية،و النقد، مع غياب إيجاد مقترحات.
–بمدينة بركان،تشترك النخب بنقدها للواقع بشكل عنيف، و تعتبر هذه النخب أن مدينة بركان الأجدر بأن تكون مركزا للجهة الشرقية، نظرا لمساهمتها في اقتصاد الجهة من الجانب الفلاحي، و يحسون أنهم مهمشون من طرف مركز الجهة(وجدة).

أكيد أن مركزية الدولة،تنتج تهميشا ينتج عنه إنتاج نخب تحمل خطابا عنيفا، لكن على هذه النخب أن تعي اللحظة السياسية،بأن هناك تحولا عميقا داخل دواليب الدولة يروم سياسة القرب وديمقراطية القرب،و أن الدولة محتاجة إلى شركاء و ليس إلى التصادم، فجل خطابات النخب السياسية الحقيقية،و خطابات المجتمع المدني تبنتها الدولة ، من الميثاق الوطني حول البيئة إلى مقاربة النوع و الحكامة الجيدة،و إصلاح الحقل السياسي و مدونة الأسرة،و إصلاح الميثاق الجماعي …..في وقت نحس فيه أن النخب – و خاصة في الجهة الشرقية- ما زالت تريد أن تصارع غولا وهميا لا يوجد إلا في أذهانها.لا ننكر أن الديمقراطية المغربية ما زالت في بدايتها،و أن التغيير يستدعي أخذ المسافة بين النخب و الدولة،هذا صحيح،لكن عندما تتبنى الدولة خطابك،فعليك أن تتعاون معها،على أساس أن تراعي استقلاليتك،و لا أن تكون بوقا خدوما،متزلفا،ليس مرادي البروباغندا المجانية ،لكن أن تكون هذه النخب مبادرة،ذات قوة قتراحية، و أن ترص صفوفها.صحيح أن ديمقراطيتنا أنتجت نخبا ليست مؤهلة، خاصة داخل الجماعات الجماعات المحلية- و هذا قدرنا- لأنها لم تستطع لحد الساعة أن تشكل نموذجا للتنمية المجالية الترابية،فمازال ممثلوا الجماعات يتحدثون خطابا تقليديا رثا خلال انعقاد دوراتهم ،من قبيل « نلتمس من السيد العامل…… » بدل القيام بدراسات ملفات متكاملة و المرافعة لدى الدولة و القيام بشراكات،فالدولة تبحث عن منتخب استراتيجي (Elu stratège) في حدود سنة 2015،من خلال تأهيله.و أغلبية أحزابنا أصبحت دكاكين سياسية تظهر عشية الإنتخابات لتوزع التزكيات على النخب التقليدية،و مكاتبها مهجورة،و ليست لها علاقة مع يومي المواطن و همومه و اهتماماته بالجهة الشرقية،و التكوين للفاعل السياسي غائب،لكن رغم ذلك تتنصل النخب من مسؤوليتها، و تحمل خطابات نارية و تحمل المسؤولية لأطراف أخرى،متناسية دورها كشريك في اللعبة السياسية بأكملها،لذا فالمغرب محتاج إلى تنمية سياسية تواكب المسارات التنموية الأخرى كالاجتماعية و الاقتصادية و البشرية.
في خضم كل هذه السياقات و التلاطمات،مطلوب من نخبنا أن تجدد ذاتها،و تستمثر الشروط الزمكانية،لأن أحلامها و خطاباتها تجاوزتها الدولة،التي أضحت فاعلا ديناميكيا،
و مبادرا حقيقيا،بينما ركنت النخب إلى الإنتظارية، و إلى المحافظة. فكل الشروط متوفرة لتنهض و تواكب التطور.و ما ذلك عليها بعسير !!!!!!!!!!!!

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. Abou Alae
    31/07/2010 at 00:59

    Merci Monsieur Hamzaoui pour cette analyse

  2. رابح الحمدونى
    05/08/2010 at 13:23

    ان الكون ليس فراغا وانما يمثل عالم الشهادة،اى مساحة منافسة لقوى اخرى:تعلمت وابدعت وانتجت وتفوقت فى الامتحان وفهمت مكنون الكون.قال تعالى »انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلونهم ايهم احسن عملا ».التغيير فى العقلية وترسيخ عقلية استثمارية اى علينا نفهم ان عامل النجاح يتمثل فى حب التعلم والابتكاروالتفكر وان نجالس العلماء والخبراء وان تكون مجالس علم وتنمية.ان مانفعله الان هو مايشكل مستقبلنا ولذلك تخلفنا عن الركب الحضارى واصبحنا عالة على الامم.ان دور الابطال والبطولة الحقيقية فى التربية والعلم والاقتصاد،ان تكون اسدا تاكل الثعالب من فضلاتك اشرف لك ان تكون ثعلبا تاكل من فضلات الناس

  3. رابح الحمدونى
    05/08/2010 at 13:24

    هناك تخمة من الباحثين فى الجهة الشرقية لا تكاد تجد بينهم باحثا اتى بفكرة جديدة مثل تلك الافكار التى يحصل بسببها العلماء على جائزة نوبل فى العلوم.لا نتكلم عن فضيلة الدكتور مصطفى بنحمزة هو هبة من الله تعالى ومنحة الهية.لكن يحز فى القلب هؤلاء الباحثون انهم يذوبون والمجتمع لا يعير لهم اهتماما ولا يلتفت اليهم.انهم اغلى الاصول وبهم ننهض وتقوم لنا نهضة قائمة وريادة.فى المؤتمر الاخير،منتدى دافوس،قال رئيسها بصريح العبارة:علينا ان نتغير والا داهمنا البؤس والشقاء

  4. moussamih
    05/08/2010 at 13:24

    article objectif critique explicite des realites socio economiquo politique de tout l oriental.Connaissant les tetes durs de ce departement ceci n est qu idealisme malheureusement..

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *