الجنان المنسية
كان من فضل فصل الربيع لهذه السنة علي وعلى أسرتي أنه أسهم في ربط علاقتي وتجديد عهدي مع موطني ومسقط رأسي بدوار الشحالفة أحد ضواحي مدينة وجدة المجاورة لعين الصفاء. أقول إن علاقة أهلي بقريتي توطدت خلال هذا الفصل حتى إنني أجدهم اليوم يتحفزون لشد الرحال إليها.ومن أسباب هذا الارتباط شدة ما استثارتك وانبهارك أمام مناظر رائعة لطبيعة بكر لا يرتادها إلا العارفون بها أو الذين توطدت علاقاتهم بها من أهلها النازحين عنها. والذي لا شك فيه ـ أيضا ـ أن تلك الطبيعة بوديانها وسهولها وجبالها تمثل مجالا فسيحا وميدانا أكثر من رائع لمن يعشقون رياضة المشي و الرياضة الجبلية خصوصا.
لكن أشد ما آلمني وحـز في نفسي أن أجد أهلها البسطاء لا يعيشون نعم وميزات القرن الواحد والعشرين أبدا. فالطريق إليهم وعرة لا تعبرها السيارات إلا بالتعرض للمخاطر والأعطاب، فهناك معبران ـ حتى لا أقول طريقين ـ يوصلان إليها: أحدهما خلال الوادي الصاعد إليها من قرية صفرو، والثاني ممر ينزل إليها من الطريق الرابطة بين عين الصفاء وعين ألمو.
وحتى إذا تغلبت على هذه العوائق واستفدت صحة وصفاء خاطر وبال من المشي. فإنك ستتفاجأ من كون هذا الدوار معزولا عن الشبكة الوطنية للكهرباء ولا ينعم أهله بما توفره هذه الطاقة من فوائد وخدمات جليلة. ولا يفوتني هنا أن أستثير الضمائر الحية لأبناء هذه البلدة والذين يشغل كثير منهم مناصب ومسؤوليات هامة وأدعوهم من هذا المنبر الإعلامي إلى بذل الجهود للنهوض بهذه المنطقة.
وإنني لأرجو من أعماق قلبي أن تكون هناك التفاتة وبركة من الزيارة الميمونة للملك المفدى للمنطقة الشرقية فيفيض عليها من بركاته العميمة ويشملها بأياديه البيضاء التي عودنا إياها.
ولكم أحب أن أنقل إلى القارئ مشاهد من الطبيعة الخلابة لهذه البلدة الطيبة. حتى لا يعتبر ما قلته مبالغا فيه أو مجانبا للصواب. ووالله لا تخزيني قريتي ولا يزيدني مسقط رأسي إلا سموا ورفعة وليست والله شوفينية أو هوسا ومرضا. وإني لأفخر بانتمائي إليها كما أفخر بانتمائي لوطني كله. ودونكم الصور ولكم واسع النظر.
5 Comments
اعرف ان الحنين لمسقط الراس هو من دفع بكم الى كتابة هدا الموضوع. فالهروب من صخب المدينة واللجوء الى المناطق الطبيعية التي لاتبعد عن المدينة الا ب كيلومترات قليلة في ظل توفر وسيلة النقل. فدوار الشحالفة ليس وحده من يستحق الزيارة للتمتع بالمناظرالطبيعيةالخلابةالتي سلمت من تدخل يد الانسان. فدواري انا ايضا يستحق الزيارة ببني موسي لعطاش دوار ثلاث نعبيد في سلسلة بني يزناسن الشامخة التي تعرف بنقاء جوها وتنوع غطائها التباتي ثم نبتعد قليلا لنصل الى قرية تافوعالت المعرفة بابحاثها المختلفة في العلوم الانسانبة ومغارتهاوعدب مياهها المتدفقة من زكزل. وحتى لا اكون متعصبا ادعوك ايضا لزيارة قرية عين الرحمة او ما تعرف بعين الحمراء التي تبعد عن مدينة تازة بحوالي 70 كلم في اتجاه الشمال بتلال مقدمة الريف الطبيعية فهي سياحة وشفاء في نفس الان وتقصد من كل وجهة. وشكرا على تشجيعك للسياحة الداخلية بغض النظر عن الانتماء للشحالفة وشكرا
salam merci mohammed de parlé de ain sfa moi j’arrive pas à publier quoi que ce soit sur ce site bon j’espère ke tu va bien ton cousin hassane
Autre fois la ville d’Oujda s’appelée ville des jardins avant que les spéculateurs et les arrivistes profitent de la bonté , la spontanéité et la nifeté des …..
ليست منطقة الشحالفة وحدها من تستحق الزيارة في فصل الربيع الزاهي.لقد نمى الغطاء النباتي بفضل التساقطات المطرية التي هطلت على المملكة ككل ولكن هناك مناطق اخرى ببلادنا تستحق الزيارة والاهتمام كما هو الشان لغابة سيدي امعافة التي تستقبل يوميا العديد من الزوار الدين يعشقون المرتفعات واستنشاق الهواء البعيد عن التلوت. واهل وجدة في الفصل المدكور يدهبون للزيارة كل يوم اثنين ,وهنا اتدكر دهابنا عبر العربة المجرورة او مشيا على الاقدام وتسلقنا الجبل الى لالة كريما… ثم واحة سيدي يحي التي تغيرت نحو الاحسن واصبحت مقصد كل من يبحث عن الراحة. ثم هناك بساتين الزيتون بجوار مطار وجدة انكاد مع العبور نحو الشمال في اتجاه الولي الصالح سيدي حازم.اما ادا توجهنا نحو مدينة بركان فلابد من الوقوف بحامة فزوان والشرب من مياهها الشافية. بعد دلك لابد لك محب للطبيعة من العروج الى مرتفعات جبال بني ازناسن مرورا بزكزل ليتمتع بالمياه الجارية وصيد الاسماك. اما هدوء قرية تافوغالت فلا احدثك عنه فادا دقته فستعشقه. اشكر لك اهتمامك بالسياحة الداخلية و السلام
لم أكن أبدا بصدد المقارنة بين الأماكن يا أخي عكاشة، فهي لا تقاس و لا تقدر بمساحاتها أو حتى بمظاهرها الخارجية، وإنما تقدر بمواقعها النفسية. فلطالما قابلت أشخاصا ينتمون إلى مناطق أبعد وأقل جمالا وتنوعا طبيعيا لكنهم يعتبرونها أحب إلى نفوسهم مما عداها. بل كان قصدي التنبيه إلى ما تعانيه قريتي والدوار الذي إليه أنتيب من تهميش وعزلة. فبالإضافة إلى الحرمان من شبكة الكهرباء وما تعنيه من ضروريات الحياة وكمالياتها، فهم محرومون أيضا من الحق في التواصل المتاح والمسترسل مع باقي المغرب. بل لكأن الناس هناك لا يزالون يحيون في عصور ما قبل التاريخ. فسقوف »منازلهم » تراب وأفنيتهم تراب وجدرانهم كذلك. حتى كأنهم لا يعرفون بوجود الاسمنت بله الزليج والرخام.وأنا هنا أحدثك عن منطقة لايعرفها إلا القليل جدا من الناس، وأنت تحدثني عن سيدي يحيى وسيدي معافة وزكزل وتفوغالت ومصطاف السعيدية التي لا يجهلها القليل من الناس.ولعلك لا تخالفني الرأي أنك تجدها غاصة بالناس الذين لا يتوانون عن تلويث فضاءاتها الجميلة. وحتى أكون صريحا فإنني أجد في نفسي نفورا شديديا من مثل هذه الأماكن الملوثة الغاصة بالناس، لذلك أصبو إلى الطبيعة البكر وآنس بها. وشكرا للقريب من باريس فأرجو أن تكون الصور قد راقتك. كما أرجو أن تتاح لك زيارة قريتنا لا سيما في فصل الربيع. والسلام