الان..نريد الاثنين ياحكامنا العرب

الآن ..نريد الاثنين يا حكامنا..
عزيز باكوش
لم نكن لنطرح هذين المطلبين , لولا مستجدين رئيسيين طبعا ساحة الجدل العربي .
الأول :ما أفصح عنه التقرير الأخير لمنظمة "صحافيون بلا حدود" الصادر قبل أسابيع . تقرير , جاء ليؤكد من جديد زعامتنا العربية للجهل و التي لا تحتاج لتأكيد , اللهم لاحسد , ويؤكد لمن لديه ذرة شك واحدة , تتويجا عربيا بامتياز ترسخ مع مرور الزمن , انطلاقا من حكامة عرجاء , و رؤية مثقوبة للحياة والمستقبل . ومعالجة مترنحة وعربيدة للقضايا والمشاكل المطروحة, ومقاربة دجالة للتحديات , وفق أسلوب "العشاب " الذي يمزج خليطا من نسب مجهولة المصدر, تكفي البسملة والنية ليتجرعها الضحية على أمل شفاء قادم , دونما تعاقد, أو خدمة بعد البيع.
الثاني: ما يحدث الآن في ساحات بيروت , وصمت العرب , وكان الأمر لا يعني مصير بلد , ومستقبل شعب , لبنان البلد العربي العضو, والمواجهة.
ها نحن كعرب والحمد لله نتصدر القائمة… " قائمة الدول الأشد عداء للحرية…ولان الحرية مرادفة للمعرفة…فقد صرنا بعون الله, وبلادتنا , في الدرك الأسفل, صرنا , من أزهى الدول احتفاء ببلادتنا .
لكننا في التلفزيون وخطب صحافييه , في الفضائيات والهوائيات , شيئا آخر تماما , إننا أفضل شعوب العالم ثقافة , وخير امة أخرجت من ديارها, وأزهى شعوب العالم ثقة في حكامها , وأذكى أمم الأرض في فهم وتشفير الدسائس والمؤامرات التي تحيكها الدول الغربية من اجل تدميرنا وإفساد هويتنا.
ومع ذلك, لا مناص من أن نردد مع المتفائلين من المثقفين العرب "رغم الحجب والمحتجبين , رغم الحالق والملتحين ,ورغم التقرير والمقررين, رغم سم الحداثة و مكر العلمانيين, نحن أفضل مما كنا.رغم أن الرؤية تتم بعين واحدة..والحمد لله على النعمة والمنة, فقبل ثلاثة عقود تقول المصادر العربية" كنا فيافي وقفار….كنا صحاري وأحجارا…واليوم..صرنا فنادق وعقارا…حدائق وأسفارا…فصائل وأقطارا….
ومن الطبيعى ان تكون الغيرة و التخبط جراء ما حققناه لشعوبنا , انسجاما مع نهج التقليد الاعمى , و السقوط تحت اقدام الغرب نتيجة منطقية.ومع ذلك :
يبقى رائحة الشيء لا عدمه "
بل نذهب معهم بعيدا في التفاؤل" ونردد مع هؤلاء:
نحن أفضل من السابق …أي نعم…ولكن لماذا نرى الاشياء بعين واحدة؟؟؟
فحين يكون النظام أعمى, فانه ينتمي الى مملكة العميان, ويصنف في خانة الإعاقة , حتى ولو امتلك عينا واحدة" انه إيمان وازن ومتبصر وحكيم أيها السادة.
والآن نريد الاثنتين ياسادة….نريد عينين ثاقبتين, واحدة نبصر بها الحرية في أسمى معانيها, والثانية نحلق بها في عالم المعرفة في أرقى تجليها, عينان نبصر بهما العالم على شكل حوار متمدن , دونما وصاية أو حجر من حاكم أو أمير .
ولست افهم كيف ينجح مقاتلو حزب الله في دحر جيش إسرائيل في شهر, ولا تفلح مفاوضات الفلسطينيين منذ سنة في تتشكل حكومة وحدة وطنية ….
وكفانا صبرا يا سادة…. …….اصبر وما صبرك إلا بالله.
….عزيز باكوش
Aucun commentaire
لاتعليق لدي
لايمكن لاي قارئ لمقالاتك الرائعة ان يكون له تعليق سوى المدح والشكر فانت فعلا عبقريا
كل مقالاتك تشيير لثقافتك العالية المزيد من الشكر لك