لماذا لا يجرؤ قادتنا على قول الحقيقة ؟؟؟

لقد ثبت بما لا يدع مجالا ولا حتى هامشا ضيقا للشك أو التشكيك أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش ورطة في العراق وفي أفغانستان ؛ وهي تحاول إنقاذ ماء الوجه علما بأن الذي لا حياء في وجهه لا ماء فيه من خلال ترويج أكذوبة من الأكاذيب التي دأبت الولايات المتحدة على إشاعتها من أجل تبرير سلوكات غير مقبولة حضاريا في الساحة العالمية خصوصا العربية والإسلامية؛ فالله أعلم بالكذبة الجديدة التي ستكون غطاء لانسحابها من العراق بعد الهزيمة الشنيعة النكراء.
لقد كذبت الولايات المتحدة على العالم بأسره عندما غزت أفغانستان بدعوى ملاحقة تنظيم القاعدة الذي حملته مسئولية أحداث الحادي عشر من سبتمبر ؛ وبموجب هذا الغزو غير المبرر حضاريا وقانونيا ووفق المواثيق الدولية التي تصون العالم من الانجرار نحو هاوية الفوضى أطاحت بحكم شرعي هو حكم طالبان والذي استهدف لأنه يتبنى الإسلامي المعادي للبديل العولمي الغربي ( المسيحي اليهودي بالقناع العلماني ) ليس غير ؛ أما قصة إيواء طلبان لعناصر القاعدة فأكذوبة مكشوفة ؛ وهل كان إيواء هذا التنظيم يحتاج إلى تغيير نظام برمته قبل تجريب ما يسمى بالعقوبات الدولية ؛ وهي عقوبات عانى منها نظام طلبان لإضعافه وإفشاله ماديا ولإثبات عدم صلاحيته وهي سياسة أمريكية معروفة في شتى بقاع العالم؛ وهو ما لم يتحقق فكان لا بد من الكذب لاستعمال القوة العسكرية لتحقيق ما لم يتحقق عن طريق الإقصاء والتهميش والحصار…. وكذبت الولايات المتحدة على العالم بأسره عندما غزت العراق بدعوى امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ؛ وبدعوى علاقته بتنظيم القاعدة ؛ وبموجب ذلك أطاحت بنظام الحكم الشرعي فيه ؛ وتبين بعد ذلك أنه لا وجود لأسلحة دمار ولا علاقة بين البعث والقاعدة ولا هم يحزنون ولا هم يفرحون . وروجت الولايات المتحدة لكذبة أخرى مفادها أن الأمور بدأت تستتب في العراق ؛ وكل مرة يطالعنا مسئول أمريكا بتصريح كاذب وبوجه لا حياء فيه حتى استحيى الشيطان من كثرة الأكاذيب وبدأ التكذيب من قلب مقر صنع القرار الأمريكي وأسقط التكذيب حزب الكاذبين وتوالت استقالات الكذبة ليتأكد العالم بأسره أن القضية لا تعدو سلسلات متوالية من الكذب الهادف إلى بسط النفوذ والهيمنة واستغلال خيرات الشعوب وتهيئة الأجواء لنظرية الخمس التي تقوم عليها فكرة العولمة.
ظهر الحق وزهق الباطل ؛ والغريب أنه لم يصدر من قادتنا اعتراف بكذب الولايات المتحدة ؛ ولا هم استنكروا ؛ ولا هم طالبوا المجتمع الدولي بالاستنكار؛ بل لا زالوا يرددون أكاذيب البيت الأبيض ؛ لا زال خطاب الإرهاب عملة رائجة تقضى بها المآرب تكمم بها الأفواه وتحاصر بها كل معارضة . لا زالت أكذوبة دارفور سارية المفعول ؛ ولا زالت أكذوبة اغتيال الحريري تعزف كل يوم ؛ ولا زالت أكذوبة أسلحة الدمار الشامل الإيرانية تلوح بالويل والثبور وعواقب الأمور ؛ وانضافت إلى سلسلة الأكاذيب أكذوبة علاقة المحاكم الإسلامية بتنظيم القاعدة ؛ ولا زالت أكذوبة الإرهاب الفلسطيني ورقة رابحة …
وحكامنا لا يكذبون ولا يدينون ؛ ويتوافد بعضهم على مقر البيت الأبيض ليعطي المشروعية للأكاذيب؛ وبالأمس نطق الرافضي لعنه التاريخ وهو من لعنة الله والملائكة والناس أجمعين بتزكية الاحتلال في بلاد العراق متجاسرا على إرادة الأمة التي أجمعت على ضرورة انسحاب المحتل الأمريكي ليعود الأمن إلى بلاد زعزع استقرارها عمدا ؛ وصار إزهاق الأرواح فيها بشكل رهيب ؛ فالله وحده يعلم العدد الحقيقي لضحايا العراق ؛ وقد صدق قول الفقيه المفتي القديم على الروافض الملطخة أيديهم بدماء العراقيين عندما سئل عن دم البعوض فقال : عجبت لكم أهل العراق تسفكون دم سبط الرسول صلوات الله عليه وتسألون عن دم البعوض . قتل الاحتلال بمساعدة الخونة والطابور الخامس مليون عراقي؛ والسفهاء من أمثال الحكيم والمالكي … منشغلون بالدجيل والأنفال وهي مسرحية هزلية من تأليف بوش ورامسفيد لشغل العراقيين عما هو أهم من محاكمة صدام ؛ لقد صارت هذه المحاكمة كل شيء بالنسبة لعملاء يتوسلون في البت الأبيض حتى لا تخرج القوات الأمريكية والحالة أنه تشبث غريق بغريق ؛ فالقوات الأمريكية تلهث وراء انسحاب فوري من مستنقع أكبر من مستنقع فيتنام ؛ وجنودها يذرفون دموعا تخالطها الدماء ؛ جثث أصدقائهم تنقل في الصناديق يوميا كالبضاعة ؛ والأسر الأمريكية البدونية ( نسبة للبدون الأمريكي من شتى الجنسيات الذين كذب عليهم ؛ ووعدوا بالجنسية العولمية بعد العود المظفر من العراق وأفغانستان والرافضي المعتوه يتوسل إليهم بالبقاء ؛ وهم يتنصلون منه ؛ وقد لكمه بوش وهو يقرأ موضوعه الإنشائي المهين بعبارة نقلتها وسائل الإعلام يقول فيها : ( نحن غير مرتاحون لما يجري في العراق ) بوش غير مرتاح للاحتلال والحكيم بل أستغفر الله الجاهل مرتاح لهذا الاحتلال ؛ وصدق من قال : يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العاقل بعدوه.
يحدث كل هذا وتصديق أكاذيب البيت الأبيض من المسلمات والبديهيات في مقر صنع القرار في الوطن العربي لأن الكراسي والتشبث بها رهينة بتصديق هذه الأكاذيب بالرغم من تكذيب شافيز الهندي الأحمر الوسيم الذي رد لأربعة أخماس العالم الاعتبار وسفه نظرية الخمس ونظرية العولمة.
وا أسفا على أمتي أوشك أن أسكت سكتة لن أكتب بعدها شيئا لأن الصمت أبلغ من الكلام عندما يجيء الحق ويزهق الباطل ؛ ولا يجد الحق أنصارا ؛ وتعج ساحة الباطل بالأنصار.







Aucun commentaire