القدس عروس العروبة تنــــــــادي والدفاع عنها واجب على كل فرد
إذا حاولنا استعمال المقاييس لاختيار البرامج المثالية، لن يكون شيئا غير مقصودا لذاته، لكن سيرمي لاتخاذ كل الوسائل الحكيمة لاجتياز مراحل الحدث المرير الذي عصف بدولة فلسطين للوصول إلى ما هو أسمى وأعلى، أي إدراك الغاية التي يكافح المرء من اجلها ويضحي في سبيلها. البرامج المثالية تعادل الوسائل، لذلك فهي طرق لا قيمة لها إلا باعتبار ما ستؤدي إليه، إذ لا يجوز أن لا يعرف المرء الطريق قبل البدء في المسير، كذلك ليس من الذكاء أن يعبد المرء السبيل ويحاول جاهدا اجتيازه وهو غير عارف أين يوصل وماذا يرغب من سفره الطويل. قيمة الإنسان هو أن يقدر الغاية التي يبدل من أجلها وكلما كان المثال عاليا كانت الجهود أعلى وعظيمة الاعتبار، كذلك الخطأ في الاتجاه لا يمكن للمصادفة أن تصلح من إفساده شيئا.
انزلق الصراع الفلسطيني عن مساره وعن طريق المبادئ التي تعارفت عليها الشعوب أو ممثلوها في مختلف المراحل والعصور، وسار عليها نظام الحكم وضوابطه لمنع الانجراف والاختراقات الأجنبية و كان يمشي بخطى ثابتة على قانون مكتوب إلا ان المتابع أصبح يلمس بوضوح انزلاق الصراع الذي تحول إلى اقتتال داخلي قد يجر إلى فتنة طائفية لا قدر الله والذي أعدت له الوسائل المناسبة لتأجيجه واشتعاله، والسبب في هذا ضغط انتصار المنافع والمصالح الفردية وتدمير مرحلة تاريخية، اجتماعية وإنسانية من مسيرة النضال الفلسطيني وآخر منظومة أفكاره، و تبعا لذلك أصبح الشعب الفلسطيني يئن تحت رحمة الأضرار التي ينطوي عليها إجحاف كبير في حق كل الجهات والجبهات المختلفة.
الخلاف ليس طائفيا دينيا بل هو صراع وطني أنجب واقعا ومعطيات نقد قوي ضد كل الطبقات الحاكمة، والمطالبة بتغييرها من أجل احترام الثوابت والمبادئ الديموقراطية و التعدد الذي يخدم أهداف الصالح العام والذي لا يعترف بتقسيم المجتمع إلى طبقات، أو تمايزه في العادات واللغات والديانات أو تجنيد فئة بالحقد والمغريات لقتل شعب آمن وأطفال أبرياء وعجزة غير قادرين.
- هل هذا الصراع أمر مفروض ومعيار تقاس به وطنية السياسيين الفلسطينيين؟
- هل هذا التغيير واقع مستحيل عمليا وفكريا لتكلفته الباهظة وهي التنازل عن الكراسي المنقوشة بالمنافع المغرية والتي تأخذ دائما كحجة لهذا المطلب؟
- ما هي الوقائع التي تبرز مسار النخبة الحاكمة وسياستها وقلب توا بثها وتبرئتها من تاريخها الدموي وإضعافها البنية التحتية والاقتصادية الوطنية؟
- هل بتسديد الرصاص على رؤوس المعارضين من كوادر وقضاة ورجال أمن و مواطنين…، أم بطي الثوابت والاتفاقيات الفلسطينية للمرحلة الراهنة من برنامجها السري أو العلني وتسيدها المشروع الذي يناسب ضر ف الوطن في ظل التغييرات الإقليمية والعالمية، هو الحل المناسب لسياستها الغامضة؟
عدة أسئلة في السياق تظل عالقة في الأذهان، حقا أصاب هذا التمزق الداخلي عدة جوانب، لكن سوف لا يقدر لنتائجه السلبية أن تكتمل لأن الشعب الفلسطيني مجتمع وطني متجانس ثقافيا، طبيعيا و متساويا في العيش بوصفه موحدا ونظامه الدستوري يسري على الجميع ولا يركز على عناصر الاختلاف، بل يركز على عناصر الوحدة والانسجام وهذا ما رمى إلى تحقيق نوع من الحكمة والحكامة الجيدة سابقا، الذي لا يكل العالم عن ترديدها في كل المناسبات والسياقات وخاصة في خضم الأحداث المريرة الأخيرة التي لم ترحم لا الشعب ولا الوطن، مع ذلك لازلنا نرى التعامل بواقعية التي لا تتنافى مع الوحدة الوطنية التي ستولد واقعا إنسانيا وعلاقات اقتصادية واجتماعية لا سابق لها، بل أصبحت الوحدة شرط ضروري من شروط وجود هذا الكيان للاحتفاظ على هويته ووطنيته بل يجب الحفاظ على كل شيء يحمي الوحدة ويهتم بها بجدية، إذ هي الخيط المنظم للشعب والمحقق للتواصل على المستوى الحضاري والرمز التاريخي النضالي الموحد، دون هذا هي الهزيمة الحقيقية التي تستأصل الحجر قبل الشجر.
حان الوقت كي تتخلى الحكومة عن طابع النفعية الشخصية التي تقتضي أن تجد في آلية واحدة كل شيء، حيث أصبح من السخرية أن تتمادي في عنادها بل يجب عليها التفكير في الوضع بفكر واقعي وعملي في أسمى مظاهره، وتستميت مع النضال والكفاح لصالح وطنها وشعبها الأبي الذي لا يجدا به إلا أن يكون مثالا قويا ولو اختلف مع الذين يعارضونه دون أن يأمنوا بفكرة ما. كفى من عبث هؤلاء المقلدين الوهميين الذين ينتقلون من فكرة إلى أخرى دون تدبر ولا اعتبار، أو قبولهم كل شيء يؤدي إلى كل شيء أو ضده، وهذا سوف يجر البلاد إلى خراب أعظم وفوضى في التسيير والأعمال رغم أن المثالية رابطة توحد المؤمنين بها بل توحد حتى دوي العقائد المختلفة و تقرب بينهم بالإيمان بمبدأ الوطن فوق اعتبار.
الأحداث على أرض الرباط كشفت واستمدت الثوابت بخصوص الصراع الداخلي بوثائقه وملفاته السرية والعلنية التي ستظل شاهدا ومساهما في هذا الوضع وتقدم درسا ثمينا للمعارضين، قد ينتقل من مستوى إلى آخر مناسبا للواقع ومناسبا للجهة التي تخاطبها إذا قدمت الحكومة تنازلات مهمة من عبقرت سياستها التي تخطت الشعارات المألوفة والمواقف التقليدية وضيعت حضارة شعب ونضال ذهبي سجل عبر التاريخ. وترجمت قوتها في عدم مقدرة الشعب من التقدم إلى الأمام والمتابعة، بل أصبح نقطة بداية في فلسفة سياسة حاكمة لم تعد مثالا متفوقا على ما كانت عليه سابقا، لم يعد نظاما حاكما بل مجموعة تفرق الناس وتجعل منهم طبقات منبوذة أو مقبولة ضمن فكرة ما وتعبد روحانية البعض لجسما نية الآخر.
فلسطين اليوم تنادي برب واحد وملكوت حر مشترك بين طبقات الشعب المتساوي، المتضامن من اجل خدمته بصفة أو أخرى ورفعه إلى عالم الامتداد والاطمئنان على مستقبله وعمارة أرضه والتآخي بين أفراده والانتفاع بما سخره الله له والسير في الطريق الذي ترمي قطع مراحله في آمان وسلام، وتسخير كل طرف لخدمة الصالح العام.
استعراضا للمواقف السابقة ندعو كل العناصر الحية الفلسطينية طرح مشروع مثالي وانقاد الشعب من الاستلاب والقسر والتقتيل الداخلي والخارجي، على اعتبار أن كل من يواكب مشروع الإصلاح يسهم في انقاد الوطن وتاريخه المشرف في الماضي والحاضر والمستقبل وهذه أمانة حملها القادة على عاتقهم من أجل الوطن والعروبة والإسلام والسلام. كذلك دراسة الأحداث واجبة وفهمها يسهل عملية فهم الشعب والتعامل معه بفنية وتفوق وخطط إستراتيجية طموحة.
القدس عروس العروبة تستشهد كم بدماء الشهداء والأبرياء أن توقفوا
الاقتتال والفتن، هدر الدماء الطاهرة بين الأخوة في الدين والدم والهوية، و الإلتفات لمآرب العدو التي تتربص بكم والذي يحاول جاهدا كسر جناح الشعب الفلسطيني الذي علم الأجيال معنى التضحية والعزة والكرامة والنضال والشهادة وحب الوطن، العدو الصهيو أمريكي يشتغل بجدية لإبعاد قضيتكم الوطنية عن موقعها التي كانت تتبوؤه وإجباركم على التخلي عن مطالبكم والاستهزاء بعقولكم حذا ري ثم حذا ري
بقلم صباح الشرقي
15/12/2006



Aucun commentaire
الى الفاضلة الغيورة المحترمة والشجاعة الأخت صباح وـنت مصدر فخر واعتزاز
لا حياة لمن تنادين فوالله ما تنمرت اسرائيل واستأسدت الا لأنها وجدت بوادر العلقمية في الساحة الفلسطينية بعض الناس في فلسطين شغلهم الرواتب والخبز والبعض الآخر همه السلطة والكرسي وبعضهم عبارة عن عصابات سطو واجرام والقدس جريحة تنادي من يستجيب للقدس الذي يتلقى أموال الدعم ليشتري بها الكازنوهات والمراقص الليلية ويهدر المال في انخابات لا نهاية لها
هؤلا ء يا أختاه بطن الأرض أولى بهم من ظهرها
انظري الى شرط موقع دنيا الوطن يشترط في صفحته الرئيسية عدم نشر ما يثير الفتنة ولكنه يفتح الباب على مصرعيه للفتنة ويصادر المقالات الشجاعة لقد عفت موقع قوم همهم البطون لا القدس تحياتي واحتراماتي
الأستاذ الفاضل محمد الشركي القدير ،،،‘ذا أراد الشعب الفلسطيني أن يحافظ على الصفة اللائقة به ، يبجب عليه عليهم الفصل بين المصالح الوطنية العليا والعمل الجاد لها وبين المنافع الشخصية ومآرب أنفسهم الأمارة بالسوء، سيظلون في الأول والأخير هم السبب والأداة المحركة لهذا الصراع والفتنة الداخلية والتخلي عن فكرة ان الزمن يؤثر في النظام وفي الغير ولا يؤثر في مسرتهم النضالية ، كل الجهات والجبهات تأخذ نصيبها قال الحق تعالى » ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد » الحج الآية 10،،، إذا هم في حاجة لمن تحميهم من أنفسهم وشهواتهم العارضة ،،، اما بخصوص دنيا فكل تسيير غالط يؤدي بالصحيفة و تبعاتها الى الكوارث والسقوط والفشل الذي يوافق صميم إعتقاد القائمين عليها وظروفها الملموسة والظاهرة حاليا تعبر عن هذا،،، نرجو الهداية للجميع ،،، أرسلت لكم دعوة من الأستاذ يوسف الديك يرحب بكم لزيارة موقعه وأرسلتها لكم بدوري على عنوانكم،،، للتذكير هذا هو رابط الموقعhttp://www.latef.net/alwatan/ لكم التوفيق الدائم والتقدير الكبير
تحية طيبة لك استادة صباح …………………………
عيد مبارك سعيد وكل عام وانت بخير انت والعائلة المحترمة والسلام عليكم.