التســـــــــول ظاهرة غير إسلاميــــة

لعل أبرز ما ظهر خلال السنوات الأخيرة ارتفاع عدد المتسولين أو التسول، والذي يتجدد يوما بعد يوم خصوصا في الدول العربية والإسلامية، بحثا عن جيوب المحسنين، نجدهم في كل مكان، الطرقات العامة، القطارات، الفنادق، المساجد حتى أمام أبواب المدارس…. الخ، نراهم من كل صنف ولون والغريب اغلبهم من الشباب الذي لا تجوز عليهم الصدقة، حيث اصبح الناس في حيرة أيعطونهم أم يمنعونهم؟
و لأن التسول بات حرفة لبعض العاطلين فقد نوعوا وعددوا الابتكارات في دنياهم وهناك نماذج عدة لن أتطرق لها هنا، بالرغم من الجهود الكبيرة التي يبدلها الأمن في هذا الشأن إلا أن الأعداد في تزايد وخصوصا في موسم الصيف الذي يشهد استقطاب عدد من السياح الأجانب، وهذه الظاهرة تشوه صورة بلداننا العربية، والمفروض أن نتحرك كي نحد منها خصوصا أمام الشباب القادر على العمل والذي احترفوا التسول وتناسوا أن ديننا الحنيف الإسلام حث على العمل وجعل السعي على الرزق من خلال العمل الشريف، ولكي لا نترك هذه الظاهرة تستشري في مجتمعاتنا، ولا بد من إيجاد حل وضرب خناق على المتسولين الذين يمدون أيديهم ويلحون في المسألة بصورة مزرية ومذلة تسيء إلى كل مسلم غيور على دينه وكرامته وشباب أمته… قد نجد دولا اشد فقرا لكن لا نجد هذا الكم ممن يكفف الناس. فالحزم في هذا الأمر واجب وطني وواجب على كل فرد أن يمتنع عن إعطاء هؤلاء الذين يتخذون التسول حرفة، وهذا أقل ما يجب ليصبح المسلم المؤمن مرفوع الرأس، عالي الهمة، موفورة الكرامة ويقول عز وجل: في كونه الفسيح موائد تكفي كل المخلوقات- كذلك قوله عز وجل: وفي السماء رزقكم وما توعدون – سورة الداريات وقوله تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور – سورة الملك الآية 15 و ها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب القاعدين من العمل الراكنين إلى الكسل ويقول لهم – لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق الحلال وهو يقول اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة – كما أن المرء عليه أن يسعى لتحصيل قوته وجلب رزقه حتى لا يصير عالة على نفسه وغيره وكي لا يريقوا ماء وجوههم ويركنون إلى الكسل والخمول
على المجتمع أن يقف مع هؤلاء الذين لا يستطيعون التكسب، علينا أن نتلاحم ونجتهد كي نقيهم ذل الحاجة والسؤال، لأن القرآن الكريم أمرنا بمراعاتهم فقال عز وجل – للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بس يماهم ولا يسألون الناس إلحافا، وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم – على الدولة والمجتمع أن يؤهلهم ، ويعلمهم بعض المهن والحرف والصناعات ويخلق لهم فضاءات تمكنهم وسائل العيش المحترم، ويضمن لهم الحماية القانونية ويحقق لهم العدالة ، وان لا يخضعوا للتمييز والإهمال الذي يمكن أن يهدد النسيج الاجتماعي والإنساني ولأنه حق من حقوق المواطن على الدولة والمجتمع بقول النبي –ص- حيث دعا إلى العمل المثمر الذي يعود بالخير على صاحبه فيرفع من قدره ويغنيه عن المسألة ويمكنه من البذل والعطاء ، كذلك قال: ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.
إن مبدأ المطالبة بحقوقهم مبدأ سليم لأنه من حقوق المواطن رغم الإجراءات المطلوبة غير موضوعية ومعقدة في جل الدول العربية، وحل المسألة في الاتجاه المفتوح يغتني بانفتاحه على الاتجاهات الأخرى، حتى تكون الدول مستعدة لتعديل مكونات مجتمعها وإعادة تأهيل وتجديد أوضاع مواطنيها بما يضمن لها التفاعل والتناغم بين أطرافه المختلفة وتعتبره الأساس الذي ينبغي ويسعى لدمج هذه الشريحة وغيرها إذ ليس وحدها صاحبة المطلب فهناك تعدد الظاهرات والمشاكل الأخرى، التي تحتاج إلى تدبير عقلاني محكم ومراعاة مكونات المجتمع الذي يعتبر الدخل الأسلم لضمان مسار تقويم متوازن و ناجح على ثوابت بنيوية إنسانية تضمن الاستقرار والحيوية وتتوج بواجب وظيفي ومهني الذي يستجيب لحاجيات الإنسان والأوطان وإلا ستكون العواقب والنتائج وخيمة على مجتمعاتنا وسيعرضها لأضرار خطيرة.
20/11/2006 بقلم صباح الشرقـــــــي
http://www.maktoobblog.com/sabahchergui



Aucun commentaire
تحياتي للأخت الفاضلة صباح ؛ فأنت دائما على الموعد ؛ قلم هادف يناضل من أجل كرامة الأمة من المحيط الى الخلبج ؛ هذا الموضوع سبق أن طرحته على هذا الموقع الموقر ؛ وهو موضوع يحناج الى ملف يتناوله متخصصون من أجل وضع استراتيجبة ناجعة لمحاصرة ظاهرة لا تلبق بأمة جعل الله تعالى من خصائصها العزة التي نسبها لنفسه ولرسوله.
الموضوع يغري بالمناقشة المستفيضة ولكنني ساكتفي بقضية المسئولية عن الظاهرة
المحترفون للكدية هم أول مسئول ؛ فشتان بين مضطر للاستجداء ومحترف له ؛ ثم تأتي مسئولية الأغنياء الذين لا يزكون أموالهم وفيها أموال الفقراء وهي أموال تطلق عليها عبارة حق الله عندنا في المغرب لتخويف الخلق من السطو عليها ؛ ثم تأتي مسئولية أهل الحل والعقد وعلى رأسهم العلماء ثم الأمراء؛ وهما معا بامكانهما اعادة مؤسسة بيت مال المسلمين لجمع الزكوات وصرفها صرفا عقلانيا يحاصر الفقر؛ ونأتي في الأخير مسئولية الجميع وأقصد المشجعين والساكتين والمستفيدين ؛ فهناك تماذج بشرية يستغل المتسولين عن طريق كراء أو قروض أو ما شابه وقد سمعنا بقصص لا يصدقها عقل.
بوركت أيتها الحرة الأبية وها أنت شعلة متوقدة في موقع وجدة سيتي مدينتك الجميلة المعتز بك
تحياتي المشفوعة بالمحبة الأخوية
اختي الفاضلة صباح اشكرك جزيل الشكر علي هدا الموضوع الهادف الدي يعالج مسالة حساسة يندي لها الجبين ومن كثرة ما نراه في مدينة وجدة من ظاهرة التسول والمتسولين قي كل مكان
والله انها ظاهرة غير مشرفة تدمي القلب وتحط من قيمة المسلم وتدله .
السيدة كريمة
أستاذي الفاضل محمد الشركي القدير
أتمنى ان تصل الرسالة للمسؤولين وأصحاب القراء،كي يتناولوا ويعالجوا بحكمة هاته المشاكل التي تمس بكل شرائح المجتمع ، شكرا على إيضافاتكم المهمة ، الحمد لله أننا قلم وصوت واحد للدود عن مصالح جماهيرنا العربية والمغربية خصوصا ،،، لكم سيدي التوفيق والتحية الخالصة
تحية طيبة استادتي صباح ولك جزيل الشكر ………..
ان من وجهة نضري ان جميع المواضيع التي تطرقت لها كانت في المستوى ونالت اعجابي واتمنى لك التوفيق استادتي واسالك الدعاء والسلام عليكم
أختي الفاضلة كريمة المحترمة،،، والله ثالث رد أكتبه أتمنى أن ينشر ،،، اجل سيدتي ظاهرة مخلة بالأخلاق والقيم الإنسانية ، لن نمل من الصراخ حتي يصل لولات أمورنا، ويأخدوا الموضوع محمل الجد، كي نصبوا بوطننا وشعبنا للأسمى والأفضل ، مروركم الوفي يسعدني كثيرا ،،، ولك سيدتي التوفيق والتحية الخالصة
كذلك يا غاليتي كميليا بن الضيف،،، متابعتكم ومشاركتكم في المواضيع الهامة تأكد نمو ونقاء أفكاركم وأخلاقكم العالية جدا ،،، أدعو الله أن يوفقكم لما تصبوا إليه وينعم عليكم بالستر والتوفيق،،
ولكم حبي الخالص والتحية الطيبة