Home»Régional»مناهج البحث وتقنياته(1)

مناهج البحث وتقنياته(1)

0
Shares
PinterestGoogle+

إن أي موضوع لا يمكن دراسته يشكل منطقي, ومعقول, في غياب تصور, أو رؤية معينة.وأنه كلما اختلفت هذه التصورات, بين الباحثين. كلما كانت النتائج مختلفة، حتى وإن كانت الفرضيات, والمنطلقات, أو المعطيات الأولية, واحدة وهذا لا يعود إلى سوء استخدام المنهج أو الجهل بتقنيات ووسائل البحث من قبل بعض الباحثين وإنما إلى اختلاف الرؤية والتصور.
فالتصور إذن هو حجر الزاوية في أي بحث حتى وإن كان خفيا غير معلن عنه ,وحتى إن لم يخضع للتجربة العلمية الدقيقة.أما تقنيات البحث الأخرى, ووسائله,وأدواته ,وطرقه فهي عوامل ضرورية, مساعدة, يستغلها الباحث لإنجاز بحثه وتوجيهه الوجهة الموضوعية السليمة ,فهي إذا بمثابة معالم يهتدي بها الباحث حتى لا يخرج عن التصور الذي انطلق منه.
هناك عدة طرق, وتقنيات علمية, لجمع المعلومات الضرورية لكل بحث, ارتأيت أن أشير إلى بعضها, نضرا لقلة المراجع في هذا المجال,وعدم اكتراث الباحثين بالتقنيات العلمية ,عند القيام بأي بحث علمي . ولقد لاحظت كثيرا من البحوث,-خصوصا الميدانية منها- التي كتبها بعض الطلبة في السنة النهائية ,أو الأساتذة عند إقرارهم في المناصب الإدارية, على الرغم من أهميتها . لا تستند على منهجية علمية أو تقنية واضحة, الشيء الذي يفقدها الصبغة العلمية. لأن تقنيات البحث, هي التي تعصم الباحث من الوقوع في الزلل, والأخطاء (كما ذكرت) وتعطي للبحث الأهمية العلمية.وإلا تحول البحث إلى مجرد وجهة نظر وعند ذلك يضيع كل مجهود الباحث.
لا بد من الإشارة في البداية إلى أن كل البحوث تشترك على الأقل في مرحلتين هما:
(1)المرحلة الافتتاحية, وهي بدورها تشتمل على مرحلتين ضروريتين هما : مرحلة التحضير الفكري ,ومرحلة التحضير المادي.
(2)تحديد مجال البحث, وفي هذه المرحلة لابد (1) من اختيار, وتحديد الموضوع بعناية(2) ضرورة صياغة الفرضيات (3)تحديد خصائص العينة لمجتمع الدراسة, أو ميدان الدراسة.
تحديد الموضوع:
إن العملية الأولى لتحديد الموضوع, تتطلب منا تحديد إشكالية البحث, و وصفها بوضوح, كخطوة أساسية, باعتبارها القضية التي تشغلنا, والتي نريد معالجتها.لأنه لا يمكن أن نتصور بحث بدون إشكالية. على شرط أن تكون صالحة للبحث, والدراسة .وتضيف إلى معارفنا شيئا جديدا, ومفيدا . دون أن ننسى تعريف المصطلحات, والمفاهيم الواردة في صياغة الإشكالية . يقول بول باسكون عن الإشكالية : [ يمكن تلخيصها في مرحلتين متلاحقتين:(1) التساؤل: وهو العملية التي يتحول بها موضوع البحث إلى جملة من الأسئلة الدقيقة الواضحة. تبدأ من السؤال العام الذي يطرحه البحث, ثم تتدرج بعد ذلك إلى الأسئلة الفرعية. (2)اختيار المؤثرات, وهي المؤشرات, أو الدلالات والوقائع, التي يمك ملاحظتها, وتحديدها ,أو قياسها بخصوص كل المتغيرات التي برزت في تساؤلنا] (بول باسكون إرشادات عملية لإعداد الرسائل والأطروحات الجامعية ترجمة أحمد عارف 1981)
(2)الفرضيات: يمكن اعتبار هذه المرحلة ,من أهم مراحل خطوات البحث العلمي .لأنها عبارة عن حل مبدئي يتخيله الباحث لكشف العلاقة الموجودة بين عناصر, ومتغيرات الظاهرة, موضوع الدراسة. كما أنها تقدم لنا كثيرا من المعطيات, والمعلومات التي قد تتحقق في نهاية الدراسة, أو لا تتحقق.إن وضع الفرضية هو من صنع الباحث, وهي عملية ذات قيمة إبداعية, تدل على فطنة وخبرة الباحث, ومدى استيعابه وفهمه للإشكالية التي يدرسها, وللواقع الذي تنتمي إليه. حتى يتجنب إضاعة الوقت, في فرضيات عقلية, بعيدة عن الواقع. وهناك ملاحظات لا بد من الإشارة إليها وهي: (1) يجب مراعاة العناصر, والمتغيرات والعلاقات الموجودة بينها في الظاهرة, عند صياغة الفرضية (2) أن تكون الفرضية قابلة للتأكد من صحتها ,أو عدم صحتها .[أي قابلة للدراسة, والاختبار, والتجريب .على خلاف الفرضيات الميتافيزيقية ,والأخلاقية ,الغير قابلة للتحقق.](3) لابد أن تكون الفرضية مرتبطة ,ومنسجمة مع النظريات العلمية السابقة ,التي أكدها العلم, و أصبحت بمثابة بديهة,. حتى لا يضيع الوقت في أمر, قال فيه العلم كلمته الأخيرة, وحتى يستفيد من الحقائق المكتسبة . (4) من الخطأ الشائع أن توضع الفرضية في شكل سؤال. بينما الصحيح, أن تكون الفرضية مثبتة, ومنفية, في نفس الوقت. لأنها ستصبح قانونا, إذا تأكدت صحتها. مثال ذلك {تراكم المواد, وضغط تاريخ الامتحان, يؤدي إلى الانقطاع المبكر عن الدراسة} .{تراكم المواد وضغط تاريخ الامتحان, لا يؤدي إلى الانقطاع المبكر عن الدراسة ..}وبعد ذلك فالدراسة هي التي ستؤكد صحة الفرضية أو نقيضها.
يتبع

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

6 Comments

  1. الداودي زكية
    18/12/2006 at 23:43

    البحث العلمي في مجال التربية كيف يمكننا أن نحقق بحثا له فعالية في الرفع من جودة التعليم؟

  2. عمر حيمري
    19/12/2006 at 17:04

    الأستاذة الداودي, سؤالك جد وجيه ,وددت لو أن القائمين على التربية ,والمهتمينبها, كونوا فريق بحث اجتماعي, تربوي, وقاموا ببحث ميداني معتمدين على آليات وأساليب البحث العلمي التي سأحاول معالجتها إن وفقني الله فاختاروا عينة عشوائية من التلاميذ ينتمون إلى أوساط اجتماعية مختلفة ,ومجالات دراسية متعددة ,ومدرسين مختلفين من ناحية التكوين العلمي ,بعض التلاميذ لايغير لهم المعلمون والأساتذة طيلة سنوات تمدرسهم وآخرون يغير لهم كل سنة مدرسوهم زويحضع الجميع للملاحضة العلمية حتى يمكن لنا أن نقف على العوامل والمتغيرات (كالبرامج ووالمناهج والاكتضاض والعامل الاجتماعي والنفسي وسوء التغذية والعنصر البشري والعقاب ..) التي تؤثر في الجودة وهذا البحث الميداني قد يتطلب منا عدة سنوات ولكن نتائجه تكون مضمونة

  3. الزواق
    17/05/2007 at 22:10

    شكرا

  4. علي
    04/03/2013 at 11:00

    وماذا عن تقنية سبر الاراء تعربقها وما الى ذلك?
    وشكراا

  5. أ.د تمار يوسف
    09/12/2014 at 11:47

    تحية طيبة إخواني الأعزاء، إن المضوع في غاية الأهمية، لكننا لم نفصل فيه بعد من الناحية الإبستمولوجية، إذ أن تقنيات البحث العلمي هي تلك الأدوات التي يستعين بها الباحث فعليا لإنجاز بحثه، و على هذا فهي تختلف عن المناهج و المنهجية و تنظيم البحث، إذ أنها غالبا ما تكون على شاكلة الملاحظة، المقابلة، الاستبيان، تحليل المضمون، و قد نضيف لها (تماشيا مع التطورات التكنولوجيا) بعض برامج الإعلام الآلي مثل Exel SPSS في المقاربات الإمبريقية.
    إخواني، لابد أولاً من ضبط المصطلحات في موضوع البحث العلمي، لأنها متداخلة في بعض الأحيان و متناقضة في أحيان أخرى، فطلابنا في دوامة من الهواجس تجعلهم غير قادرين في استعاب مختلف تقنيات البحث العلمي.
    شكراً

  6. nihad
    26/12/2016 at 14:13

    اعتقد بان ما تطرق له الاستاد مفيد جدا للطلبة المقبلين على اعداد بحوث ميدانية في مجالات علمية معينة و اتمنى ان تدرج مواد دات الصلة بمناهج و طرق اعداد البحوث العلمية الميدانية في التعليم الجامعي ويشرف على تدريسها اساتدة متخصصين في هدا المجال وختاما الف شكر للاستاد الباحث

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *