Home»Régional»بيني وبين خيبة أملي

بيني وبين خيبة أملي

0
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الرحمان الرحيم
والصــلاة والـســلام عـلـــى أشـــرف الـمـرسـلـيـــن
وبــعـــد،
إلى كل من ذاق مرارة الزمن…إلى كل من لسعته أشواك الظلم…إلى كل من احترقت آماله وتحطمت عزيمته…إلى كل مظلوم مقهور…
خواطر منحوتة من لب قلب يائس…كلمات مرسومة بريشة ألحان بال مشغول…حروف منقوشة بوجدان نفس ضائعة..عاطفة مسلوبة..وعمر مغتصب…
إلى كل من له إحساس طيب…إلى كل من يستشف معاني ما بين السطور…لكل متفهم مدرك…
أحاسيس مبعثرة أرمي بها فوق صفحات أغلى صديقة لي…ورقتي العذراء…ضمن خواطري هاته..
فلكل من له نفس الأحاسيس..نفس المشاكل..القلق..اليأس..الخوف..الظلم..الضياع…
ليتفضل بإيداع ما يملكه من هيجان الخاطر في مسكني وفضائي..أو يتفضل بإيداع أي تعليق عما جلب انتباهه..
شــكـــرا عــلـــى الـمــســـاهــمــــــة
بيني وبين خيبة أملي
*****************
لا أريد الكتابة ولا أود إيقاظ سبات واقعي المؤلم..لكن حنيني إلى سطوري الصامتة أقوى من خوفي..حنيني إلى الكلمات العذبة التي تخفف أرقي وتجفف عرق رعشتي المتخلذة في صميم أعماقي..

أحاسيس مبعثرة ككلمات متقاطعة..وأفكار مكسرة كزجاج الحرب..أبحث وأبحث كالعادة..أبحث عن نقطة الوصول بأعين مرهفة..بلهفة مرهقة..بأمل ضعيف..وبحسرة أعود لمكاني المعتاد أشكو وحدتي لورقتي..أشكو لها ضياع نقطة وصولي لبر الأمان..أشكوها ضعفي..تدمري..تتأملني في صمت دون مناقشتي..ثم تفتح لي صدرها لتكون محطة لعنائي وعيائي..لتعلمني أنها مجرد محطة مؤقتة وليست أبدية..

ومنها أجمع رحيلي وترحالي للبحث عن اللاشيء في صحراء قاحلة بكماء..صحراء كئيبة..أناسها أشواك قاتلة..بيوتها قضبان سجن مؤبد..أما أبوابها فتجذف كل مقترب مغترب وتسجبه إلى متاهة وحشية لتجرده من كل ما يملك وتسلب منه أعز ما يفتخر به…حريته وراحة باله…وللأسف كنت أول ضحاياها..

أنادي..أستغيث..أصرخ..لكن لا أحد يبالي..لا آذان صاغية..ولا حياة لمن تنادي..أكتم خيبة أملي بين طيات أيامي..وما أكثر طيات زماني..أوراق دفينة في صدر ممتلئ بغبار الأسى..كل ورق منها تحمل شقاء عمر إنسان بأكمله..خيبة أمل تلاحقني كظل مقيد بتحركاتي..تلاحقني إلى غروب يومي..ثم أنام لتظهر لي في حلمي مرتمية في حضنهبدون استئذان..تتنقل بين أحداثه ببرودة..تتنقل تنقل المالك في ملكه..تتصرف بطلاقة وحرية..وعندما أسألها عن سبب استيطانها في صدري..تجيب أنه موطنها وأنها من سكانه المستقرين..فلا بديل لها لصدري..أطلبها..أترجاها..أسترحمها..ثم أتوسل إليها أن تدعني وتتركني..لا تبالي..ترفض..تعترض..ثم تأبى أن تبتعد..وتقول : أنا وأنت مدى الحياة..لا فراق بيننا..أتفاجأ..أندهش..أنزعج..ثم أصحو من منامي لأجدها تنتظرني..مستعدة لقضاء كل ثوان الساعة بمعيتي..أتحدث..أغني..علها تسهى عني دقائق..أتحرك..أختبئ..ثم أهرب من نافذة قضائي..لتندرج هي الأولى أمامي وقبلي..لتخاطبني وتقول : طريقنا واحد..فلم العجلة..لا تعاندي ولا تكابري..أنظر إليها بعين من الرأفة..أبحث عن منقذي في صمت..لكن..آه يا خيبة أملي..لم أجد سواك..فهلا قبلتني صديقة..إنني أستسلم لك وأرفع رايتي البيضاء المتلاشية..أسلم لك كل ما تودين حيازته..فأنا لك وأنت لي..

ها أنا أهدي نفسي لضعفي وليأسي..أغوص في دوامة التائهين لتجرفني رياح الكآبة إلى بحر الظلام..حيث لا يوجد سوى شموع دامعة بلهيب متسلط يشل حركتها ويذيب حسها..

تحترق شمعتي كاحتراقي بلهيب الوحدة..تنحني لشعلتها منهزمة كانهزامي أمام جليد المشاعر..لا من مغيث ولا من مجيب..أين هي مرآتي لتريني حقيقة صورتي..صورتي المحطمة والملظخة بظلم الزمن الحاقد..زمن لم يدع لي أية رؤية للمستقبل تعلن عن أمل للعيش فيه..زمن رمى على أفكاري غطاء من التصلب العاطفي..رمى على وجهتي أمواجا من التردد تجعلني أتراجع كلما مدت لي شباك الإغاثة..أتساءل وأتحاور مع نفسي..أستفهم إن كانت شباك إنقاذ أم شباك صيد الضحايا الخائبين..لا مجال للنقاش ولا وقت للأخذ والرد..ثم أعود مرة أخرى لمحطتي المعتادة..لأن ضعفي أقوى مني..أعود لأختبئ بين طيات أيامي لأضيف رقما آخر إلى قاموس الطيات القديمة..أضيف لها خيبة أمل أخرى..ثم أتنحى جانبا في ركن بعيد عن ضجيج الواقع الممل..بعيدة عن أي شيء يذكرني بمعاناتي وعذابي..أتأمل نظرات العيون الخائنة..القاتلة..أخبئ نفسي وراء غيمة ضبابية حتى لا يراني لامارة من الناس وحتى لا يجدني قدري المحتوم..أو بالأحرى لأتفادى اصطدامه معي وجها لوجه..أحوط نفسي بستار باهت فاني..حتى لا تواجهني أشعة الغدر الكاسرة..حتى لا ينال مني سم الأفاعي المميت..وحتى لا يصلني لسان المقيت..فلسان الماقت سكين حاف يذبح قلبي ذبحا بطيئا وببرود شائكة..سكين غير ماض يمرر على كياني يتمرغد في أعماقي مستغلا كل الوقت الضائع في هدوء وسكينة..دون مبالاته لما يخلفه من جروح..جروح لا تسيل دما..ولا ماء..بل أكثر من ذلك..جروح تسيل وينهار منها أسى وكآبة..يفيض منها بركان الألم جحيما مشتعلة..وآه من لسان العبد سيوف على رقبة المظلوم..لا من يعتقه من موت أكيد..ولا من يبعد العبد المتسلط..

أستدير لأمنع كلامه وأتفادى معانيه..لكن كلماته تتدحرج لمسامعي واحدة تلو الأخرى..كلمات تنزلق مع رياح ظلمه الثائر..تحيطني من الجهات مقيدة حريتي في الحركة..حبل على جسدي لا يراه سواي..وقلادة حديدة تستمتع بدورانها عليه ملتمسة نقشات بصماتها في كياني…فهل من منجد..؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. محمد شركي
    06/12/2006 at 23:42

    الى الأخت المعذبة نور الايمان يقول ربك الكريم الرحيم ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) ويقول في حديث قدسيي : ( ياعبادى لو اجتمع أولكم وآخركم فسألني كل واحد منكم مسألته اعطيته ما يريد دون أن ينقص ذلك من ملكي شيئا ) تسألي ربك ما تريدين وسترين عجبا سيرحل اليأس ويقبل الأمل صدقيني فالله يبتلي أحباءه ولا يبالي بمن يمقت

  2. شهرزاد الاندلسي
    06/12/2006 at 23:43

    تحية اخوية الى الصديقة نور الايمان انه فعلا اسلوب رائع تستحقين عليه التقدير …واتمنى ان لا تدوم معانتك طويلا ..فيوما ما ستنقشع الغيوم وتظهر لك سماء صافية مليئة بالحب والتقدير وسيعرف كل من اخطا في حقك انك اروع فتاة ….

  3. يحي بنضيف
    06/12/2006 at 23:43

    منجدك هو قلمك المنساب( وهدا رأيي فيما كتبت) هو تفكيرك هو بوحك لما في القلب من لواعج. لعلك تجد(ين) من يقاسمك نفس الانشغالات والهموم ولا تشعر بالوحدة التي قد تقتل وبهدا نحيي بالكتابة مرات و مرات ونحارب الموت. تحياتي واملي لك بالاستمرار.

  4. متتبع
    07/12/2006 at 19:12

    اقول للاخت الكريمة لاتقنطي من رحمة الله ولا تتركي سبيلا لليأس فيستحوذ على قلبك املإي قلبك بذكر الله وأكثري من قراءة القرآن والتوسل الى الله سبحانه وتعالى فإنه لايخيب ظن من دعاه وتوسل اليه وترجاه .

  5. نور الإيمان
    07/12/2006 at 20:35

    أشكركم على اهتماكم بما رسمته أناملي على هذه الخاطرة وأشكركم كذلك على منحي فرصة من وقتكم من أجل قراءة ما كتبته.
    كما أنني ممتنة لنصائحكم الصائبة – شكرا –

  6. ana
    08/12/2006 at 21:51

    Mes salutations les plus distinguées

    1er. je m’excuse de ne pas vous répandre en langue originale du texte

    2ém . je voulez saluer l’âme raffiner de l’expression que vous la prouvée
    Et les sentiment avec les quelle vous avez traduit une partie de votre vécue en terme propre avec une magnifique projection

    Je vous souhaite une bonne continuation

  7. une cousine
    08/12/2006 at 22:31

    slt,je te félicite c super ce que t a ecrit,t a un tres beau style continu
    J éspér que tu oublie khaybat amalek et soi tjr souriante parsq l sourir c la vie et la santé ( shab la santé kanhadro ri biha) de tout façon c un nuage qui va passé

  8. naoual
    11/12/2006 at 22:40

    je te felicite ma chere cousine je suis fière de toi vas y continue et n’oublie pas qu’il faut toujours croire au soleil parce qu’il reviendra toujours

  9. نور الإيمان
    11/12/2006 at 22:40

    j vs remercie bcp et c tres gentil de lire ms khawater et de cet interet merci 1 2 fois

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *