إلى رجاء

نص المقالة:
بسم الله و صلى الله على رسوله الكريم
رسالة إلى تلميذة
عزيزتي رجاء…هذه بضع كلمات من قلب أم تحب لابنتها ما تحب لنفسها بل أحسن، فاستمعي إليها بقلبك قبل أذنيك وبعقلك قبل عينيك…إنك فتاة في مقتبل العمر لم تعركك الحياة بتجاربها، ولم تحنكك الظروف ومآل الأحوال، فحافظي على قلبك طاهرا ،وعلى ذيلك نقيا، وحاذري من الذئاب البشرية، وما أكثرها! فهي أشد فتكا من الحسام المهند.ولا تزال تتربص وتتحين من الفتاة فرصة للسطو على سمعتها، والنيل من شرفها باسم المدنية تارة، وباسم الحب الطاهر العفيف تارات. فأين هي منهما معا؟وأين تكون هذه الشعارات عندما يخلو الشاب بنفسه أو يضبط أختا له مع شاب آخر ؟ فلم يحلل لنفسه مايحرم على أخته؟ وأين هذه الشعارات الفارغة عندما يطلب من أمه أن تختار له رفيقة حياته؟ولو كان صحيحا ما يدّعيه لأحبه لأخته وأمه وابنته.
أي بنيتي، أنت لازلت وردة غضة، ولأشد ما أخاف عليك من سموم الحياة ويحموم الآخرة…فلا تظني كلَّ كلمة إعجاب أو كلمة حبّ صادقةً…ولو اطلعت على مجالس الشباب العابث، وما يتندرون به حول خليلاتهن لهالك الأمر واستهوتك أحزان، خاصة في هذه المرحلة التي تتفتق فيها المشاعر وتتفتح الشهوات، وهذا أمر طبيعي وحكمة ربانية لا أحد منا نحن ـ المربين ـ ينكره أو يملك تجاهله. ولكن ينبغي توجيهه التوجيه الصحيح الذي لا يتنافى مع الفطرة و الشرع في آن…فأنت تلميذة لا ينقصها الذكاء ولا الحماس. فوجهيهما نحو الله وحبه، ونحو العلم وطلبه، فمن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معا فعليه بالعلم.وسترين كم سيتهافت عليك الشباب العاقل الناضج لا لجمال الجسد ولكن لجمال الروح و العقل.وقديما قال الشاعر:
عَلَيكَ بالنفسِ واسْتكْمِلْ فَضائِلَها فأنتَ بالنفسِ لا بالجِسْمِ إنسانُ
وبسلاح العلم و الإيمان ستردين كيد كل من حاول النيل منك، أو الاعتداء على أنوثتك التي جعلها الله لك فتنة واختبارا…
فالحب ليس ألعوبة تحركها الشهوات و الأهواء.وليس هو فقط علاقة شهوانية تربط فتى بفتاة وإنما هو أشمل وأعظم وأوسع مما قد يتصور…ولا أعظم من حبنا لله سبحانه وتعالى، ولحبيبه المصطفى عليه ألف صلاة وسلام…حب ذاق حلاوته العابدون و العابدات و التائبون والتائبات. ثم حبنا لوالدينا ولأهالينا وكافة المسلمين. أفلم يقل معلمنا وحبيبنا ومثلنا الأعلى أنه لايؤمن الإنسان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه؟ فوفري مشاعرك لوقتها المناسب ولمن يستحقها،حيث تكونين أكثر نضجا. وإياك ثم إياك أن تقدّمي نفسك قربانا على مذبح إبليس،لعنة الله عليه،فعندنا إذا سقطت الفتاة لم تجد واحدا يأخذ بيدها.فمجتمعنا، ولعلك تدركين ذلك، مجتمع ذكوري يغفر للرجل كل خطاياه. أما البنت فتبقى في حمأة الخزي و العار طول الحياة، ولا تجد اليد الرحيمة حتى من أقرب المقربين….
أي بنية، فكري قبل الإقدام على الخطوة الأولى في الله سبحانه وتعالى، ورسوله الكريم وكيف ستلقيهما يوم نبعث جميعا.وفكري في والديك وارحمي ضعفهما.وحاذري أن تهتز ثقتهما الكبيرة فيك.فلا أقلّ من الاجتهاد حتى تردّي لهما بعضا من معاناتهما من أجلك ومن أجل إخوتك.فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
* أم بثينة
ـــــــــــــــــ
الدكتورة مريم لحلو أستاذة باحثة : إعدادية عبد الخالق الطريس وجدة*
Aucun commentaire
أثابك الله على نصيحتك لبناتنا وألهمك الفكر السليم الصحيح الهادف إلى نشر تعاليمنا الطاهرة النقية وأتمنى لو أن رسالتك وصلت إلى كل فتاة مسلمة أو لو أن مقالك وزع على كل بيت بيت من ديار المسلمين
اتمنى ان يدرك مجتمعنا الاسلامي الدي نعيش فيه لهده الجوهرة الثمينة التي قدمتها لكل فتاة في مقتبل العمر… تحياتي لك واتمنى لك التوفيق…
كثيرة هي الأحيان التي يشعر فيها الإنسان بالندم على اختياره مهنة التربية والتعليم بعد أن ولى زمن » قف للمعلم… » وهذا مند سنوات التقويم الهيكلي ومند » النكبة الكبرى » لقطاع التعليم بعد إضرابات نهاية السبعينات والتي عمل المسئولون على القطاع على طرد وسجن وتجويع وتشريد الكثير من رجال التعليم وطلبوا منهم الاقتصار على التعليم وترك تربية المواطنين للمخزن ليربيهم « بمعرفته ».إلا أن المعلم مثلي الذي يحب مدرسته الوطنية ويغار عليها يشعر بالسعادة والبهجة والسرور وكل عبارات الفرحة- التي كنا نملئ بها ورقة الإنشاء والتي لم تكن أبدا تعبر عن واقعنا المعيش – وأنا أقرأ لتلميذتي النجيبة الدكتورة مريم لحلو الجريئة والتي استطاعت أن تكسر التابوهات وتوصل خطابها التربوي إلى الكثير من بناتنا المراهقات واللواتي هن في حاجة ماسة إلى تربية جنسية وعاطفية مفقودة في مناهجنا الدراسية بل الأدهى من ذلك هناك شكايات تصلنا من آباء وأمهات يشتكون من مثون بعض الكتب المدرسية في اللغة الفرنسية و التي تدعو للفاحشة مثل « الحي اللاتيني ».لقد أصبتي يادكتورة و وصلت رسالتك للكثير من التائهات والمترددات والمنبهرات وأخريات لانعرفهن… وأتمنى أن لاتكون الرسالة الوحيدة وأن تتبعها رسائل أخريات في كل المواضيع التي تهم بناتنا وتلميذاتنا والتي لانستطيع نحن الرجال أن نلقنها لبناتنا . إن مثل هذه المواقف يادكتورة وبمثل هذه النماذج من الطلبة الذين تتلمذوا على أيدينا وفي المدرسة العمومية التي أصبحت بعيرا معبدا عند الذين يريدون تخصيصها..و…و… هي التي تدفعنا للاستمرار في هذه المهنة وبنفس الحماس, وبنفس الإصرار وبنفس النضالية حتى ينقطع النفس ونحن مطمئنين أن هناك جيل بإمكانه أن يتابع المسيرة .
أشكر أستاذي الكريم السيد محمد حومين الذي ترك في حياتي بصمة طيبة من بصماته.وأتمنى ألا أخيب نظره.فمن علمني حرفا صرت له عبدا.واشكر الشكر الجزيل الأستاذ عمر والأستاذة شهرزاد الأندلسي .وأتقبل منهما ومن القراء كافة كل نقد شريطة أن يكون بناء.وتحية خاصة وخالصة للأستاذ الجليل الحسين قدوري الذي كان له هذا الفضل في هذا التواصل.واللهم اجعل عمله هذا في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
احبك كثيرا مريم لحلو
السلام عليكم و بعد كوني تلميذة عبد الخالق الطريس اعترف ان الاستاذة مريم لحلو من اعظم الاساتذة في الاغدادية و اود ان اشكرها على تاطيرخا الر ائع للتلاميذ و اود ان اشكر كذلك الاستاذ بنيوب محمد من اعدادية الطرسي و كذلك الاستاذ مولاي مولاي رشيد و السلام عليكم