جــــــرادة

جـــــــــرادة
تقع مدينة جرادة على بعد 60 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة وجدة ، هي تجمع سكاني في نظر بعض المسؤولين ، ومدينة كباقي المدن المغربية في نظر البعض الآخر.
كانت فرنسا تنهب خيراتها إبان الاستعمار،وتزود مصانعها بالفحم الحجري المستخرج من جوف ا لمدينة السليبة. حيث قسمتها إلى قسمين :
الحي الأوروبي : أنشأته فرنسا خصيصا لمواطنيهامن ذوي الدخل المرتفع المشرفين على استخراج الفحم الحجري ، وجهزته بالمرافق الحيوية خدمة لمصالها . وفي المقابل أنشأت أحياء شعبية للمواطنين المغاربة في الجهة الغربية المقابلة للحي الأوروبي ، وخصصت بعضها للعمال غير المتزوجين ، أما باقي الحي فكان مخصصا للمتزوجين الوافدين من مناطق متفرقة من المغرب ، وعلى رأسها منطقة سوس ، إن هذه الأحياء الشعبية خليط من ثقافات وعادات ونازحين من مدن مغربية متنوعة ، وكانت بحق مسرحااجتماعيا فريدا بكل المقاييس . كان الموت يحصد في أعماق الأرض عمالامن مختلف أنحاء المغرب في مقتبل العمر بسبب ضعف البنية التحتية وانعدام الظروف الملائمةلاستخراج الفحم الحجري من الجوف حيث تم بناء مقبرتين لهذا الغرض،وكانتا تستقبلان قوافل الموتى على مرالأيام فتعرضت عائلات عديدة إلى الضياع.والحرمان وانحراف الأبناء بسبب الحاجة ، وكان من الطبيعي أن يستغل المعمرون أوضاع البعض المادية المزرية وتسخيرهم لمصالحها فأصبحوايدهم الطولى بالشركة يعزلون ويولون من شاؤوا ومتى شاؤوا وسيظل التاريخ يردد صداهم الملطخ بالعار عبر الزمن.
أماالحزام الأخضر للمدينة فكان إنشاء قاعدة متقدمة لليد العاملة تلبي احتياجات الشركة في حال إضراب العمال عن العمل أو في حال نقص اليد العاملة ،حيث تم السماح لمجموعة من القبائل أن تحط رحالها بالمدينة وتحافظ على نمط عيشها من تربية للمواشي والحيوانات الداجنة والرعي ، وممارسة الفلاحة والزراعة حتى يمكن تلبية طلبات العمال الوافدين على المدينة من جهة وممارسة القبائل للتجارة وتغيير نمط عيشها تدريجيا ،ودفع أبنائها إلى العمل بالمناجم، فاستقر أفراد كل قبيلة في جهة معينة من المدينة وأنشأوا أحياء بها لازالت تحمل اسم قبيلتهم لحد الآن بالرغم من التطوروالاختلاط الذي حصل في هذه الأحياء، نذكرعلى سبيل المثال 1/ حي أولاد أعمرو 2/ حي أولا د سيدي علي3/ حي الزكارة 4/ أولاد الحاج 5/بني يعلى وهذه القبائل كلها تركت بصمات واضحة المعالم على المدينةوتاريخها بما أنجبته من أبناء كان لهم الفضل في الحفاظ على ذاكرتها ومقاومة الاستعمار وتأسيس نقابات متعددة للدفاع على مصالح آبائهم ومصالح الطبقة العاملة الوافدة من مختلف مناطق المغرب حيث تنوعت الثقافات والعادات والتقاليد والرؤى السياسية بها الشيء الذي مكن أبناءها من العطاء على جميع الأصعدة فكان المغرب بكل مكوناته وأطيافه الحزبية والسياسية حاضرا في هذه المدينة ، فإلى متى تظل أطلالها ترقب مشاريع الوعود المعسولة.بعد أن تم هدم أحيائها الشعبية وطي الصفحات السوداء من تاريخها…تلك الصفحات التي لاتنسى.
عكاشة البخيت
Aucun commentaire
ان الغياب المفاجيء لدور الدولة الراعية التي لم توجد بديلا اقتصاديا لمدينة جرادة بعد اغلاق المناجم خلق نوعا من الإرتباك لدى ما يسمى بالنخبة السياسية و المدنية التي وجدت نفسها مكتوفة الأيدي بعدما ألفته من ثقافة ألإتكالية لما يناهز عدة سنين مما جعلها تتراجع أمام زحف الأميين و أشباه ألأميين؛و البورجوازيات الريعية التي أصبحت تسير مدينة جرادة و التي لا محالة ستعود بها سنوات الى الوراء .
والملاحظ كذلك بروز التنظيمات الما قبل مدنية بعد اغلاق مناجم جرادة والتي كانت حاسمة في تحديد التوجه السياسي في الإنتخابات التشريعية و الجماعية السابقة،و سيستمر هذا التوجه في ظل غياب ثقافة مدنية وبديل اقتصادي لساكنة المدينة،هدا الركود كان له تأثير قوي على المناطق المجاورة لجرادة.