لبيك يا مستنجدا بالمعتصم
لقد أصبحت ظاهرة التنفيس عن المكبوت شائعة في التعليقات على المقالات المنشورة على موقع وجدة سيتي ، وكان الله في عون أصحاب المكبوتات. فبمجرد نشر مقال » جهاز التفتيش في الجهة الشرقية يعبر عن غضبه من سوء تدبير مدير الأكاديمية » دخل أحد المعلقين من أصحاب الرواسب المكبوتة ولعله ممن يقلقهم جهاز التفتيش ، ومعلوم من هم الذين يقلقهم هذا الجهاز فعلق بتوقيع مقنع واختار اسم المعتصم في صيغة النداء المشهور على لسان الجارية العربية في عمورية التي استنفرت الخليفة العباسي المعتصم رحمه الله . والمألوف أن عبارة وامعتصماه جرت مجرى المثل عند المسلمين والعرب إذ كلما أراد مستغيث أن يستغيث استعملها . ولست أدري ما الذي يقصده من وقع تعليقه بهذه العبارة ، فهل هو مستغيث أم مغيث ؟
وظاهر تعليقه أنه لا يستغيث إلا أن نغوص في أعماقه لمعرفة المكبوت فقد يكون مستغيثا من جهاز تفتيش يقض مضجعه لأنه ألف التهاون والتراخي وتمنى لو زال الجهاز الذي يرصد التهاون والتراخي ليستريح . يقول المعلق المتجني على جهاز التفتيش بدون استثناء ما يلي : » أمن أجل حواسيب تقوم القيامة ؟ مع العلم أن برنامج نافذة كان قد خصص لنساء ورجال التعليم بكل فئاته ، بالله عليكم يا أيها المؤطرون التربويون انجزوا مهامكم أولا ، ولا تتحولوا إلى أطر التفتيش والمراقبة والبحث عن الحواسيب بالرغم من أن أجوركم تكفي لتجاوز هذه المسألة لقد استطعتم أن » تحيحوا » أمام الأكاديمية وعلى مديرها ، وكان بالإمكان » التحياح » على أنفسكم ، ومن الأفضل أن تجيبوا على سؤال طرحه السيد بالمختار وزير التعليم السابق : ما هو دور المفتش في سلسلة العملية التعليمية ؟ وبماذا يقوم ؟ وبدل البكاء على الكومبيوتر ابكوا على وضع التعليم يا سادة يا كرام » انتهى تعليق المستنجد بالمعتصم ولعله تنكب النجدة فكان عليه أن يقول وابالمختار لأنه ارتاح لكلام نسبه لوزير زورا وما كان بلمختار لينتقد جهازا في وزارته حسب ما أعلم عن السيد بالمختار ، ولكن صاحب التعليق نفس عن مكبوت والمكبوتات عادة ما تسلك الطرق الملتوية إذا ما صحت نظرية فرويد . فرفض التفتيش على لسان وزير التعليم أنسب للتنفيس عن المكبوت من رفضه على لسان مدرس .
ولابأس من مناقشة الحساب مع صاحب التعليق أما قوله قامت القيامة من أجل حواسيب فلعلمه أن القيامة قائمة منذ أن عين مدير الأكاديمية الحالي في الجهة الشرقية لسوء تدبيره ، ولكن صاحب التعليق كان غائبا ولم يستفق من غيبوبته إلا اليوم فلا بأس عليه . وأما قوله أن برنامج نافذة كان قد خصص لنساء ورجال التعليم فيشكر عليه لأنه أضاف الجديد للمفتشين الذين يجهلون ذلك حسب خلفية مكبوته ، ولا بأس بتذكيره إذا نفعته الذكرى فالمفتشون لم يطلبوا حواسيب وإنما وزارتهم هي التي أصدرت مذكرة تنظيمية رقهما 56 وخصصت لهم هذه الحواسيب ليس في الجهة الشرقية بل في كل ربوع المملكة. وأما قوله : بالله عليكم يا أيها المؤطرون التربويون انجزوا مهامكم أولا ولا تتحولوا إلى أطر التفتيش والمراقبة والبحث عن الحواسيب بالرغم من أن أجوركم تكفي لتجاوز هذه المسألة ، فهنا عبارة كشفت عن المكبوت بوضوح فصاحب التعليق لا يرغب في التفتيش والمراقبة ، وحلمه هو أن يصير التفتيش والمراقبة تأطيرا تربويا فقط ولعلمه إن وزارته هي التي تسمي التفتيش تفتيشا ، وما التأطير إلا مهمة من مهام التفتيش إلى جانب مهام أخرى نصت عليها مذكرة التفتيش رقم 86 . والتفتيش والمراقبة لست رغبة المفتشين وإنما هي رغبة الوزارة الوصية . وأما قوله البحث عن الحواسيب فالمفتشون لم يبحثوا عنها وإنما الوزارة هي أصدرت مذكرة في شأنها .
وأما قوله أجور المفتشين تكفي لشراء الحواسيب فليكن في علمه أن أجور المفتشين لا تختلف عن أجور المدرسين ولا زال المفتشون يناضلون أو حسب تعبيره » يحيحون » من أجل الحصول على التعويض الخاص بإطار التفتيش . ولعلمه أن المفتش مدرس عانى في القسم ، وزاد إلى أعبائه عبء التحضير لامتحانات التفتيش الكتابية والشفهية والبحوث ، وصرف من مال أسرته ليقضي ما بين سنتين أو ثلاث سنوات في مركز تكوين المفتشين بالعاصمة ليظل مرتبه كما كان يوم كان مدرسا . ولقد عبر المعلق مرة أخرى عن مكبوته حين قال لقد استطعتم أن » تحيحوا أمام الأكاديمية وعلى مديرها وكان من الأجدى » التحياح » على أنفسكم فهو يتمنى لو كان التحياح على جهاز يفتشه ويراقبه عوض أن يكون على مدير أكاديمية رق له قلبه وأشفق عليه مع أنه هو الآخر مفتش وأن » التحياح » كان من المفتشين ضد مفتش استأسد على زملائه ، وكان من المفروض أن يطرب صاحب التعليق لهذا التحياح ضد مفتش من النوع الخطير وأن يسره ذلك لأنه يتمناه ويرجوه في لا شعوره. وأما قوله من الأفضل أن تجيبوا على سؤال طرحه السيد بالمختار وزير التعليم سابقا ما هو دور المفتش في سلسلة العملية التعليمية ؟ وبماذا يقوم ؟
فالجواب عنه إذا كان الوزير قد طرح هذا السؤال بالفعل ولم يكن من أحلام يقظة صاحب المكبوت ومع ذلك لم يجب عنه بقرار وهو صاحب القرار إذ بإمكان وزير أن يلغي مهمة التفتيش ، فكيف يجيب المفتش عن هذا السؤال الذي لا يملك الجواب عنه إلا صاحب عقدة التفتيش. وأما قوله وبدل البكاء على الكومبيوتر ابكوا على وضعية التعليم فالرد عليه لقد أكثر المفتشون البكاء على وضعية التعليم ولو وزنت تقاريرهم التي يرسلونها سنويا إلى الوزارة وكلها بكاء لضاقت بها بناية الوزارة وبلغت المحيط الأطلسي وربما كانت جسرا ورقيا بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية . فالبكاء لم يكن على الكومبيوتر وإنما على سوء تدبير المسؤول الجهوي الذي أفلست على يديه المنظومة التربوية في الجهة الشرقية ، ولكن المعلق المسكين يغط في سبات عميق ، وهو يحتفظ في ذاكرته لسوء حظه بصورة لتفتيش أزعجه بالمراقبة وشغله عن أدوار أخرى للتفتيش . وأخيرا أقول لصاحب التعليق والمستغيث بعبارة وامعتصماه ما عليك إلا الكشف عن اسمك ورقم تأجيرك ليغيثك المفتش بزيارة تفتيش كما أغاث المعتصم الجارية العربية في عمورية ، ويريك ما هو شغل المفتش الذي لا زال شغله مجهولا عندك ويحتاج إلى جواب عن سؤال طرحه السيد بلمختار فقد يكون في زيارة التفتيش الجواب الشافي والكافي لسؤال المعلق المحترم الذي تشكر له هيئة التفتيش في الجهة والوطن حسن أدبه معها .
1 Comment
تحية لجهاز التفتيش على هذه الانتفاضة التي جاءت لتؤكد لكل من كان لديه شك أن إدارة الأكاديمية هي سبب كل مآسي التعليم بالجهة. يجب على كل الفاعلين الشرفاء أن يوقفوا هذا الفساد. القضية ليست قضية حواسيب إنها قضية غطرسة وشطط واستهتار في حق كل أسرة التعليم بالجهة. ولا خير في إدارة تهين أدمغتها وقلبها النابض. نحن مدينون لكل المفتشين الذين وجهونا وعلمونا مهنة التدريس ومن أساء إليهم فقد أساء إلينا جميعا.